
بروكسل- يعقد رؤساء أركان الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي اجتماعا عبر الفيديو الأربعاء 20 أغسطس 2025، لبحث الحرب في أوكرانيا كجزء من النقاشات الجارية بين حلفاء كييف بشأن الضمانات الأمنية التي سيتمّ تقديمها في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو.
ولم تُكشف أي تفاصيل بشأن هذا الاجتماع المقّرر أن يبدأ الساعة 14,30 ظهرا (12,30 ظهرا بتوقيت غرينتش)، وفقا لمسؤول في الحلف.
ويأتي ذلك في أعقاب جهود دبلوماسية مكثّفة منذ اللقاء الذي جرى في ألاسكا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
والثلاثاء، أعرب ترامب عن استعداد الولايات المتحدة لقديم دعم عسكري جوي كضمانة أمنية لأوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو، مستبعدا في الوقت ذاته إرسال قوات برية، وهي المهمة التي تقع على عاتق الحلفاء الأوروبيين.
وقال لشبكة "فوكس نيوز"، "عندما يتعلّق الأمر بالأمن، إنهم مستعدون لنشر أشخاص على الأرض"، في إشارة إلى القادة الأوروبيين الذين استقبلهم في اليوم السابق في البيت الأبيض.
وأكدت المتحدثة باسمه كارولاين ليفيت، أنّ ترامب "أكد أنّه لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في أوكرانيا".
وكانت روسيا حذّرت من أنّ أي تسوية سلمية يجب أن تضمن "أمنها" وأمن الناطقين بالروسية في أوكرانيا، وهي الذريعة التي استخدمتها لشنّ الحرب في شباط/فبراير 2022.
والإثنين، استقبل الرئيس الأميركي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريديريش ميرتس. ورحّب جميع المشاركين في اجتماعات البيت الأبيض بالتقدّم المحرز في القضية المركزية المتمثلة في الضمانات الأمنية لكييف، كما أفادوا بأنّ بوتين وافق من حيث المبدأ على عقد قمة مع زيلينسكي في الأسابيع المقبلة.
واقترح بوتين خلال اتصال هاتفي مع ترامب أثناء محادثات الاثنين، لقاء زيلينسكي في موسكو، على ما أفادت مصادر مطلعة على فحوى المكالمة مع ترامب فرانس برس.
وأفاد أحد المصادر بأن زيلينسكي رفض فورا خيار العاصمة الروسية.
من جانبه، اقترح ماكرون عقد اللقاء في جنيف.
وفي حال نجاح الاجتماع الثنائي، فقد يليه اجتماع ثلاثي مع دونالد ترامب، كما اقترح الأخير الاثنين.
- "تنازلات إقليمية" -
الثلاثاء، اجتمع "تحالف الراغبين" الذي يضم حوالى ثلاثين دولة معظمها أوروبية تدعم أوكرانيا، وذلك في مؤتمر عبر الفيديو برعاية ستارمر وماكرون، لتقديم تقرير عن محادثات اليوم السابق في واشنطن.
ومن المتوقع أن تتواصل فرق تخطيط أوروبية وأميركية "في الأيام المقبلة... للتحضير لإرسال قوات لضمان تنفيذ أي تسوية يتم التوصل إليها"، بحسب متحدث باسم ستارمر.
ويأتي ذلك بهدف طمأنة كييف التي تعرب عن اعتقادها بأنّه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سلام، فإن ذلك لن يثني موسكو عن محاولة غزوها مرة أخرى.
ويبدو أن الرئيس الفرنسي يفكر في الأمر نفسه، فقد اتهم فلاديمير بوتين بأنّه "مفترس، غول على أبوابنا" و"يحتاج إلى مواصلة الأكل من أجل بقائه"، متحدثا عن "تهديد للأوروبيين".
ولا تزال مسألة التنازلات التي تطالب بها موسكو، عالقة إلى حد كبير، في حين تحتل القوات الروسية حوالى 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية.
وتوكد واشنطن والأوروبيون على ضرورة تسويتها مباشرة بين موسكو وكييف التي استبعدت حتى الآن التنازل عن أي أراضٍ.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إنه لا ينبغي إجبار حليفه الأوكراني على تقديم تنازلات عن الأراضي.
غير أنّ دونالد ترامب يدعو نظيره الأوكراني إلى إظهار "مرونة" عبر حلّ هذه المشكلة، وخصوصا في ما يتعلق بمنطقة دونباس.