دراسة تكشف العلاقة بين الكوابيس والوفاة المبكرة

الأمة برس
2025-08-26

دراسة تكشف العلاقة بين الكوابيس والوفاة المبكرة (الرجل)كشفت دراسة طبية حديثة أن الكوابيس المتكررة لا تُعد مجرد أحلام مزعجة، بل قد تكون إنذارًا مبكرًا لمشكلات صحية خطيرة مثل الخرف ومرض باركنسون (وهو اضطراب حركي يصيب الجهاز العصبي ويتفاقم بمرور الوقت)، وأمراض المناعة الذاتية، إضافة إلى ارتباطها بزيادة خطر الوفاة المبكرة، بحسب زهرة الخليج.

الدراسة عُرضت في مؤتمر الأكاديمية الأوروبية لطب الأعصاب، كشفت أن الكوابيس المتكررة تُعد من أقوى مؤشرات الوفاة المبكرة قبل سن السبعين، متجاوزة عوامل تقليدية مثل السمنة وسوء التغذية والتدخين. وأوضحت النتائج أن البالغين الذين يعانون كوابيس أسبوعية تزيد لديهم احتمالات الوفاة المبكرة بثلاثة أضعاف مقارنة بغيرهم.

 ويرى الدكتور أوتايكو أن التفسير المحتمل لهذا الارتباط يعود إما لكون الكوابيس انعكاسًا لصدمات وضغوط نفسية مرتبطة بسوء الصحة، أو لأنها تؤدي إلى استجابة فسيولوجية ترفع مستويات هرمون التوتر "الكورتيزول" بما يسرع الشيخوخة ويزيد الالتهابات.

تشير تقديرات الأكاديمية الأمريكية لطب النوم إلى أن نحو 4% من البالغين يعانون اضطرابًا يُعرف باسم "اضطراب الكوابيس"، وهو حالة مرضية تتمثل في تكرار كوابيس حادة تؤدي إلى القلق وتقطع النوم، وقد تصل إلى حد تجنب النوم تمامًا. 

ويؤكد الدكتور عبيدييمي أوتايكو، عالم الأعصاب في إمبريال كوليدج لندن، أن النظرة الطبية تطورت؛ إذ لم تعد الكوابيس تُعتبر مجرد عرض نفسي مثل القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة، بل باتت تُشخّص كمرض مستقل يستوجب التدخل العلاجي.

علاقة الكوابيس بالأمراض العصبية

الأبحاث أظهرت أيضًا أن الكوابيس قد تسبق ظهور أعراض الخرف . ويوضح الدكتور أوتايكو أن هذه الأمراض عادة ما تُشخّص عند ظهور أعراض مثل فقدان الذاكرة أو الرعشة، لكن الكوابيس قد تكون من العلامات الأولى، إذ إن اضطراب النوم يؤثر على عملية تنظيف الدماغ من البروتينات السامة، وهو ما قد يسرع تطور هذه الأمراض.

دراسة أخرى من جامعتي كامبريدج وكينغز كوليدج لندن أوضحت أن الكوابيس قد تكون أيضًا مؤشرًا مبكرًا لظهور أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي. 

وقالت الدكتورة ميلاني سلون، المشرفة على الدراسة، إن رصد الكوابيس المتكررة قد يساعد على التشخيص المبكر والتدخل العلاجي لتقليل حدة نوبات المرض، خاصة أن الالتهابات في الجسم تؤثر مباشرة على استقرار النوم.

العوامل التي تؤدي إلى الكوابيس متعددة؛ منها اضطراب تنظيم المشاعر في الدماغ نتيجة انخفاض نشاط الفص الجبهي أثناء النوم، إضافة إلى العوامل الجينية والسمات الشخصية مثل الميل للقلق وكثرة التفكير. 

كما تلعب التغذية دورًا مهمًا، حيث أظهرت دراسة كندية أن بعض الأطعمة مثل منتجات الألبان أو الأطعمة المسببة للحساسية قد تزيد من احتمالية الكوابيس نتيجة تأثيرها على الهضم والنوم.

رغم أن كثيرين يعتقدون أن الكوابيس لا علاج لها، إلا أن الأبحاث أثبتت فعالية العلاج بالخيال (Imagery Rehearsal Therapy)، وهو أسلوب يقوم على إعادة تخيل الكابوس بنهاية سعيدة، ما يقلل من تكراره وشدته. 

وأكدت مراجعة طبية لـ69 دراسة نُشرت في BMC Psychiatry عام 2023 أن هذا الأسلوب يُعد من أنجع طرق العلاج المتاحة.

كما ظهرت تقنيات مبتكرة مثل عصابات الرأس التي تبث أصواتًا مهدئة أثناء النوم، وساعة "نايت وير" التي ترصد الحركة ومعدل ضربات القلب وتصدر اهتزازًا بسيطًا لإخراج النائم من الكابوس دون إيقاظه. 

وقد أظهرت هذه التقنيات نتائج واعدة في تحسين جودة النوم وخفض تكرار الكوابيس.

الكوابيس المتكررة لم تعد تُعتبر مجرد ظاهرة طبيعية، بل أصبحت جرس إنذار مبكر لمشكلات صحية قد تكون خطيرة. 

ويؤكد الخبراء أن الانتباه لهذه العلامة وطلب الاستشارة الطبية قد يُسهم في الوقاية من أمراض مزمنة وتحسين جودة الحياة بشكل عام.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي