دراسة توضح أثر الأوزان الثقيلة والخفيفة على مرض هشاشة عظام الركبة

الأمة برس
2025-09-08

دراسة توضح أثر الأوزان الثقيلة والخفيفة على مرض هشاشة عظام الركبة (الرجل)كشفت دراسة علمية جديدة أن التوازن بين الأوزان الثقيلة والخفيفة قد يكون مفتاحًا لتحسين صحة الركبة حتى لدى الأشخاص الذين يعانون هشاشة المفاصل بدرجاتها المتوسطة. وأوضحت النتائج أن كلا الأسلوبين التدريبيين سواء رفع الأوزان الثقيلة بتكرارات قليلة أو الأوزان الخفيفة بتكرارات عالية يساهمان في تقليل الألم وتعزيز القوة العضلية وتحسين القدرة الحركية، شريطة الالتزام بالأسلوب الصحيح في الأداء، بحسب الرجل.

وبحسب ما نشر في African Journal of Biological Sciences، فقد أجرى الباحثون تجربة شملت 48 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 50 و60 عامًا، جميعهم مصابون بهشاشة عظام الركبة في كلا المفصلين. ركزت الدراسة على تأثير تمارين المقاومة، تحديدًا تمارين (Calf raises)، باعتبارها من التمارين المهمة لدعم الركبة وتحسين التوازن.

تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات رئيسية، مارست جميعها التمارين ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة أربعة أسابيع. المجموعة الأولى التزمت بالعلاج الطبيعي فقط، بينما أضافت المجموعة الثانية إلى العلاج تمارين بأوزان ثقيلة مع تكرارات منخفضة (3 مجموعات من 8 تكرارات). أما المجموعة الثالثة فاعتمدت على الأوزان الخفيفة مع تكرارات عالية (10 مجموعات من 15 تكرارًا).

في نهاية التجربة، أجرى الباحثون تقييمًا لمستويات الألم، وقوة العضلات، والقدرة الوظيفية لكل مشارك، لمقارنة نتائج الأسلوبين المختلفين.

دراسة توضح: أثر الأوزان الثقيلة والخفيفة على مرض هشاشة عظام الركبة

دراسة توضح: أثر الأوزان الثقيلة والخفيفة على مرض هشاشة عظام الركبة - المصدر | shutterstock

هل رفع الأوزان يمثل ضررًا لمرضى هشاشة المفاصل؟

النتائج أظهرت أن رفع الأوزان الثقيلة لم يكن ضارًا بالمفاصل كما يُشاع، بل ساهم بشكل ملحوظ في زيادة قوة العضلات وتحسين نطاق الحركة لدى المشاركين. 

أما التمارين بالأوزان الخفيفة، فقد حققت بدورها نتائج إيجابية من حيث خفض الألم وتحسين الوظائف اليومية. وبذلك، خلص الباحثون إلى أن كلا الأسلوبين يمكن أن يكون فعالًا في دعم مرضى هشاشة عظام الركبة، إذا ما التزموا بالأداء السليم والجرعات التدريبية المناسبة.

لم تقتصر أهمية الدراسة على العلاج فحسب، بل أشارت أيضًا إلى أبحاث أخرى أكدت أن ممارسة تدريبات المقاومة بانتظام تقلل خطر الإصابة بهشاشة عظام الركبة بنسبة تتراوح بين 17% و23%. 

والسبب في ذلك أن تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل يعزز من استقرارها، ويمنحها دعمًا إضافيًا يحميها من الضغوط اليومية. هذه النتيجة تسلط الضوء على الدور الوقائي الكبير لتمارين القوة، سواء باستخدام الأوزان الثقيلة أو الخفيفة.

توضح هذه النتائج أن الجدل التقليدي بين أنصار الأوزان الثقيلة والخفيفة لا ينبغي أن يكون مبنيًا على الخوف من الإصابات فقط، بل على الكيفية التي تُمارَس بها التمارين. فرفع الأوزان الثقيلة ليس خطرًا في حد ذاته إذا تم التحكم فيه بأداء صحيح، تمامًا كما أن الأوزان الخفيفة لا تقل فعالية في تحسين اللياقة الوظيفية للمفاصل.

وبالنسبة لمرضى هشاشة عظام الركبة، يمكن أن يمثل دمج الأسلوبين—مع إشراف طبي وعلاجي—خطة متكاملة لدعم الصحة الحركية، خفض الألم، والتمتع بنشاط بدني أفضل. وهكذا تثبت الدراسة أن الأهم ليس وزن الحديد بحد ذاته، بل التوازن والانضباط في استخدامه لخدمة صحة المفاصل.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي