
قالت صحيفة “التايمز” إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عمل ولأشهر على خطة لغزة ما بعد الحرب، وهي الخطة التي ناقشها بحضور المبعوث السابق للشرق الأوسط في إدارة دونالد ترامب الأولى، جاريد كوشنر، يوم الأربعاء في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي.
وأضافت في تقرير أعده ديفيد تشارتر، أن بلير قدم المشورة للرئيس ترامب بشأن “خطة شاملة” لمستقبل غزة بعد دعوة الرئيس الأمريكي لتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
ويقال إن رئيس الوزراء السابق كان يعمل منذ أشهر مع جاريد كوشنر، صهر ترامب ووسيط السلام السابق في الشرق الأوسط، على خطط لإعادة بناء القطاع المدمر كمركز تجاري حديث ووجهة سياحية، والتي ستشكل جزءا من المناقشات مع ترامب في اجتماع حول مستقبل غزة. ويأتي الاجتماع في البيت الأبيض في الوقت الذي تستعد فيه بريطانيا لاتّباع فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة الشهر المقبل، إذا لم تلب إسرائيل عدة شروط، بما في ذلك وقف إطلاق النار.
ويبدو هذا الاحتمال ضئيلا بعد إعلان بنيامين نتنياهو عن خطط لشن هجوم عسكري لتطهير مدينة غزة من حركة حماس. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن “جميع جوانب” الوضع في غزة مطروحة على طاولة المحادثات التي يشارك فيها بلير وكوشنر وكبار المسؤولين، بما في ذلك أزمة الأسرى وزيادة المساعدات لغزة، حيث أعلنت الأمم المتحدة عن مجاعة الأسبوع الماضي.
ولدى بلير، البالغ من العمر 72 عاما، اهتمام طويل الأمد بالمنطقة وأقام علاقات عميقة بصفته مبعوثا خاصا للجنة الرباعية بشأن الشرق الأوسط، من عام 2007 إلى عام 2015. وكان على اتصال مع ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب. وأفادت مصادر لموقع “أكسيوس” الإخباري أن بلير حضر إلى البيت الأبيض في نفس اليوم الذي زاره فيه نتنياهو الشهر الماضي وقدم للرئيس ترامب رسالة ترشيحه لجائزة نوبل للسلام.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم معهد توني بلير قوله بأنه “يتواصل مع العديد من المجموعات والمنظمات المختلفة التي لديها خطط لما بعد الحرب في غزة” ولكنه لم يؤيد أي خطوة لنقل سكان غزة. وأضاف: “لطالما كرّس معهد توني بلير عمله في المنطقة، منذ إنشائه، لبناء غزة أفضل لسكانها. وقد عمل توني بلير على هذا منذ ترك منصبه. لم يكن الأمر يتعلق بنقل سكان غزة، وهو اقتراح لم يضعه أو يطوره أو يؤيده المعهد قط”.
وفي مقابلة مع مجلة “بوليتيكو” في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قال بلير إن غزة يجب ألا تحكم من حماس أو إسرائيل، بل يجب أن يديرها طرف ثالث وكجزء من اتفاق سلام. ودعا نتنياهو إلى سلطة مدنية لإدارة غزة، لكنه يعارض أي تدخل لحماس أو السلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية.
وفي شباط/ فبراير، طرح ترامب فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة وإنشاء منتجع ساحلي، لكنه تعرض لانتقادات لاقتراحه إخلاء السكان الفلسطينيين. من جانبه، كشف ويتكوف عن خطط لاجتماع ما بعد الحرب في غزة خلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، وتوقع إنهاء الصراع في غزة بنهاية العام الجاري.
وقال: “إنها خطة شاملة جدا نضعها في اليوم التالي [في غزة]، وسيرى الكثير من الناس مدى قوتها ومدى أهميتها، وهي تعكس الدوافع الإنسانية للرئيس ترامب هنا”.
وفي يوم الاثنين، تحدث ترامب للصحافيين عن إمكانية التوصل إلى “نهاية حاسمة” للصراع في غزة خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع القادمة. لكنه تراجع خلال اجتماع حكومته يوم الثلاثاء، قائلا للصحافيين: “لا يوجد شيء حاسم. الأمر مستمر منذ زمن طويل. أنتم تتحدثون، على ما أعتقد… آلاف السنين مستمرة… لكن نأمل أن تحل الأمور بسرعة كبيرة فيما يتعلق بغزة”.
وقال ويتكوف لقناة “فوكس نيوز” يوم الثلاثاء: “نعتقد أننا سنسوي هذا الأمر بطريقة أو بأخرى، بالتأكيد قبل نهاية هذا العام”. وعندما سئل عن الاجتماع مع بلير، قال متحدث باسم البيت الأبيض: “لقد كان الرئيس ترامب واضحًا في رغبته بإنهاء الحرب، ويريد السلام والازدهار للجميع في المنطقة. ليس لدى البيت الأبيض أي معلومات إضافية يُشاركها بشأن الاجتماع في هذا الوقت”.
وعندما سئل وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عن خطة الدولة الفلسطينية، قال إنه لن تكون هناك أي خطة بعد اجتماعه مع ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، في واشنطن.