أربع نقاط من لقاء محمد بن سلمان وترمب
2025-11-19 | منذ 4 ساعة
ممدوح المهيني
ممدوح المهيني

رغم انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترمب لسلفه، الرئيس جو بايدن، فإن الاثنين تجمعهما علاقة قوية بالسعودية. صحيح أنها بدأت متعثرة مع بايدن، لكنها تحسَّنت، ووصلت بعد ذلك إلى أفضل مراحلها. استراتيجية الرياض هي المحافظة على العلاقة التاريخية مع واشنطن، جمهورية كانت أم ديمقراطية. وهذا ما أشار إليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض. العلاقة بدأت مع ديمقراطي (الرئيس روزفلت)، وازدهرت مع جمهوري (الرئيس ريغان). وهي الآن في أفضل مراحلها مع رئيس جمهوري، ومن المؤكد أن البيت الأبيض سينتقل مستقبلاً لإدارة ديمقراطية.

النقطة الأولى لفهم العلاقة بين الرياض وواشنطن: لا تبحث عن الألوان الحمراء والزرقاء المتغيِّرة. التحالف الاستراتيجي استمر طيلة هذه العقود لأسباب اقتصادية وسياسية، وليست عاطفية.

النقطة الثانية أن الدول بالطبع تبحث عن مصالحها من العلاقات فيما بينها. ترمب في حديثه عن الصفقات يوجّه خطابه للداخل الأميركي؛ فمزيد من الوظائف يعني مزيداً من الشعبية. والسعودية أيضاً تستفيد من هذه العلاقة. وهذا ما قاله ولي العهد، عندما أكد أننا نستثمر ليس إرضاءً للرئيس ترمب أو لأميركا، ولكن للبحث عن الفرص الحقيقية وليست الوهمية. إنها تحقق احتياجات السعودية الاقتصادية في المستقبل. هذا هو الهدف الأساسي، وكل ما عدا ذلك مجرد مكايدات وثرثرات.

النقطة الثالثة من اللقاء هي إجابة ولي العهد السعودي عن هدف زعيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، عندما اختار 15 سعودياً للمشاركة في تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وهو تدمير العلاقة بين الرياض وواشنطن. كان هذا هو الهدف الأساسي. بن لادن يدرك أن إسقاط برجين لن يؤدي إلى انهيار أميركا، لكن ضرب العلاقة وإشعال حرب بين الغرب والعالم الإسلامي كان غايته. خطة لئيمة لتأجيج نار الكراهية الدينية. لم تنجح هذه الخطة بفضل العلاقة القوية بين البلدين. استطاعا أن يتجاوزا هذه الأزمة العاصفة. «القاعدة» ضعفت، وبن لادن قُتل، والعلاقة بين واشنطن والرياض في أفضل مراحلها. باختصار: قوى الخير انتصرت على قوى الشر. حلم الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية والميليشيات الطائفية هو إضعاف هذا التحالف، وهذا ما يقومون به عبر أعمال العنف والدعاية والتشويه المتعمد. يدركون أن إضعاف علاقة الرياض وواشنطن سيفتح لهم المجال للتمدد وبسط الهيمنة وتعزيز نفوذهم الآيديولوجي.

النقطة الرابعة من اللقاء هي الحديث عن المستقبل. الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية هو تنافس حضاري من أجل بناء المستقبل. لنتذكر أن الآيديولوجيات القومية والدينية المتطرفة والبحث عن الزعامات وغسل أدمغة الشعوب بالأوهام كانت من أسباب تدهور منطقتنا. في وقت ذهبت فيه الدول الآسيوية، على سبيل المثال، في طريق آخر، وبنَتْ اقتصادها وطوَّرت مجتمعاتها. ولهذا فإن الحديث بين ولي العهد السعودي وترمب عن الاستثمار في التقنيات الحديثة هو حديث عن صناعة المستقبل والتنافس الاقتصادي والعلمي المشروع

 

*إعلامي وكاتب سعودي. مدير قناتي «العربية» و«الحدث»
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس

 



مقالات أخرى للكاتب

  • الإيرانيون «جائعون»!
  • داخل عقل ترمب الثاني!
  • ترمب وماسك... مشعلا الحرائق









  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي