
لندن - أعلنت دار مزادات بريطانية عن بيع نسخة من الطبعة الأولى لرواية «ذا هوبيت» للكاتب البريطاني جي آر تولكين، عُثر عليها بالصدفة في منزل في بريستول بإنجلترا، في مزاد، الأربعاء، مقابل 43 ألف جنيه إسترليني (نحو 57 ألفاً و600 دولار).
وكانت التقديرات الأولية تتوقع بيع هذه النسخة مقابل 10 آلاف جنيه إسترليني (نحو 13 ألفاً و400 دولار)، لكن الكتاب في النهاية اشتراه «هاوي جمع خاص في المملكة المتحدة»، بأكثر من أربعة أضعاف هذا السعر، بحسب الدار.
وتعود قصة العثور على الكتاب النادر إلى بداية العام عندما أسندت إلى دار أوكشنيوم للمزادات في مدينتي باث وبريستول الإنجليزيتين عملية جرد محتويات منزل شخص توفي مؤخراً في بريستول، لتقدير قيمتها. وقامت كايتلين رايلي المتخصصة في الكتب النادرة بزيارة المنزل وفي أثناء التقليب بين مجلدات ممزقة وصور باهتة توقفت مصدومة أمام غلاف أخضر مألوف. هناك، بين صور كتب مرجعية باهتة من القرن العشرين ومجلدات متهالكة، وُجدت رواية «ذا هوبيت» في حالة ممتازة.
في البداية لم يلفت انتباه رايلي شيء. قالت لصحيفة «نيويورك تايمز» إنها وجدت بعض الأغراض التي يمكن بيعها بأسعار بسيطة حتى عثرت على نسخة رواية «ذا هوبيت»، ووصفت دهشتها بالقول: «لم أصدق عيني (...). إنه اكتشاف نادر بشكل مذهل».
يحتوي الكتاب بغلافه الأخضر الباهت على رسومات بالأبيض والأسود من توقيع المؤلف.
ووفق «نيويورك تايمز» قال جون غارث، مؤلف كتابي «عوالم جيه. آر. آر. تولكين» و«تولكين والحرب العظمى»، إن النسخة من الطبعة الأولى وفي حالةٍ جيدة: «يمكنك عدّها نافذة على الماضي. لكن بصراحة، النافذة الحقيقية على الماضي هي ما كتبه تولكين».
لا تعرف رايلي الكثير عن صاحب الكتاب فقد أشرفت على عملية جرد الكتب بوصفها منفذة للوصية، كما قالت، ولا تعرف أياً من أفراد عائلة الشخص المتوفى. لكنها تعلم أن الكتاب جاء من مكتبة عائلة بريستلي، التي كانت تربطها صلاتٌ بجامعة أكسفورد، حيث كان تولكين أستاذاً.
وتُعدّ هذه النسخة نادرة للغاية: فقد طُبع منها نحو 1.500 نسخة فقط في سبتمبر (أيلول) 1937. ولعلّ طريقة العثور على الكتاب - بعد عقود من اختفائه في مكتبة منزلية - كانت أكثر غرابة. كتب بيتر كولير، خبير في أعمال تولكين وبائع كتب، في رسالة بريد إلكتروني: «إن فكرة بقاء كتاب على الرف دون أن يُلمس لسنوات طويلة ودون أن يُدرك أحد قيمته ليست غريبة فحسب، بل مُذهلة أيضاً».
ظهرت الطبعات الأولى من كتاب «الهوبيت» سابقاً، ويمكن أن تُثبت قيمتها العالية في المزادات حيث بيعت نسخة، أهداها تولكين لطالب، مقابل 137.000 جنيه إسترليني (نحو 182.000 دولار أميركي) في مزاد عام 2015. وبيعت نسخة أخرى مقابل 60.000 جنيه إسترليني (ما يعادل نحو 122.000 دولار أميركي آنذاك). لكن قليلاً منها في حالة جيدة كالتي في بريستول، وفقاً لأوليفر بايليس، صاحب دار بايليس للكتب النادرة في لندن. وقد بيعت «الهوبيت»، التي كانت من بين الحكايات التي نسجها تولكين لعائلته في الأصل، في البداية ككتاب للأطفال. ولذلك، قال بايليس إن معظم نسخ الطبعة الأولى الأخرى «مرّت بكل هذه التجارب - صفحات مفقودة، ورسومات أطفال من وقت تركها على طاولة المطبخ، وربما حتى غسلت في الغسالة مرة أو مرتين». وقال إن هذه النسخة «الجديدة» غير عادية.