لفاروق يوسف : «حديقة القيامة»: رحلة شعرية جديدة

2025-08-15

عن دار خطوط وظلال في عمان صدر كتاب جديد للشاعر فاروق يوسف بعنوان «حديقة القيامة – نزهات في مدن متقاطعة». للوهلة الأولى يبدو الكتاب كما لو أنه ينتمي إلى أدب الرحلة، غير أن قراءة عدد قليل من صفحاته، لا بد أن تُخرجه من ذلك الجنس الأدبي وإن ظل السفر إطاره العام.
الكتاب في حقيقته مزيج من التأملات والنزهات واليوميات والذكريات والحكايات المعالجة بلغة يتدفق الشعر من بين ثناياها. يتألف الكتاب من ثمانية فصول هي «بغداد كيلومتر من العاطفة»، «حمص أو قلب مصطفى الياسين»، «باخ في لايبزغ وعشتار في برلين»، «من رأس بيروت إلى قدميها»، «عُمان الجنة النائمة»، «من أمستردام إلى هارلم»، «امرأتان ومدينتان» و»عودة إلى بغداد».
يقول فاروق يوسف في مقدمة كتابه «هذا الكتاب هو عبارة عن دفتر أسفار شخصي. خرائطه تتوزع بين مدن صغيرة وكبيرة. لم تكن شهرة المدينة ومكانتها وعلو شأنها معياري في الكتابة، بل كان المعيار هو الإلهام الشعري الذي انطوت عليه تجربتي في الإقامة في هذه المدينة أو تلك. كل مدينة كتبت عنها هي أنا. أناي المسافرة التي حُظيت أخيرا بلقائها. لقد أتاح لي السفر فرصة التعرف على نفسي. مدينة أذهب إليها. مدينة أغادرها. مدينة أنا في الطريق إليها. لست استثناء في ذلك. هناك ملايين المسافرين. أنا واحد منهم. أقول «أنا هنا» يقول الآخر «أنا هناك» والمسافة بين مدينتين لا تُرى. قد لا يرى أحدنا الآخر غير أننا نظل مسافرين في فضاء الكتابة.
ما أعظم أن يكون المرء غريبا. تلك نعمة لست في صدد الدفاع عنها. ولكنها كلمة السر الي تعينني على الدخول إلى نفسي والتعرف عليها،
لم تكن المدن التي أقمت فيها استراحات سياحية، ذلك لأني لم أتخل عن نزهتي الروحية. وهي نزهة كنت أمزج من خلالها الحواس بعضها بالبعض الآخر. أتذكر أني شممت رائحة في أحد شوارع دمشق. بعد سنوات رأيت تلك الرائحة في أحد شوارع فيرونا بشمال إيطاليا. سيكون من الصعب تخيل أني تذوقت في أحد مطاعم أثينا طعم موسيقى كنت سمعتها في لايبزغ.
ما الذي كان يحدث لي وأنا مسافر؟ ولكنني كنت دائما مسافرا. في كل البيوت التي أقمت فيها كنتُ مسافرا. سفري في هذا الكتاب ليس بين المدن، بل بين الكلمات. لقد تحولت المدن إلى كلمات. كما أن المدن أهلها. في هذا الكتاب تختبئ المدن في ثياب الناس. كتبت عن الناس في محاولة لفهم خرافة أن يعيش المرء حياته غريبا».
سبق للشاعر فاروق يوسف أن أصدر سبعة كتب شعرية و12 كتابا في التقد الفني، إضافة إلى كتاب موسوعي بعنوان «رسامون من العالم العربي» و15 كتابا في أدب الرحلة واليوميات. فاز بجائزة ابن بطوطة مرتين.

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي