
عاد رئيس الوزراء التايلاندي السابق النافذ تاكسين شيناواترا إلى بلاده الاثنين قبيل صدور حكم مهم بحقه عن المحكمة العليا قد يفضي إلى سجنه.
وغادر تاكسين تايلاند الأسبوع الماضي عندما أطيح بحزب عائلته من السلطة، ما أثار تكهّنات بأن يكون هرب من تحقيق المحكمة العليا للتثبت مما إذا كان أتم فعلا تنفيذ عقوبة بالسجن صدرت بحقه.
ومن المقرر أن تصدر نتائج التحقيق الثلاثاء. ورغم أنه لا يهدف لتحديد ما إذا كان تاكسين مذنبا، إلا أن محللين أشاروا إلى أن الحكم قد يفضي إلى سجنه.
وأظهرت صور بثتها محطات التلفزيون تاكسين (76 عاما) لدى وصوله إلى مطار دون موينغ على متن طائرة خاصة بعد ظهر الاثنين. وسبق أن تعهّد حضور جلسة المحكمة شخصيا.
واعتُبرت عائلة شيناواترا خصما رئيسيا للنخبة الداعمة للجيش والملكية في تايلاند التي ترى في توجّهات العائلة الشعبوية تهديدا للنظام الاجتماعي التقليدي.
لكن نفوذ الأسرة بات يتراجع بعدما تعرّضت لسلسلة انتكاسات قانونية وسياسية فيما يَعِد حكم المحكمة العليا بضربة جديدة بعدما أطيح بحزب العائلة "فيو تاي" من السلطة الأسبوع الماضي.
ويركّز التحقيق القضائي على الحكم الذي صدر بحق تاكسين بعد إدانته بالفساد واستغلال السلطة عقب عودته إلى تايلاند في آب/اغسطس 2023 بعد سنوات قضاها في المنفى.
ولم يقض تاكسين الذي صدر حكم بسجنه ثماني سنوات أي ليلة في السجن، إذ نُقل بصورة شبه فورية من مركز اعتقال إلى غرفة خاصة في مستشفى الشرطة العام في بانكوك.
وأثار نقله وتوقيت عودته المتزامن مع تشكيل حزبه "فيو تاي" حكومة جديدة، شكوكا بأنه تم التوصل إلى اتفاق تحت الطاولة وشبهات بأنه حظي بمعاملة خاصة.
وبناء على عفو ملكي، تم خفض مدة الحكم الصادر بحقه إلى عام فحسب، قبل إطلاق سراحه في شباط/فبراير 2024 في إطار خطة لإطلاق سراح السجناء المسنّين قبل الأوان.
وبدأ القسم المخصص للأشخاص الذين يتولون منصبا سياسيا في المحكمة العليا تحقيقه في نيسان/أبريل واستجوب مسؤولين صحيين وفي السجن لمعرفة إن كان قضى فترة محكوميته كاملة.
وأقال القضاء بايتونغتارن شيناواترا، ابنه تاكسين، الشهر الماضي بعدما أدينت بانتهاك أخلاقيات منصبها كرئيسة للوزراء أثناء نزاع حدودي مع كمبوديا.
وشكّل حليف "فيو تاي" سابقا، رجل الأعمال المحافظ أنوتين تشارنفيراكول ائتلافا ليحل مكان الحزب الذي هيمن على منصب رئاسة الوزراء في تايلاند منذ انتخابات العام 2023.
وتولى أنوتين المنصب رسميا الأحد، مشيرا إلى أنه عانى من "التنمّر القانوني" في الماضي، لكنه تعهّد بأن تترك إدارته العدالة "تأخذ مجراها".