
القدس المحتلة- أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة دخل حيز التنفيذ ظهر الجمعة 10 اكتوبر 2025، بعد أكثر من عامين على حرب مدمّرة تسببت بمقتل عشرات آلاف الأشخاص وبأزمة إنسانية كارثية.
وكان الدفاع المدني في قطاع غزة أفاد عن بدء انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من مناطق عدة احتلتها خلال الحرب.
وجاء في بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي "دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة 12,00"، مضيفا أنه "منذ الساعة 12,00 (9,00 ت غ)، بدأت قوات الجيش الإسرائيلي بالتموضع على خطوط انتشارها الجديدة استعدادا لتنفيذ اتفاق الهدنة وعودة الرهائن".
وبالتزامن، بدأ آلاف الفلسطينين بالتوجّه من جنوب القطاع إلى شماله، في محاولة للعودة من مناطق نزحوا منها، بحسب ما أظهرت لقطات فيديو لوكالة فرانس برس. ورصدت الكاميرات طوابير من الرجال والنساء والأطفال يسيرون على الطريق الساحلية.
لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي حذّر السكان من أن عددا من مناطق في شمال القطاع وجنوبه ما زال "في غاية الخطورة".
وقال مسؤول في الدفاع المدني في غزة لوكالة فرانس برس إن قوات الاحتلال الإسرائيلية بدأت الانسحاب من مناطق عدة في القطاع، ولا سيما من مدينتي غزة وخان يونس.
وقال مدير إدارة الدعم الإنساني والتعاون الدولي في الدفاع المدني محمد المغير "آليات الاحتلال انسحبت من عدة مناطق بمدينة غزة".
وأضاف "هناك تراجع لآليات الاحتلال من جنوب ووسط مدينة خان يونس (جنوب) باتجاه شرق المدينة".
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي الخميس أن قواته تستعد لإعادة التموضع في غزة.
عقب ذلك، قالت المتحدثة باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلية شوش بدروسيان أن الجيش سيبقي سيطرته على 53 % من القطاع.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية صعّدت خلال الأسابيع الأخيرة عملياتها العسكرية في مدينة غزة، وطلبت من السكان مغادرتها تمهيدا للسيطرة عليها بالكامل.
ويأتي وقف إطلاق النار بعد موافقة طرفي النزاع، إسرائيل وحركة حماس، على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، إثر مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ في مصر بوساطة أميركية ومصرية وقطرية شاركت فيها ايضا تركيا.
وتنص المرحلة الأولى على وقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وانسحابات إسرائيلية.
وأعلن ترامب خطته في آخر أيلول/سبتمبر، ووافق عليها الطرفان. وتنص الخطة المكوّنة من 20 نقطة إلى جانب وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، على أن تدير شؤون غزة لجنة فلسطينية من التكنوقراط بإشراف "مجلس السلام" برئاسة ترامب وعضوية رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، من دون أن يكون لحماس أي دور في حكم القطاع.
- زيارة ترامب -
وأعلن ترامب الخميس أنه يعتزم زيارة الشرق الأوسط الأحد. وقال "سيعود الرهائن الاثنين أو الثلاثاء. سأكون هناك على الأرجح، آمل أن أكون هناك، نعتزم السفر الأحد".
وأضاف أنه "سيحاول" أن يزور مصر عند "التوقيع الرسمي" على الاتفاق، وأنه وافق على إلقاء خطاب في الكنيست الإسرائيلي في القدس، في تاريخ غير محدد.
وأقرّ المجلس الوزاري الأمني المصغّر الاتفاق الليلة الماضية، وأقرته الحكومة برئاسة بنيامين نتانياهو فجر الجمعة.
وقال نتانياهو الجمعة إن هناك 20 رهينة ما زالوا على قيد الحياة في غزة في مقابل 28 آخرين قتلى، معربا عن أمله الاحتفال بـ"يوم فرح وطني" الاثنين بعودة كافة الرهائن.
وقال نتانياهو في كلمة مصوّرة إنه من بين 48 رهينة (47 خُطفوا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وجندي قُتل عام 2014 وتحتفظ حركة حماس بجثمانه)، هناك 20 على قيد الحياة و28 قُتلوا، مؤكدا بذلك للمرة الأولى مقتل رهينتين (طالب نيبالي وجندي إسرائيلي) لم تكن السلطات الإسرائيلية قد أعلنت مقتلهما سابقا.
وقال ترامب إنه يتفهّم صعوبة العثور على جثث بعض الرهائن
وتسبّب هجوم حماس بمقتل 1219 شخصا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام إسرائيلية رسمية.
وأدّت العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع منذ بدء الحرب الى مقتل 67194 شخصا، وفق أرقام لوزارة الصحة التي تديرها حماس.
وقال مصدر في حماس لوكالة فرانس برس الخميس إنّ إسرائيل ستفرج عن 2000 معتقل فلسطيني بالتزامن مع انسحابات "مجدولة زمنيا" ودخول للمساعدات الإنسانية الى القطاع.
وقال كبير مفاوضي حماس خليل الحية الخميس إنّ الحركة تسلّمت "ضمانات من الإخوة الوسطاء ومن الإدارة الأميركية أكدوا جميعا أن الحرب انتهت بشكل تام".
المرحلة المقبلة -
وقال مسؤول في حركة حماس إن المفاوضات حول المرحلة الثانية من خطة ترامب ستبدأ "فورا" توقيع اتفاق المرحلة الأولى.
وقال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان الخميس في حديث لقناة "العربي" التلفزيونية ومقرها قطر، أنّ الحركة ترفض مقترح حكم غزة من لجنة خبراء بإشراف "مجلس السلام"، قائلا "لا يقبل فلسطيني هذا، كل الفصائل بما فيها السلطة الفلسطينية لا تقبل ذلك".
وأكد ترامب أن نزع سلاح حماس سيكون جزءا من المرحلة الثانية من الاتفاق بشأن غزة، في ظل إصرار إسرائيل على وجوب تخلي الحركة عن سلاحها.