
القاهرة - في لحظةٍ فاجأت جمهوره ومحبيه، عاد الفنان المصري محمد سلام إلى الواجهة الفنية بعد غيابٍ دام نحو عامين، حيث شارك في احتفالية «وطن السلام» المقامة في مدينة الثقافة والفنون في العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي حسب القدس العربي.
ظهوره في الاحتفالية حمل رمزية خاصة، إذ جاء بعد فترة من الغياب الطويل الذي ارتبط بموقفه الإنساني خلال حرب الإبادة على غزة، ما جعل الجمهور يعتبر عودته بمثابة «رد اعتبار» و»تكريم ضمني» لفنانٍ اختار أن يصمت احتراماً للألم الإنساني.
بدأت قصة الغياب قبل عامين، عندما أعلن محمد سلام في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 اعتذاره عن المشاركة في عرض مسرحي كان مقرراً ضمن «موسم الرياض»، مبرراً ذلك بموقفه الإنساني الرافض لتقديم عروض ترفيهية في وقتٍ يتعرض فيه الشعب الفلسطيني في غزة لعدوانٍ وحشي.
وقتها، أثار قراره موجة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون موقفاً شجاعاً ومعبّراً عن ضمير الفنان الحقيقي، بينما رأى آخرون أنه مغامرة قد تُكلفه مهنياً. وبالفعل، توالت الشهور ولم يظهر سلام في أي عملٍ فني جديد، ولم يُعرض له مسلسل أو فيلم، ما فتح باب التساؤلات حول أسباب اختفائه.
لم يُنكر سلام تأثره المهني بما حدث، لكنه أوضح في تصريحات لاحقة أنه لم يعتزل الفن كما أشيع، قائلاً إنّه «لم يجد عملاً مناسباً في تلك الفترة»، ونفى ما تردد عن اتجاهه لمشروعات تجارية مثل افتتاح مطعم بيتزا، مؤكداً أن الفن سيظل مهنته وشغفه الأول. جاءت احتفالية «وطن السلام» بمثابة إعلان رسمي عن عودة محمد سلام إلى الساحة. فقد شارك في عرضٍ مسرحي تسجيلي ضمن الاحتفالية، تناول بطولات أبناء سيناء وتاريخها الوطني، حيث أدى مشهداً مؤثراً عن بطولات أهالي سيناء وجيش مصر في مواجهة الإرهاب.
وأثناء العرض، قال سلام بصدقٍ لافت: «أنا بحب سينا.. ولازم كلنا نشوفها بعينينا، لأنها جزء من روح مصر».
الجمهور في القاعة تفاعل بحرارة مع كلماته، وتصفيقٌ حار رافق ظهوره منذ اللحظة الأولى، في مشهدٍ وصفه كثيرون بأنه «عودة في التوقيت المناسب والمكان الأجمل»، في احتفالية وطنية تعبر عن السلام والكرامة.
وبمجرد انتهاء الاحتفالية، تصدّر اسم محمد سلام قوائم البحث، وانهالت المنشورات والتغريدات التي احتفت بعودته.
عودة محمد سلام هي إشارة رمزية إلى تصالح الفن مع الموقف الإنساني. فالفنان الذي فضّل الصمت في زمنٍ صاخب بالمصالح، عاد الآن في مناسبة وطنية تُكرّس قيم السلام والانتماء، ليؤكد أن الفن ليس مجرد ترفيه، بل صوت ضميرٍ يمكن أن يغيب ليحافظ على نقائه.
هذه العودة أيضاً تحمل رسائل فنية مهمة؛ فهي تفتح الباب أمام عودته للأعمال الدرامية والسينمائية خلال الفترة المقبلة.