
رسخت المملكة العربية السعودية مكانتها في طليعة الدول المهتمة بالصقور، باستضافتها الناجحة لمزاد مربي الصقور الدولي 2025 الذي انطلق في ملهم، شمال الرياض بداية شهر أغسطس الحالي، وهو الحدث، الذي نظمه نادي الصقور السعودي، والذي تحول إلى وجهة سياحية عالمية المستوى، لا تجذب مربي الصقور وتجارها فحسب، بل تجذب أيضا آلاف السياح الدوليين والعائلات وعشاق الثقافة الراغبين في استكشاف أحد أعرق تقاليد شبه الجزيرة العربية، بحسب الرجل.
سياحة الصقور في السعودية
تؤكد نسخة 2025 من مزاد مربي الصقور الدولي والذي انطلق بداية من 5 أغسطس ويستمر حتى 25 أغسطس الجاري، على الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة في المزج بين الحفاظ على التراث وتنمية السياحة والثقافة، وقد استمتعت العائلات الزائرة لقاعات المعرض بتجربة نابضة بالحياة تجمع بين أحدث تقنيات تربية الصقور والتقاليد البدوية العريقة، وامتلأت الأجنحة بالصقور التي تربت في مزارع عالمية مرموقة، بينما عرضت مزادات حية تنافسية بعض أثمن الطيور في العالم.
كان جناح صقار المستقبل من أبرز الفعاليات، وهو مساحة تفاعلية مصممة للأطفال، حيث تمكن الزوار الصغار من التفاعل مع أدوات الصقارة ومعدات التدريب والعروض التعليمية، وتعكس هذه المبادرة الهدف الأوسع للمملكة العربية السعودية المتمثل في ضمان بقاء الصقارة التي هي تراث ثقافي معترف به من قبل اليونسكو حيًّا للأجيال القادمة.
كما تشير السمعة الدولية المتنامية للمزاد إلى دفعة قوية للسياحة السعودية، فمع تجذر الصقارة في هوية منطقة الخليج والشرق الأوسط، أصبح المزاد نقطة محورية للسياحة الفاخرة والسياحة البيئية والاستكشاف الثقافي، وقد ساهم البث المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي في توسيع نطاقه، مما جعل الرياض ليست فقط مركزًا للنشاط الاقتصادي، بل أيضًا عاصمة عالمية للصقارة.
ويعزز الحدث التزام المملكة برؤية 2030، مسلطًا الضوء على كيفية تسخير التقاليد الثقافية لنمو السياحة والتعليم والاعتراف العالمي.
أجنحة مزاج الصقور بملهم الرياض
تقع مدينة ملهم شمال الرياض، وقد أصبحت رمزًا للتميز في الصقارة، كما يعد مقر نادي الصقور السعودي معلما ثقافيا ووجهة سياحية جاذبة، وصمم المكان بمرافق حديثة، ويضم:
- قاعات عرض لعرض الصقور من مربين عالميين.
- ساحات مزادات لجلسات تنافسية مباشرة.
- أجنحة ثقافية تسلط الضوء على تاريخ الصقارة العربية.
- مناطق أنشطة للأطفال، بما في ذلك جناح صقّار المستقبل.
يضمن هذا المزيج من التقاليد والابتكار أن يجذب الموقع كلاً من المربين المحترفين والسياح الباحثين عن تجارب ثقافية أصيلة.
وتتمتع مدينة ملهم بجاذبية سياحية بسبب مزاد الصقور الذي جعلها وجهة سياحية للعائلات من جميع أنحاء العالم، كما يمكنك الحصول على تجربة غامرة في عالم الصقور، بدءًا من تنوع الأنواع ووصولاً إلى أساليب التربية الحديثة.
وتشمل أبرز معالم الجذب: معارض لأنواع الصقور التي تعرض فيها طيور محلية وعالمية مهجّرة للسرعة والقوة والقدرة على التحمل، إلى جانب عروض تعليمية وتشمل لوحات إرشادية تشرح تقنيات تغذية الصقور، وطرق تدريبها، وعلوم تربيتها.
كما يوفر مزاد الصقور في ملهم مساحات عائلية تفاعلية يتعلم فيها الآباء والأطفال معًا من خلال أدوات الصقارة، ومقاطع الفيديو، والجولات المصحوبة بمرشدين، إلى جانب عروض ثقافية تشمل عروضًا للأزياء التقليدية، وعروض صيد بالصقور، وتجارب وسائط متعددة.
