
بيروت- ندّد الرئيس اللبناني الخميس 4 سبتمبر 2025، بقصف اسرائيلي طال عناصر قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان(اليونيفيل) قبل يومين، بينما دعا رئيس الحكومة إلى "إلزام" اسرائيل وقف "اعتداءاتها" غداة غارات واسعة أسفرت عن قتلى وجرحى في جنوب لبنان.
وأتى تنديد لبنان والغارات الاسرائيلية قبيل عقد الحكومة الجمعة جلسة للبحث في خطّة كلّفت الجيش بوضعها قبل حوالى شهر، بهدف تجريد حزب الله من سلاحه بعد أشهر من وقف إطلاق النار الذي أنهى حربا مدمّرة مع اسرائيل.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية في بيان الخميس أن الرئيس جوزاف عون أجرى اتصالا بقائد اليونيفيل ديوداتو ابانيارا، أبلغه فيه "ادانة لبنان لهذا الاعتداء الأخطر منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني الماضي".
وكانت القوة الدولية أعلنت الأربعاء أن مسيّرات إسرائيلية ألقت أربع قنابل قرب عناصرها "كانوا يعملون على إزالة حواجز طرقية تعيق الوصول إلى موقع تابع للأمم المتحدة" في جنوب لبنان.
واعتبرت اليونيفيل أن الهجوم كان من بين "الأكثر خطورة" التي تعرضت لها منذ وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر، في حين قال الجيش الاسرائيلي إنه "لم يكن متعمدا".
وقال عون في بيانه إن "مثل هذه الاعتداءات تؤكد مرة جديدة على أن إسرائيل ماضية في تحدي إرادة المجتمع الدولي الذي نادى قبل أيام معدودة بوقف الأعمال العدائية ضد لبنان وانسحاب القوات الاسرائيلية من الأراضي اللبنانية التي تحتلها في الجنوب وإعادة الأسرى اللبنانيين وتطبيق القرار 1701 تطبيقا كاملا".
من جهته أعتبر رئيس الوزراء نواف سلام أن على المجتمع الدولي التحرك فورا "لإلزام اسرائيل" وقف هذه "الاعتداءات الاسرائيلية المتمادية" على لبنان.
وأتى ذلك غداة مقتل أربعة أشخاص على الأقلّ، وإصابة 17 آخرين، في غارات اسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة في جنوب لبنان، بينما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بمقتل شخص خامس في غارة إضافية ليلا في الجنوب.
وأعلن الجيش الاسرائيلي ليلا أنه قصف موقعا لحزب الله ضمّ آليات "هندسية مخصصة لاعادة إعمار" الحزب، ومنصة صاروخية تابعة له في جنوب لبنان، معتبرا أن وجودها "انتهاك" لوقف إطلاق النار.
ونصّ الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية، على ابتعاد حزب الله عن الحدود، وعلى حصر السلاح في لبنان بيد القوى الرسمية اللبنانية، وانسحاب إسرائيل من نقاط توغّلت إليها خلال النزاع. الا أن الدولة العبرية أبقت قواتها في خمسة مرتفعات استراتيجية.
ومطلع آب/أغسطس، التزمت السلطات اللبنانية تجريد حزب الله من سلاحه قبل نهاية العام في إطار تطبيق وقف إطلاق النار، على وقع ضغوط أميركية، وتخوّف من أن تنفّذ إسرائيل تهديدات بحملة عسكرية جديدة ما لم يتم نزع سلاح الحزب المدعوم من إيران.
وتلقى خطة الحكومة معارضة شديدة من حزب الله الذي انسحب وزراؤه إلى جانب وزراء حركة أمل من الجلسة المخصصة للبحث في سحب السلاح الشهر الماضي.
ودعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي يتزعم حركة أمل الأحد إلى مناقشة مصير السلاح "في إطار حوار هادئ توافقي".