جيش الاحتلال الإسرائيلي يبدأ عمليته "الأساسية" لاحتلال مدينة غزة

أ ف ب-الامة برس
2025-09-16

صورة ملتقطة من الجانب الإسرائيلي تظهر تصاعد الدخان بعد قصف على غزة في 16 أيلول/سبتمبر 2025 (أ ف ب)القدس المحتلة- بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي العملية "الأساسية" ضمن هجومه لاحتلال مدينة غزة موسعا تقدمه برا نحو وسطها، بحسب ما أفاد مسؤول عسكري الثلاثاء، غداة إعلان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو دعم واشنطن الكامل للدولة العبرية لتحقيق أهدافها في القطاع.

يأتي ذلك في يوم اتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة خلال الحرب التي بدأت عقب هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وهي المرة الأولى تخلص لجنة كهذه الى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية.

وقوبل التحرّك الإسرائيلي الأخير في مدينة غزة بتنديدات واسعة إذ طالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بوقف "المذبحة".

في الأثناء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه سيقصف "في الساعات القريبة" ميناء الحديدة في غرب اليمن في ضوء "الأنشطة العسكرية التي يمارسها نظام الحوثي"، ودعا إلى إخلائه.

وتعرّضت مدينة غزة، وهي الأكبر في القطاع، لقصف عنيف ومكثف، بحسب ما أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحافيين "ما بدأناه الليلة الماضية هو الخطوة الأساسية نحو مدينة غزة"، مشيرا الى أن الجيش يقدّر وجود ما بين ألفين الى ثلاثة آلاف مقاتل من حماس في المدينة.

وأكد أن القوات تتقدم نحو وسط المدينة التي تعرّضت لقصف إسرائيلي مكثّف على مدى الأسابيع الأخيرة.

أوضح "الليلة الماضية، انتقلنا الى المرحلة التالية، المرحلة الأساسية من خطة" الجيش للسيطرة على المدينة، مضيفا "وسّعت قيادة المنطقة الجنوبية العملية البرية في المعقل الأساسي لحماس في غزة، وهو مدينة غزة".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن مدينة غزة "تحترق" مشيرا الى أن الجيش "يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل الجنود بشجاعة لتهيئة الظروف أمام إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس. لن نتوقف ولن نتراجع حتى ننجز مهمتنا".

وزار روبيو إسرائيل بعد أيام من استهداف الدولة العبرية قادة حماس في الدوحة. وحذّر قبيل توجهه الى قطر بأن أمام حماس "مهلة قصيرة جدا" لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار.

أضاف "لم يعد أمامنا أشهر، قد تكون أياما، أو بضعة أسابيع".

وتحوّل معظم مدينة غزة إلى أنقاض بعد نحو عامين من الضربات الإسرائيلية.

وقال أحمد غزال، أحد سكان المدينة، "هناك قصف كثيف بشكل كبير على مدينة غزة لم يهدأ والخطر يزداد".

وأضاف الشاب البالغ 25 عاما والذي يقيم قرب ساحة الشوا أنّه فجر الثلاثاء "سمعنا صوت انفجار هزّ الأرض بشكل مرعب"، مشيرا إلى أنّ الجيش الإسرائيلي "استهدف مربّعا سكنيا يضمّ منازل العديد من العائلات.. لقد دمّرت ثلاثة منازل بشكل كامل".

وأكّد أنّ "أغلب المنازل التي دمّرت حتى الآن مأهولة بالسكّان.. وعدد كبير من المواطنين تحت الأنقاض ويصرخون".

وقال أحد السكان ويدعى أبو عبد زقوت "انتشلنا الأطفال بعدما تحوّلوا إلى أشلاء".

من جهته، قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، لفرانس برس إنّ "القصف ما زال مستمرا بشكل كثيف على مدينة غزة وأعداد الشهداء والإصابات في ازدياد".

وأفاد الدفاع المدني في غزة بأن 36 شخصا قتلوا الثلاثاء في القطاع.

وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة والصعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق من دون تمكّن فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني أو الجيش الإسرائيلي.

- "إبادة جماعية" -

كثّف الجيش القصف على مدينة غزة في الأسابيع الأخيرة، ودمّر عددا من المباني بذريعة أن حماس تستخدمها لغايات عسكرية. وتنفي الحركة ذلك.

واضطر غالبية سكان القطاع الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، الى النزوح مرة واحدة على الأقل. كما تسببت الحرب بأزمة انسانية كارثية وصلت حد إعلان الأمم المتحدة في آب/أغسطس المجاعة في عزة.

وخلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلّة الى أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" هدفها "القضاء على الفلسطينيين".

وقالت رئيسة اللجنة نافي بيلاي لفرانس برس "خلصنا إلى أن إبادة جماعية تحدث في غزة ولا تزال جارية، وأن المسؤولية تتحملها دولة إسرائيل".

ورفضت الخارجية الإسرائيلية "هذا التقرير المشوه والخاطئ"، داعية الى "حلّ لجنة التحقيق هذه فورا". واتهمت معديه بالعمل "كوكلاء لحماس"، وبأنهم "معروفون بموافقهم العلنية المعادية للسامية".

من جانبه، قال فولكر تورك لفرانس برس ورويترز إن "العالم كله يصرخ من أجل السلام. الفلسطينيون والإسرائيليون يصرخون من أجل السلام. الجميع يريدون أن يتم وضع حد لذلك وما نراه هو تصعيد إضافي غير مقبول على الإطلاق".

وأضاف "من الواضح تماما بأن على هذه المذبحة أن تتوقف"، مضيفا "نرى جريمة حرب تلو الأخرى تلو الأخرى، وجرائم ضد الإنسانية... سيعود القرار إلى المحكمة في تحديد إن كانت إبادة جماعية أم لا، ونرى الأدلة تتزايد".

واعتبر الاتحاد الأوروبي أن توسيع العملية الإسرائيلية سيسبب "مزيدا من الدمار والموت والنزوح.. ويعرض حياة الرهائن للخطر".

كما دانت الخارجية البريطانية الخطوة الإسرائيلية "المتهوّرة والمروّعة" التي اعتبرتها برلين أيضا "في الاتجاه الخاطئ تماما".

- شكر أميركي للدوحة -

في الأثناء، أكد تورك الثلاثاء بأن الهجوم الاسرائيلي الذي استهدف قادة من حماس في قطر يهدد السلام والاستقرار الإقليميين وحضّ على "المحاسبة عن عمليات القتل خارج نطاق القانون".

وزار وزير الخارجية الأميركي قطر الثلاثاء عقب هجوم غير مسبوق شنّته إسرائيل في التاسع من أيلول/سبتمبر، هدف لاغتيال قادة الصف الأول في حركة حماس خلال اجتماعهم في الدوحة لمناقشة مقترح أميركي للهدنة.

وأثار الهجوم على قطر التي تضم أكبر قاعدة جوية أميركية في المنطقة، انتقادات نادرة من دونالد ترامب بحق حليفته إسرائيل. وتعهد ترامب الاثنين بأن إسرائيل "لن تضرب قطر" مجددا.

وأشاد روبيو الذي التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس وزرائه الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بجهود قطر في الوساطة للتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة.

وأجرى روبيو محادثات مغلقة لم تتجاوز مدتها الساعة في الدوحة. وأوردت الخارجية الأميركية في بيان أن روبيو "شكر قطر على جهودها لإنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن"، مؤكدا قوة العلاقات بين واشنطن والدوحة.

وأضاف البيان أن روبيو "جدد الدعم الأميركي القوي لأمن قطر وسيادتها".

وكان الوزير الأميركي شدّد في وقت سابق على أن قطر هي الوحيدة القادرة على التوسط بشأن غزة.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا في الدولة العبرية، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا للأرقام الرسمية.

وأودت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بحياة ما لا يقل عن 64964 شخصا، معظمهم أيضا من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي