السعودية وأميركا... فصل جديد وشراكة بلا حدود

أعلن التوصل لاتفاق دفاعي : بمراسم استثنائية... ترمب يستقبل محمد بن سلمان في البيت الأبيض

الأمة برس - وكالات
2025-11-18

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مستقبلاً ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله إلى البيت الأبيض الثلاثاء (أ.ف.ب)واشنطن - شدَّد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي والرئيس الأميركي دونالد ترمب على قوة العلاقات بين الرياض وواشنطن، مشيرين إلى فصل جديد في شراكة البلدين، وذلك خلال لقائهما في البيت الأبيض، الثلاثاء.

ووصل الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن فجر الثلاثاء، في زيارة عمل رسمية، بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، واستجابة للدعوة المقدمة له من الرئيس ترمب.

وأكّد ولي العهد السعودي أن العلاقات بين البلدين وطيدة ومهمة على كل الأصعدة، ولا يمكن الاستغناء عنها، عادَّا هذا اليوم «تاريخياً لعلاقتنا المستقبلية». وقال الأمير محمد بن سلمان: «عملنا مع الولايات المتحدة على مدى عقود طويلة ومع كل الرؤساء الأميركيين من كلا الحزبين»، مضيفاً: «أسامة بن لادن حاول أن يقضي على العلاقة مع أميركا، ونعمل ضد الإرهاب، واتخذنا خطوات هامة في هذا المجال».

وأشاد ولي العهد السعودي بجهود الرئيس الأميركي من أجل السلام، وتابع: «نحن ننظر لمرحلة السلام في قطاع غزة، ونهتم لأمر الشعب الفلسطيني، ونريد خطة واضحة لحلّ القضية الفلسطينية، ونريد السلام للفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة بأسرها». وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن «الولايات المتحدة دولة مهمة، تمتلك اقتصاداً قوياً، ولا حدود لتعاوننا معها في سلاسل الإمداد والذكاء الاصطناعي والطاقة، ومهم لنا أن نستثمر معها في مختلف القطاعات».

ونوَّه ولي العهد السعودي بأن «الناتج المحلي الإجمالي للمملكة ينمو بشكل كبير، ونريد ضمان استمرار ذلك»، مضيفاً: «لدينا طلب كبير لتلبية وتمكين القطاعات الأساسية، وهذا أمر نركز عليه في استثماراتنا واحتياجاتنا، وسنستثمر في مجالات الحوسبة والرقائق وأشباه الموصلات».
وأكّد الأمير محمد بن سلمان: «نحن لا نخلق فرصاً مزيفة، لكن ما نقدمه هي فرص حقيقية، وننظر برؤية طويلة الأمد، ولدينا فرص كبيرة تلبي احتياجات المملكة».

من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي توصل واشنطن لاتفاق دفاعي مع الرياض، التي ستحظى بأفضل الأسلحة والمعدات العسكرية الدفاعية في العالم، مشيراً إلى أنه يرى إمكانية إبرام صفقة نووية مدنية مع المملكة، و«نعمل على الموافقة على تصدير رقائق متطورة للسعودية».

وأكّد ترمب أنه يكن احتراماً كبيراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وقال، خلال لقائه الأمير محمد بن سلمان: «لدينا هنا اليوم في المكتب البيضاوي رجلٌ يحظى باحترام كبير، وصديق عزيز جداً منذ زمن طويل. أنا فخور جداً بالعمل الذي قام به. ما فعله مذهل، والثقة مع السعودية وولي العهد متبادلة، وهو يفكر دائماً في بلاده وجعل المملكة عظيمة».
وأوضح الرئيس الأميركي أن «السعودية حليف قوي وشريك مهم لأميركا، وعلاقاتنا معها وطيدة وفي أفضل حالاتها، ولدينا تحالف عظيم واستراتيجي، ونقوم بعمل عظيم معها»، مضيفاً: «عقدت اجتماعاً رائعاً مع ولي العهد السعودي، وناقشنا السلام في الشرق الأوسط، ورفعنا العقوبات عن سوريا بناءً على طلبه».

وتابع ترمب: «لدينا أعمال تجارية مبهرة مع السعودية، وأقدِّر استثماراتها في أميركا، وستجمعنا شراكات واتفاقيات أضخم في قابل الأيام، وسنصل إلى أرقام مذهلة فيما يخصّ التعاون بيننا»، وسيشمل «الطاقة النووية والمتجددة».

كان الرئيس ترمب قد استقبل الأمير محمد بن سلمان، الذي أُقيمت مراسم استقبال استثنائية له في الحديقة الجنوبية مع لحظة وصوله إلى البيت الأبيض، تبعها استقبال رسمي عند الرواق الجنوبي، وقدَّمت مقاتلات أميركية عرضاً جوياً.

كان الديوان الملكي السعودي، قال في بيان، يوم الاثنين، إن الأمير محمد بن سلمان سيبحث مع الرئيس ترمب، خلال الزيارة، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

من جانبه، أكّد مجلس الوزراء السعودي، خلال جلسته برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، في الرياض، الثلاثاء، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان، إلى الولايات المتحدة، تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، جنباً إلى جنب مع السعي لتحقيق رؤيتهما المشتركة نحو شرق أوسط يسوده الأمن والاستقرار.
بدورها، عدَّت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، هذه الزيارة «فصلاً جديداً في العلاقات بين البلدين»، و«ستواصل الارتقاء بالعلاقة الاستراتيجية نحو آفاق أوسع، وتساهم في الاستقرار العالمي، وستحقق تطلعات قيادات الشعبين وتعزز المصالح المشتركة».

ووسط متغيرات المنطقة وتطلعات البلدين، رجّح محللان سعوديان تصاعد مخرجات زيارة الأمير محمد بن سلمان، إلى واشنطن، التي تأتي في توقيت لافت لتاريخ العلاقات ذات العقود التسعة.
وتتمثل أبرز العناوين في تعزيز العلاقات الثنائية ورفعها إلى آفاق أوسع، وملفات واسعة الطموح، يرنو الجانبان إلى إنجازها بعد عديد من المباحثات بين الجانبين خلال الفترة الماضية، إلى جانب أزمات المنطقة التي يتشارك الطرفان في أهمية معالجتها بالحلول السلمية.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عشية الزيارة، أن الولايات المتحدة ستبيع مقاتلات أميركية الصنع من طراز «إف 35» إلى السعودية. وقال للصحافيين في البيت الأبيض يوم الاثنين: «سنقوم بذلك، سنبيع مقاتلات (إف 35)... لقد كانوا (السعوديين) حليفاً عظيماً».

ولي العهد السعودي: نريد سلاماً مع إسرائيل والفلسطيينين والمنطقة بأسرها

الى ذلك قال ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، إن السعودية تريد سلاماً مع إسرائيل والفلسطينيين والمنطقة بأسرها، مشيراً إلى أن هناك الكثير من العمل مع أميركا، مشيداً بجهود الرئيس الأميركي ترمب من أجل السلام.

وأعاد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، التأكيد بحيوية العلاقات مع أميركا، ويقول:"عملنا مع كل الرؤساء الأميركيين من كلا الحزبين"، مبيناً أن الرياض ستعمل بمستوى كبير مع أميركا، مشيداً بجهود ترمب من أجل السلام، بالتوازي من ذلك، لفت إلى أن السعودية ستبذل قصارى جهدها بشأن الاتفاق مع إيران.

بحفاوة تاريخية قل نظيرها، استقبل اليوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولي العهد في البيت الأبيض اليوم، وعكست رسائل الاستقبال عمق العلاقات الاستراتيجية، فضلاً عن حالة التقدير الشخصي الذي يعبر عنها ترامب لولي العهد، وتتبادل الرياض وواشنطن الثقة بقيادة جهود تحقيق الاستقرار والأمن الاقتصادي العالمي.

كما أظهرت الصور الأولى للحظات الوصول اصطحاب الرئيس الأميركي ولي العهد بجولة في البيت الأبيض بمراسم استثنائية اليوم الثلاثاء، في حين تكتسب زيارة الأمير محمد بن سلمان التي تأتي في خضم تحولات المنطقة والعالم، دلالات استثنائية تعزز زخم الشراكة الاستراتيجية السعودية - الأميركية التي تستند على إرث تاريخي متراكم يتجاوز 9 عقود، وتحمل طابعاً خاصاً، كما ذكر باحثون.

 











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي