
كشفت دراسة جديدة حللت منشورات وأصوات المرضى على وسائل التواصل الاجتماعي، عن الصراعات النفسية والجسدية التي يواجهها مرضى التوم المفرط "أيديو باسيك هايبرسومنيا" (Idiopathic hypersomnia IH) يوميا، بحسب سبوتنيك.
فرط النوم مجهول السبب، هو اضطراب نوم عصبي مزمن نادر، يتميز بشكل أساسي بالنعاس المفرط أثناء النهار، والذي يستمر حتى بعد نوم ليلة كاملة.
غالبا ما يعاني المصابون به من صعوبة شديدة في الاستيقاظ، وشعور دائم بعدم اليقظة التامة، وتشوش ذهني يؤثر على الوظائف الإدراكية، ولا يزال هذا الاضطراب غير معترف به، وغالبا ما يشخّص خطأً، ما يعقّد العلاج الفعّال، حسب ماورد في مجلة "ميديكال إكسبريس".
وحللت الدراسة النوعية الحديثة، محتوى منشورات ومدونات ومقاطع فيديو شاركها 123 شخصا مصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية تلقائيا في بلدان متعددة خلال 10 أعوام، حيث جمع الباحثون بيانات من منصات التواصل الاجتماعي والـ"بودكاست"، مستخلصين أوصافًا صريحة للأعراض وتأثيرها على الحياة.
وصُنّفت روايات المرضى وفقا لموضوعات رئيسية للأعراض:
النعاس المستمر أثناء النهار.
النوم غير المُنعش.
نوبات السلوك التلقائي وتأدية المهام دون وعي.
طاقة بدنية محدودة للغاية.
وتشكل هذه الأعراض مجتمعة صراعًا يوميًا يُشبه "العيش تحت الماء"، حيث لا يشعر المريض باليقظة الكاملة أبدا.
إلى جانب الأعراض الجسدية، يُلحق النوم المفرط ضررًا بالغًا بالعلاقات الشخصية والعمل والتعليم والصحة النفسية، ويُبلغ العديد من المرضى عن معاناتهم من العزلة الاجتماعية والاكتئاب وصعوبة التأقلم مع إعاقة غير مرئية.
وقالت الدراسة إن "العيش في ضباب مستمر ومواجهة جسد يقاوم الاستيقاظ يكشف تماما عن الاضطراب العميق، الذي يُسببه النوم المفرط في الأداء اليومي ونوعية الحياة"، وأكد الباحثون أن "فرط النوم مجهول السبب ليس مجرد نعاس مفرط، بل هو اضطراب متعدد الجوانب يُضعف الصحة الإدراكية والعاطفية بشكل كبير".
وتُقدم قصص المرضى وجهات نظر حاسمة يجب أن تشكل أطر التشخيص والعلاج والدعم المُستقبلية، ويساعد إبراز هذه الآراء في توجيه الطريق نحو رعاية وفهم أكثر فعالية لمن يعانون من هذه الحالة الصعبة.