
أظهرت دراسة حديثة أن استجابات البشر للخيانة – سواء كانت عاطفية أو جنسية – تتأثر بعوامل تتجاوز النوع ، إذ تلعب سمات مثل مستوى الذكورية والأنوثة دورًا مهمًا في تشكيل ردود الفعل، بحسب الرجل.
ونُشرت الدراسة في مجلة Archives of Sexual Behavior، بقيادة الباحث ليف إدوارد أوتيسن كينير من جامعة العلوم والتكنولوجيا النرويجية.
علاقة النوع بالخيانة
لطالما لاحظ علماء النفس أن الرجال يميلون عادة إلى الانزعاج أكثر من الخيانة الجسدية، بينما تتأثر النساء بشكل أكبر بـ الخيانة العاطفية. ويرى الباحثون أن هذه الأنماط ليست مطلقة، بل تتأثر بعوامل شخصية ونفسية تجعل كل فرد يتفاعل بطريقة مختلفة.
ولتحليل هذا التباين، جمع فريق البحث بيانات من أكثر من 4400 مشارك تراوحت أعمارهم بين 16 و80 عامًا في النرويج، وطلب منهم تخيّل مواقف افتراضية تتعلق بخيانة الشريك، ثم تحديد أي نوع من الخيانة سيكون أكثر إزعاجًا بالنسبة لهم.
قام الباحثون بقياس عدد من المؤشرات النفسية المرتبطة بالذكورية والأنوثة، شملت طريقة التفكير (تحليلية أم تعاطفية)، والميول المهنية، والاهتمامات في مرحلة الطفولة، إضافة إلى نظرة الفرد لذاته من حيث التكوين النفسي والاجتماعي.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يتمتعون بسمات ذكورية أعلى كانوا أكثر حساسية تجاه الخيانة الجسدية، في حين كان الأفراد ذوو السمات الأنثوية أكثر تأثرًا بالخيانة العاطفية.
وأوضح الباحثون أن هذه الأنماط لا ترتبط بالجنس فقط، بل بتوازن الشخصية بين العقلانية والعاطفة ومستوى التعاطف في العلاقات.
أشار البروفيسور كينير إلى أن هذه النتائج تؤكد أن الغيرة ليست عملية “ثنائية” تعتمد على الذكر أو الأنثى، بل يمكن النظر إليها كطيف من السمات النفسية التي تتفاعل مع التربية والخبرة العاطفية.
تُظهر الدراسة أن فهم الغيرة يتطلب مقاربة أكثر شمولية، تأخذ في الاعتبار الذكاء العاطفي، ومستوى النضج النفسي، والتوازن بين المشاعر والمنطق.
ويرى الباحثون أن هذا الفهم قد يساعد في تحسين التواصل داخل العلاقات، والتعامل مع الخيانة أو الشك بطريقة أكثر وعيًا وهدوءًا.