ولا تثري هذه التجارب فهم الزوار للثقافة السعودية فحسب، بل تتيح أيضًا فرصًا فريدة لالتقاط الصور تثير الاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم.
ضيوف مزاد نادي الصقور
قال وليد الطويل المتحدث الرسمي باسم نادي الصقور السعودي، في حديث صحفي لراديو مونت كارلو: إن دورة مزاد نادي الصقور هذا العام تشهد تنوعًا كبيرًا في قائمة المشاركين، حيث تضمنت منتجين وخبراء ومربين للصقور قدموا من دول مثل الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، ودول الخليج العربي، علاوة على حضور محلي قوي من العديد من المزارع من داخل المملكة، وهذا التنوع يعكس مكانة المزاد كمنصة عالمية، يلتقي فيها العارضون والمشترون لتبادل الخبرات، وإبرام صفقات.
الأثر الاقتصادي لمزادات الصقور
شهدت تربية الصقور في المملكة العربية السعودية نموا ملحوظا لتصبح من القطاعات التي تدار بمليارات الريالات، ويسهم المزاد بشكل كبير في هذا النمو من خلال تسهيل بيع صقور النخبة للمشترين من جميع أنحاء العالم، وغالبا ما تباع الطيور عالية القيمة بأسعار قياسية، مما يعزز دور المملكة كدولة رائدة في هذا المجال.
ويشهد مزاد الصقور في ملهم مشاركة نخبة من المربين حيث تعرض مزارع من جميع أنحاء أوروبا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط أجود صقورها، والتي تعد مزايدة تنافسية عالية حيث تثير المزادات حماسًا وتغطي وسائل الإعلام العالمية، وسط أجواء حماسية، مع بث مباشر للمبيعات عبر الإنترنت.
ويساعد مزاد الصقور على زيادة إيرادات السياحة حيث يدعم ارتفاع عدد الزوار الفنادق والمطاعم وخدمات النقل والرحلات الثقافية في جميع أنحاء الرياض، حيث أصبحت سياحة الصقور والاهتمام بمعرفة كل الأساليب الخاصة بتلك الهواية الرائعة، من أهم الأشياء التي حولت الرياض والمملكة إلى عاصمة عالمية لسياحة الصقور.
جناح صقار المستقبل
من أبرز سمات فعالية مزاد الصقور 2025 جناح صقار المستقبل، المخصص لتعليم وترفيه الأطفال، حيث يتضمن هذا القسم المناسب للعائلات:
- أدوات الصقارة العملية والتي يتدرب الأطفال خلالها على التعامل مع المعدات وفهم رعاية الطيور.
- حضور المعارض التدريبية التفاعلية التي تعتبر بمثابة محاكاة لبيئات صيد وتدريب الصقور.
- مشاهدة أفلام تعليمية وأفلام وثائقية قصيرة تبرز صقارين صغار في مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور.
وهناك أيضًا برامج إشراك الشباب وهي مصممة للحفاظ على تقاليد الصقارة للأجيال القادمة.
يحول هذا الجناح رياضة الصيد بالصقور من مجرد رياضة للمشاهدة إلى نشاط ثقافي تشاركي، مما يضمن تفاعل الأطفال مع التراث بطريقة هادفة ومسلية.
فعاليات نادي الصقور 2025
أعلن نادي الصقور السعودي عن جدول فعالياته لعام 2025، والذي يتضمن ست فعاليات رئيسية تمتد على مدار 122 يوما في مقر النادي بمنطقة ملهم، شمال الرياض، وفي مواقع أخرى في أنحاء المملكة، مصممة لجذب جمهور واسع من المهتمين بالصقارة والصيد والتقاليد الثقافية ذات الصلة.
ينطلق الموسم بمزاد مربي الصقور الدولي، الذي يقام من 5 إلى 25 أغسطس، ويعرض مزارع الصقور المحلية والدولية المختارة.
كما يقام مزاد نادي الصقور السعودي في الفترة من 1 أكتوبر إلى 30 نوفمبر، ليشكل منصة رئيسة لعرض أفضل الصقور المحلية، ويوفر مصدر دخل موثوق للصقارين.
أما المعرض السعودي الدولي للصقور والصيد، وهو الأكبر من نوعه في المنطقة، فيقام في الفترة من 2 إلى 11 أكتوبر، وسيضم عارضين من داخل المملكة وخارجها، يعرضون أحدث المعدات واللوازم اللازمة للصقارة والصيد والسفر والأسلحة والمغامرات الخارجية، ويعد المعرض المنصة الوحيدة في المملكة لبيع أسلحة الصيد.
