محللون: جهود تركيا وقطر ستكون حاسمة للحفاظ على وقف إطلاق النار ورسم مستقبل غزة

أ ف ب-الامة برس
2025-10-23 | منذ 4 ساعة

صورة وزّعها المكتب الإعلامي للرئاسة التركية تظهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (يسار) وبجانبه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2025 (ا ف ب) الدوحة- تكثّف تركيا وقطر جهودهما لتدعيم وقف إطلاق النار الهشّ في غزة مع عقد قادة البلدين اجتماعا الأربعاء في الدوحة، في ظل تنسيق دبلوماسي واستخباري لمنع تجدّد القتال في القطاع، وفق ما أفاد مسؤولون ومصادر.

وعقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني محادثات الأربعاء في الدوحة، سبقها لقاء بين رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم كالين ووزير الخارجية هاكان فيدان مع مسؤولين في حركة حماس في الدوحة مساء الثلاثاء.

وقال دبلوماسيون إن وقف إطلاق النار دخل مرحلة شديدة الحساسية. وردا على سؤال حول ما إذا تطرّقت المحادثات المغلقة إلى مستقبل حماس كقوة سياسية وإلى بعثة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال مسؤول تركي إن أي قرارات ملموسة لم تُتّخذ.

وقال المسؤول لوكالة فرانس برس إن "هذه القضايا ستعتمد على كيفية تموضع إسرائيل والولايات المتحدة خلال العملية".

ونشرت وزارة الخارجية التركية صورة لكالين وفيدان لدى لقائهما وفد حماس برئاسة محمد درويش الذي أكد في بيان "التزام الحركة بالوقف التام لإطلاق النار رغم خروقات العدو المتكررة".

وقال المحلّل الفلسطيني أحمد الحيلة في تصريح لفرانس برس إن "جهود تركيا وقطر ستكون حاسمة للحفاظ على وقف إطلاق النار ورسم مستقبل غزة"، مشيرا إلى العلاقات القائمة بينهما وبين الولايات المتحدة وحماس.

وأضاف "مع ذلك، تواجه قطر وتركيا تحديا يكمن في إقناع الإدارة الأميركية بوجوب سماع رأي الفلسطينيين في ما يتّصل بمستقبل غزة، وهي خطوة نحو (تحقّق) حل (قيام) الدولتين".

خلال المحادثات، قال أردوغان لأمير قطر إن وقف إطلاق النار في غزة انعكس "ارتياحا لدى الفلسطينيين"، إلا أنه أكّد أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وفق ما أفاد مكتبه.

- موازنة "الانحياز الأميركي" -

اضطلعت تركيا بدور نشط في المحادثات التي أجريت للتوصّل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وأبدت دعما قويا لخطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطوة وصفها محلّل بأنها توجد توازنا في مقابل الموقف الأميركي المؤيد لإسرائيل.

في تصريح لفرانس برس، قال المحلّل السياسي حسام شاكر من فيينا إن "دخول تركيا على خط الوساطة بشأن غزة للمرة الأولى يمثّل فرصة لتحقيق توازن في جهود الوساطة بالتعاون مع قطر ومصر"، مشيرا إلى أن ذلك سيسهم في كبح "الانحياز الأميركي المعتاد لإسرائيل".

وسبق أن أبدى إردوغان استعداد تركيا للمشاركة في أي بعثة لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار في غزة، كما أعرب الجيش التركي عن استعداده للمشاركة إذا لزم الأمر.

وقال مصدر دبلوماسي في تصريح لفرانس برس "من المتوقع أن يكون هناك مكوّن عسكري" في البعثة، لكن هيكليتها لم تحدد بعد، مع تواصل المحادثات بشأن الدول المرتقب انضمامها ومستوى مشاركتها.

وأوفدت تركيا 81 متخصصا في الاستجابة للكوارث "ينتظرون عند الحدود المصرية" لنيل موافقة إسرائيل على دخولهم إلى غزة، وفق ما أفاد مسؤول.

سيساعد هؤلاء في انتشال جثث فلسطينيين وإسرائيليين، بما في ذلك رهائن يُعتقد أنهم مدفونون تحت الركام.

- دور "أساسي" في غزة -

وقال خبير الأمن في جامعة "كينغز كولدج لندن" أندرياس كريغ في تصريح لفرانس برس إن حضورا تركيا في غزة من شأنه أن يعزّز جهود إنشاء البعثة.

وتابع "إنه مجرّد وقف لإطلاق نار يحتاج إلى أن يُترجم إلى اتفاق سلام في الخطوة التالية. سيكون وجود القوات التركية على الأرض مهما للمضي قدما نحو قوة أمنية متعددة الجنسيات في غزة"، مشيرا إلى أن تركيا وقطر ستؤديان دورا أساسيا في "حلحلة النزاعات".

إضافة إلى المحادثات بشأن غزة، وقّع الرئيس التركي وأمير قطر اتفاقيات تشمل التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.

قبيل الزيارة، قال مصدر أمني تركي لفرانس برس إن "تركيا تحاول التفاوض من أجل شراء بعض طائرات يوروفايتر المستعملة من قطر".

وقال كريغ إن الصفقة قد تشمل بيع نحو 12 طائرة يوروفايتر، لافتا إلى أن ذلك قد "يحدث سريعا جدا".

وأعرب عن اعتقاده بأن قطر "ستبيع 12 (طائرة يوروفايتر) إلى تركيا" لافتا إلى أن التسليم "لن يتم إلا بعد وصول الطائرات الجديدة (التي طلبتها قطر)، ربما بحلول نهاية العام، أو بداية 2026".

واكتفى المسؤول التركي بالقول إن "تفاصيل اتفاقية التعاون في مجال الصناعات الدفاعية ستتضح في الأيام المقبلة".










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي