
واشنطن- يلتقي دونالد ترامب الثلاثاء 23 سبتمبر 2025، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة للأمم المتحدة يتوقع أن يقدم خلالها الرئيس الأميركي رؤية قاتمة لمستقبل هذه المنظمة الدولية.
وسيلقي ترامب كلمة أمام الأمم المتحدة للمرة الأولى منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير عندما شرع إلى تقليص الدور الأميركي في المنظمات الدولية.
وستكون هذه المرة الثانية التي يلتقي فيها ترامب زيلينسكي منذ اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 15 آب/أغسطس في ألاسكا، وهو الاجتماع الذي كسر عزلة موسكو لكنه لم يسفر عن أي اختراق في قضية أوكرانيا.
ولم تكتف روسيا بمواصلة هجماتها المكثفة على أوكرانيا خلال الشهر الماضي، بل أثارت مخاوف في الغرب بشكل متزايد مع خرق طائرات مسيّرة تابعة لها المجالات الجوية لبولندا وإستونيا ورومانيا، وكلها دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي.
لكن موسكو نفت أو تجاهلت تلك الاتهامات.
واتهم تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الثلاثاء السلطات الروسية بإخضاع معتقلين مدنيين في المناطق الأوكرانية المحتلة لأعمال تعذيب شملت العنف الجنسي بشكل "واسع النطاق ومنهجي".
كما أشار التقرير إلى توثيق "حالات تعذيب وسوء معاملة" ارتُكبت بحق مدنيين محتجزين لدى السلطات الأوكرانية.
وأعرب مايك والتز الذي عيّن أخيرا سفيرا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، عن تضامنه مع تلك الدول عقب انتهاك مجالاتها الجوية.
وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال يوم واحد وتفاخر بالانسجام مع بوتين، لكن الرئيس الأميركي أقر الأسبوع الماضي بأن نظيره الروسي "خذله".
ويتوقع أن يضغط زيلينسكي على ترامب لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه موسكو وفرض عقوبات جديدة على روسيا.
لكن وزير الخارجية ماركو روبيو الذي كان يستعرض المحادثات مع زيلينسكي الأسبوع الماضي، قال إن ترامب غير مستعد للضغط على بوتين، مضيفا أن "لا أحد غير ترامب يمكنه التوسط" في أوكرانيا.
وسيكون على زيلينسكي مرة جديدة أن يتعامل بحذر مع ترامب ونائبه جاي دي فانس، بعد اللقاء العاصف في 28 شباط/فبراير الذي قام خلاله الرئيس الأميركي ونائبه بتوبيخ الرئيس الأوكراني أمام الصحافيين ووصفاه بأنه "ناكر للجميل"، في مشهد أثار صدمة ولا سيما بين الحلفاء الأوروبيين.
- مهاجمة مؤسسات "عالمية" -
سيمضي ترامب يوما واحدا فقط في مدينة نيويورك التي ولد فيها، وذلك لحضور القمة التي تستمر أسبوعا.
ومن بين اجتماعاته الفردية القليلة الأخرى، سيلتقي الرئيس الأرجنتيني اليميني خافيير ميلي الذي تدرس الولايات المتحدة تقديم شريان حياة اقتصادي لحكومته.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن ترامب سيناقش "تجديد قوة أميركا في كل أنحاء العالم".
وأضافت خلال مؤتمر صحافي في واشنطن "كذلك، سيتحدث الرئيس عن مسألة كيف أدت المؤسسات العالمية إلى تدهور النظام العالمي بشكل كبير، وسيوضح رؤيته المباشرة والبناءة للعالم".
وخلال ولايته الثانية، تحرك ترامب بشكل أكثر تشددا لتنفيذ رؤيته القومية "أميركا أولا" الرامية إلى الحد من التعاون مع بقية العالم.
وأعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية وهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة، وقلص بشكل كبير المساعدات الإنمائية الأميركية وفرض عقوبات على قضاة أجانب بسبب أحكام اعتبر أنها تنتهك السيادة.
وقالت آبي ماكسمان، رئيسة منظمة أوكسفام أميركا ومديرتها التنفيذية، "بدلا من تأجيج الأزمات العالمية والفوضى وعدم المساواة، عليه أن يستخدم سلطته ونفوذه للعمل مع المجتمع الدولي لتقديم حلول مجدية".
ويأتي ظهور ترامب في الأمم المتحدة غداة اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومجموعة من الدول الحليفة للولايات المتحدة بدولة فلسطين، في خطوة تاريخية لكن رمزية إلى حد كبير عارضتها إسرائيل بشدة.
وقاطعت الولايات المتحدة وإسرائيل جلسة الاثنين في الأمم المتحدة التي كانت مخصصة لذلك.