
مدريد- غلبَ التوتر الكلامي الشديد على الجلسة التي مثل فيها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الخميس أمام لجنة تحقيق في مجلس الشيوخ لشرح دور أقرب مساعديه في قضية فساد تثير ضجة واسعة.
وسألت العضو اليمينية في مجلس الشيوخ ماريا مار كاباييرو رئيس الوزراء الاشتراكي في الجلسة التي بدأت في التاسعة صباحا "إلى متى ستستمر في التظاهر بأنك لا تعرف شيئا عما يفعله كل من حولك؟ (...) لديك شقيقك وزوجتك قيد التحقيق".
وحافظ سانشيز على هدوئه، وبدا باسما، حتى أنه كان أحيانا يقهقه لدى طرح أسئلة يعتبرها سخيفة عليه. وتهرّب من معظم الأسئلة واصفا الجلسة بأنها أشبه بـ"سيرك". واتهمه خصوصمه بأنه "لا يجيب عن أية أسئلة".
ودعاه رئيس اللجنة البرلمانية إيلوي سواريز اليميني إلى إبداء "الاحترام".
وتحقق اللجنة في قضية تُعرَف باسم "قضية كولدو"، نسبةً إلى كولدو غارسيا إيزاغويري الذي كان معاونا لوزير النقل السابق خوسيه لويس أبالوس، اليد اليمنى سابقا لسانشيز.
وانفجرت هذه الفضيحة في شباط/فبراير 2024 مع توقيف كولدو غارسيا إيزاغويري، المشتبه في تورطه في عملية احتيال ضخمة مكّنت شركة صغيرة من الفوز خلال جائحة كوفيد بعقود بقيمة 53 مليون يورو لتزويد مختلف الجهات الحكومية كمامات، لقاء عمولات غير مشروعة بملايين اليورو.
وما لبثت الفضيحة أن طالت خوسيه لويس أبالوس، إذ اعتبر القاضي المولج بالقضية أن أبالوس تولى دور "وسيط" في العملية.
وبالإضافة إلى منصبه الوزاري، كان أبالوس أيضا مسؤولا في الحزب الاشتراكي، وهو منصب رئيسي جعله محل ثقة سانشيز.
ومع أنه أقيل من منصبه، تفاقمت الفضيحة مع اتهام خلفه في موقعه الحزبي سانتوس سيردان بالتورط أيضا في الفضيحة ووضعه قيد التوقيف الاحتياطي في تموز/يوليو الفائت.
واعتذر سانشيز مرارا للشعب الإسباني، مؤكدا أنه لا يعلم شيئا عن هذه القضية، وأن الحزب الاشتراكي الذي يتولى أمانته العامة منذ 2017، لم يتلقَّ قط تمويلا غير مشروع.
بالإضافة إلى "قضية كولدو" الواسعة، تطوّق الملاحقات القضائية من كل حدب وصوب، إّذ يُتوقع أن تحاكَمَ زوجته بيغونيا غوميز بتهمة الفساد واستغلال النفوذ، وشقيقه دافيد، بتهمة استغلال النفوذ، فيما تبدأ الاثنين محاكمة المدعي العام للدولة ألفارو غارسيا أورتيز الذي عينه سانشيز بتهمة خرق السرية القضائية.