وتستمر الفعاليات مع مسابقة سباق الملواح، المقرر إقامتها في الفترة من 5 إلى 10 أكتوبر، يسلط هذا الحدث البارز الضوء على سرعة ودقة الصقور، ويجذب نخبة الصقارين من جميع أنحاء المملكة وخارجها، وستقام بطولة كأس نادي الصقور في الفترة من 23 إلى 30 نوفمبر، وتضمّ منافسات رفيعة المستوى بين نخبة الصقور.
ويتوج هذا البرنامج الحافل بمهرجان الملك عبدالعزيز للصقارة المرموق، الذي يقام في الفترة من 25 ديسمبر 2025 إلى 10 يناير 2026، في مقر ملهم، ومن المتوقع أن يجذب المهرجان، الذي يعد أكبر مسابقة للصقارة في العالم، مشاركة خليجية ودولية كبيرة.
نادي الصقور والتنمية السياحية
لا يقتصر حضور فعاليات نادي الصقور على مشاهدة الصقور والتعلم عن كثب طرق تربيتها وأنواعها، حيث يأتي السياح لاستكشاف الرياض ووسط المملكة العربية السعودية، نظرا لما تملكه من مجموعة بارزة من المعالم السياحية مثل: المتحف الوطني وقصر المصمك، والقيام بالرحلات الصحراوية حول المناظر الطبيعية الخلابة في شبه الجزيرة العربية، علاوة على التسوق حيث تمتاز المنطقة المحيطة بوجود مراكز تسوق حديثة وأسواق التقليدية.
إلى جانب إمكانية تجربة المطبخ السعودي، بما في ذلك الوجبات المستوحاة من البدو، فمزاد الصيد بالصقور والعروض السياحية الأوسع، تقدم المملكة العربية السعودية من خلالها تجربة متعددة الأبعاد للزوار.
أنواع الصقور في المملكة
الصقر له مكانة كبيرة في التراث الثقافي الخاص بالمملكة العربية السعودية، حيث يدل على القوة والشجاعة والشموخ، والكثير من الشعراء قديمًا كانوا يستخدمونه في أشعارهم وأمثالهم وحكاياتهم. وتتميز الجزيرة العربية، والمملكة على وجه الخصوص بانتشار مجموعة مختلفة من الصقور، ومنها:
الصقر الحر
أغلى أنواع الصقور، حيث يتميز بسرعته العالية في مطاردة فريسته، والتي تصل إلى 200 ميل في الساعة. مخالبه الحادة والمنحنية تجعله يمسك بفريسته بكل سهولة، فيما يستخدم منقاره الحاد في تقطيع لحم فريسته، أول من اكتشف الصقر الحر هم العرب استخدموه في الصيد، عندما كان يهاجر في الشتاء من وسط أوروبا إلى آسيا عبر شبه الجزيرة العربية.
الصقر الشاهين
من أجمل أنواع الصقور، ويطلق عليه البعض جوهرة السماء، فهو تجسيد حرفي لمعاني القوة والجمال والرشاقة، وهو أسرع أنواع الصقور، تصل سرعته وقت الانقضاض على الفريسة إلى أكثر من 320 كيلومترًا في الساعة، ويمكنه رصد فريسته من مسافات بعيدة، وتعد إناث الصقر الشاهين، أكبر حجمًا من الذكور، بنسبة 15-20%، إلا أن وزنها أقل من الذكور بنسبة 40-50%.
الصقر الوكري
قوي جدًا رغم صغر حجمه وقلة وزنه، مقارنةً بالصقر الحر، كما يتمتع بمظهر لافت وجميل. يتحمَّل الوكري الجوع والعطش لأيام. وفي الصيد يتعاون الذكر مع الأنثى، بطريقة مذهلة، ويعدُّ من سلالات الصقور النادرة حاليًّا في الجزيرة العربية.
الصقر الجير
الأكبر حجما في عائلة الصقور، يعرف أيضًا باسم السنقر، يتميز بألوانه التي تتدرج من الأبيض إلى الرمادي مع وجود علامات سوداء على منطقة الصدر، وتختلف ألوانه على حسب المنطقة الجغرافية التي يعيش فيها، لكنه يوجد بشكل مكثف في المناطق الباردة في نصف الكرة الشمالي.