
كشفت دراسة جديدة أن التعليم يمكن أن يحسن الذاكرة وحجم الدماغ في المراحل المبكرة من الحياة، لكنه لا يقي من تدهور الذاكرة مع التقدم في العمر، بحسب الرجل.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Medicine، تحدت النظرية التي تقول إن التعليم يمكن أن يقلل من تأثيرات الشيخوخة على الدماغ.
علاقة التعليم بالشيخوخة
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 170,000 شخص في 33 دولة، كما تم فحص أكثر من 407,000 تقييم للذاكرة و 15,157 تصويرًا بالرنين المغناطيسي لدماغ المشاركين.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لديهم تعليم عالٍ يتمتعون بذاكرة أفضل وحجم دماغ أكبر، لكنهم لا يختلفون في سرعة تدهور الذاكرة عن غيرهم من أصحاب التعليم الأقل مع تقدمهم في العمر.
توصل الباحثون إلى أن التعليم قد يساعد في تحسين الذاكرة في مراحل الحياة المبكرة، لكنه لا يمنع تدهور الذاكرة مع تقدم العمر، وهذا يعني أن التعليم يساهم في تطوير الذاكرة بشكل رئيسي في سنوات مبكرة من الحياة، لكنه لا يُعد وسيلة وقائية من الشيخوخة أو التغيرات التي تحدث في الدماغ.
وتشير الدراسة أيضًا إلى أنه رغم أهمية التعليم في تحسين الذاكرة في البداية، إلا أنه من الضروري أن يواصل الأفراد التفاعل مع تحديات ذهنية ونشاطات بدنية للحفاظ على صحة الدماغ.
ويشمل ذلك الأنشطة العقلية، مثل القراءة وحل الألغاز، بالإضافة إلى التمارين البدنية التي تعزز الدورة الدموية في الدماغ.
وبالنسبة للمجتمعات، فإن تقديم برامج تعليمية موجهة للأفراد في مراحل حياتهم المتقدمة، قد يساعد في تعزيز التحفيز العقلي، لكن دون الاعتماد على التعليم فقط باعتباره حلًا وحيدًا لمكافحة التدهور المعرفي.
هذه النتائج تشير إلى أن التعليم يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا في الذاكرة، ولكنه لا يوقف التدهور المعرفي المرتبط بالشيخوخة، مما يفتح الباب أمام استراتيجيات أخرى مثل التعلم المستمر والأنشطة الذهنية للحفاظ على القدرات العقلية في مراحل الحياة المتقدمة.