
القدس المحتلة- يسود ترقب بانتظار رد حركة حماس التي بدأت الثلاثاء بدراسة خطة دونالد ترامب بشأن غزة، بينما صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي أيد الخطة بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيبقى في معظم أنحاء القطاع.
تدعو الخطة إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن لدى حماس في غضون 72 ساعة ونزع سلاح الحركة وانسحاب إسرائيلي تدريجي من القطاع يليه تشكيل مجلس سلام يترأسه ترامب نفسه.
تسلمت حماس الخطة المكونة من 20 بندا الاثنين. وقال مسؤول مُطّلع لوكالة فرانس برس إن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير المخابرات العامة المصرية محمود رشاد "التقيا مفاوضي حماس وسلموهم خطة العشرين نقطة. وقال مفاوضو حماس إنهم سيدرسون الخطة بحسن نية ويردون عليها".
والثلاثاء، قال مسؤول مقرب من حماس لفرانس برس إن الحركة بدأت بدراستها. وأضاف "تبدأ اليوم في سلسلة المشاورات في أطرها القيادية السياسية والعسكرية داخل فلسطين وفي الخارج وستقدم الحركة ردا وطنيا يمثل الحركة وفصائل المقاومة" مشيرا إلى أن المشاورات "قد تحتاج إلى عدة أيام".
في تصريح مصور نُشر على قناته على تلغرام بعد مؤتمره الصحافي مع ترامب، قال نتانياهو "سنستعيد جميع رهائننا، أحياء وبصحة جيدة، بينما سيبقى (الجيش) في معظم أنحاء قطاع غزة".
وأكد نتانياهو أنه لم يوافق على قيام دولة فلسطينية خلال محادثاته مع ترامب.
من جانبه، وصف وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش، العضو في الحكومة الائتلافية، الخطة بأنها "فشل دبلوماسي مدوّ".
وقال "في تقديري، ستكون النهاية حزينة أيضا. سيُجبر أبناؤنا على القتال في غزة مرة أخرى".
- "دعم كامل" -
في واشنطن الاثنين، اعتبر ترامب أن السلام في الشرق الأوسط "أقرب ما يكون إلى أن يتحقق"، واصفا الإعلان بأنه "يوم جميل - أحد أجمل الأيام في تاريخ الحضارات ربما".
تتضمن خطته نشر "قوة استقرار دولية موقتة" - وإنشاء مجلس سلام هو بمثابة سلطة انتقالية برئاسة ترامب نفسه وعضوية رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
أشاد بلير بالخطة "الشجاعة والذكية"، علما أنه ما زال مكروها على نطاق واسع في الشرق الأوسط لدوره في حرب العراق عام 2003.
تطالب الصفقة بنزع سلاح مقاتلي حماس بالكامل واستبعادهم من أي مناصب مستقبلية في الحكومة، ولكن سيتم العفو عن أولئك الذين يوافقون على "التعايش السلمي".
خلال المؤتمر الصحافي، استبعد نتانياهو أن يُسمح للسلطة الفلسطينية ابدور في إدارة غزة.
وقال ترامب إن نتانياهو عارض بشدة خلال لقائهما قيام أي دولة فلسطينية، وهو أمر تترك الخطة الأميركية مجالا له.
وقال نتانياهو "أدعم خطتكم لإنهاء الحرب في غزة والتي تحقق أهدافنا الحربية".
وأضاف "إذا رفضت حماس خطتك، سيدي الرئيس، أو إذا ادعت القبول بها ثم بذلت كل ما في وسعها لتقويضها، فستنهي إسرائيل المهمة بنفسها".
وقال ترامب إن إسرائيل ستحظى "بدعمه الكامل" للقيام بذلك إذا لم تقبل حماس بالاتفاق.
وأثارت خطة النقاط العشرين ردود فعل كثيرة حول العالم. فقد أشادت دول عربية وإسلامية رئيسية، بينها الوسيطتان مصر وقطر، بـ"الجهود الصادقة" للاتفاق في أعقاب محادثات مسؤولي البلدين مع ترامب الأسبوع الماضي.
كما سارع حلفاء واشنطن الأوروبيون إلى التعبير عن دعمهم، إذ أعرب قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا عن تأييدهم القوي للخطة التي رحب بها رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا وحضّ كلّ الأطراف على "اغتنام هذه الفرصة لإعطاء السلام فرصة حقيقية".
من جانبه، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس الثلاثاء إن الخطة هي "أفضل فرصة لإنهاء الحرب" في القطاع. ودعا خلال لقاء مع ذوي رهائن محتجزين في غزة إلى الإفراج عنهم.
أشادت الصين بدورها وأيدت "الجهود الرامية إلى خفض التوتّر بين فلسطين وإسرائيل"، بحسب ما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية.
وأعلن الكرملين تأييده لها، وقال الناطق باسمه دميتري بيسكوف إن "روسيا تؤيد وترحب دائما بأي جهود يقوم بها الرئيس ترامب من شأنها إنهاء هذه المأساة المستمرة". وأضاف "بالتأكيد نريد أن تنفَّذ هذه الخطة وأن تساعد في إنهاء الأحداث في الشرق الأوسط بشكل سلمي".
- خطة "غير واقعية" -
لكن في غزة، بدا السكان مشككين بحظوظ نجاح الخظة.
قال إبراهيم جودة البالغ 39 عاما لوكالة فرانس برس من خيمته في منطقة المواصي جنوب مدينة خانيونس في جنوب القطاع "من الواضح أن هذه الخطة غير واقعية".
وأضاف مبرمج الحاسوب النازح من رفح، المدينة الواقعة جنوبي القطاع والتي دمّرتها عملية عسكرية إسرائيلية بدأت في أيار/مايو، أنّ الخطة لا تقدّم أيّ أفق حقيقي لإنهاء الحرب، و"هذا يعني بالنسبة لنا استمرار الحرب والمعاناة".
واستمرت الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي في أنحاء غزة الثلاثاء، بحسب جهاز الدفاع المدني في القطاع وشهود عيان.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته تنفذ عمليات في أنحاء القطاع، خصوصا في مدينة غزة حيث يشن هجمات كثيفة منذ أسابيع.
وقال الجيش في بيان "خلال اليوم الماضي، ضرب سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 160 هدفا إرهابيا في جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك مواقع إرهابية ومخازن أسلحة ونقاط مراقبة ومواقع للبنية التحتية الإرهابية".
رحبت السلطة الفلسطينية التي قد تكون مؤهلة لدور في حكومة غزة ما بعد الحرب، بجهود ترامب "الصادقة والحثيثة لإنهاء الحرب على غزة".
بالمقابل، اعتبر زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، حليفة حماس، خطة ترامب "وصفة لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني".
وقال النخالة في بيان صادر عن الحركة "ما تمّ الإعلان عنه في المؤتمر الصحافي بين ترامب ونتانياهو هو اتفاق أميركي -إسرائيلي، وهو تعبير عن موقف إسرائيل بالكامل، وهو وصفة لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني... وصفة لتفجير المنطقة".