
هل تخيّلت يومًا أن يصبح حمضك النووي مصدر إلهام لملابسك أو ديكور منزلك؟ شركة لايف ويف تجعل هذه الفكرة حقيقة. الشركة التابعة لمعهد برود التابع لكلٍ من هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تستخدم تسلسل الحمض النووي لتحويله إلى أنسجة فريدة تمثل خريطتك الجينية الخاصة، فلا توجد نسختان متطابقتان، بحسب الرجل.
تصميمات فاخرة للمنزل
يمكن استخدام هذه الأقمشة كبطانية، قطعة جدارية، أو مفرش طاولة، لتصبح كل قطعة فنية حصرية، مصنوعة بدقة عالية ومخصّصة لك، لتصل مباشرة إلى منزلك. تقدّم لايف ويف تجربة تجمع بين العلم والفن والموضة بطريقة مبتكرة لم يسبق لها مثيل.
عرّفت شركة لايف ويف نفسها بأنّها ملتقى الفن والعلم، حيث تصنع منسوجات شخصية تعكس السمات الوراثية لكل فرد. ليست مجرد أقمشة، بل حكايات شخصية منسوجة في خيوط يمكن عرضها في المنزل أو إهداؤها لمن تحب.
لتحويل الحمض النووي إلى نسيج، ترسل الشركة للعملاء مجموعة لجمع عينات من اللعاب، يتم تحليلها لعزل تسلسلات محددة من الحمض النووي، ثم يُحوِّل برنامج خاص المادة الوراثية إلى نمط نسيج فريد باستخدام خوارزمية تشبه التشفير. ينتج عن ذلك قطع تحمل سلسلة من مربعات الألوان المنسوجة التي تمثل شيفرة فريدة لكل شخص.
تقدم لايف ويف نسختين من منسوجاتها: «ماثيسيس» و«فلورال» الزهري، لتصبح كل قطعة بمثابة انعكاس حي لهوية صاحبها واحتفالًا فنيًا بشخصيته.
يحوّل نسيج «ماثيسيس» حمضك النووي إلى تركيبة هندسية دقيقة، تعكس تعقيد شفرتك الوراثية وروعتها. أما نسيج «فلورال» فيستخدم حمضك النووي كبذرة رقمية لتصميم معقّد مزهر، يحتفي بقوة الحياة المولَّدة. كل نمط من النسيج يرتبط بجوهر جيناتك، إما عبر الأنماط الرياضية أو الأشكال النباتية الأنيقة، ليصبح كل قطعة فريدة لا مثيل لها.
أكدت شركة لايف ويف أن كل قطعة نسيج من إنتاجها تتضمن رمزها المميز المكون من 32 حرفًا، منسوجًا كسلسلة من المربعات الملونة. يقابل كل مربع حرفًا محددًا في الرمز، لتصبح كل قطعة ليست مجرد تصميم جمالي، بل بطاقة هوية دقيقة تمثل المعلومات الجينية لصاحبها، ما يمنح كل نسيج طابعًا حصريًا وفريدًا لا مثيل له.
نشرت مجلة فوربس مؤخرًا شهادة زبونة من شركة لايف ويف، أليساندرا ترونكون، مؤرخة فنية وأمينة متحف في نابولي، عن منتجها المصمم خصيصًا لها بقيمة 1500 دولار، بقياس 82×62 بوصة ومصنوع من خيوط مستدامة، قائلة: "إنه غطاء جميل وملون وناعم، يضفي ضوءًا على الغرفة".
ليست المرة الأولى التي يُحوَّل فيها الحمض النووي إلى فن، فقد سبق لشركات مثل «جينوما 23» أن حوّلت البيانات الجينية إلى لوحات شخصية. أما فكرة المنسوجات المستوحاة من الحمض النووي، فقد اقترحها مؤسس لايف ويف، الفنان الإيطالي إميليو فافاريلا، أستاذ دراسات الإعلام والسينما في كلية سكيدمور بنيويورك، عام 2019 في أثناء دراسته لتاريخ صناعة النسيج والحوسبة ضمن بحثه لنيل الدكتوراه في جامعة هارفارد.
صرّح الفنان الإيطالي إميليو فافاريلا عن فكرته قائلاً: "لقد أدركت أن معالجة البيانات والنسيج تشتركان منذ عقود في تقنيات البرمجة، فالنول الآلي في القرن التاسع عشر كان يستخدم بطاقات مثقبة كتعليمات للنسج، وفي الوقت نفسه فكّرت في الحمض النووي كوسيط فريد يصعب تمثيله".
وفي عام 2020، وبدعم من وزارة الثقافة الإيطالية، حوّل فافاريلا حلمه إلى نسيج منسوج كبير أصبح جزءًا من مجموعة متحف الفن الحديث في بولونيا، إيطاليا.
هل بياناتك الجينية آمنة؟
يتساءل الكثيرون عن أمان بياناتهم بعد فحص الحمض النووي، وأين تبقى بعد الحصول على المنسوج. وأوضح موقع فوربس أن المادة الجينية للعملاء تُخزَّن في مختبر ماساتشوستس التابع لمعهد برود، حيث عمل فافاريلا بين أبريل 2022 ويناير 2025.
وتؤكد شركة لايف ويف أن استخراج الحمض النووي يتم مع إخفاء الهوية تمامًا، وأن البيانات تُرسل مُشفَّرة إلى منصة Terra.bio للأبحاث الطبية، ولا تُباع أو تُشارَك بأي شكل. كما يمكن للعملاء طلب بياناتهم الخام أو حذفها بالكامل.
خلف هذه الإجراءات التقنية، تكمن تجربة شخصية فريدة؛ فالحمض النووي يصبح بمثابة رمز خاص يُترجَم إلى تصميم هندسي أو زهري فريد من نوعه، ليجسّد شخصية مالكه بطريقة مبتكرة وباهرة.