أكثر من مئة منظمة غير حكومية تحذّر من "مجاعة جماعية" في غزة

أ ف ب-الامة برس
2025-07-23

صورة مؤرخة في 22 تموز/يوليو 2025 لفلسطينيين في جباليا في شمال قطاع غزة يتجهون نحو شاحنات محملة بالمساعدات الانسانية (أ ف ب)القدس المحتلة- حذّرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية الأربعاء 24 يوليو 2025، من خطر تفشّي "مجاعة جماعية" في غزة، فيما أعلنت الولايات المتحدة أن المبعوث ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على "ممر" للمساعدات الإنسانية الى القطاع.

من جهته، أكد مدير مجمع الشفاء الطبي د. محمد أبو سلمية لوكالة فرانس برس صباح الأربعاء أنه في الـ24 الأخيرة توفي 21 شخصا جراء "سوء التغذية والمجاعة" التي تتوسع دائرتها في غزة.

وأكد أبو سلمية إن القطاع الصحي يشهد تسجيل "عشرات الحالات المرضية والهُزال من المجوعين الذين يصلون إلى المستشفيات من الفئات كافة".

وأشار إلى أن هذا يحدث في وقت "تعجز فيه طواقمنا الطبية عن التعامل مع الأعداد المتزايدة، والطواقم الطبية أيضا يعانون من قلة الطعام والجوع، والهزال والتعب والإعياء الشديد".

والثلاثاء، أعلن مجمّع الشفاء الطبّي أنّ 21 طفلا توفّوا في غزة خلال الساعات الـ72 الماضية "بسبب سوء التغذية والمجاعة"، مع بلوغ الكارثة الإنسانية التي يعانيها سكان القطاع مستويات غير مسبوقة وتحذير الأمم المتحدة من أن "المجاعة تقرع كل الأبواب".

وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة بسبب الوضع الإنساني المروّع في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر جراء الحرب المتواصلة فيه منذ أكثر من 21 شهرا.

وفي نهاية أيار/مايو، خفّفت إسرائيل جزئيا الحصار الشامل الذي فرضته على القطاع مطلع آذار/مارس وأدّى إلى نقص حادّ في الغذاء والدواء وغيرها من السلع الأساسية.

ومساء الثلاثاء، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الإنكليزية نداف شوشاني على منصة إكس فيديو لمساعدات متكدسة قرب معبر كرم أبو سالم، وأرفقه بتوضيح "950 شاحنة محمّلة بالمساعدات تنتظر حاليا داخل غزة لكي تستلمها المنظمات الدولية وتقوم بتوزيعها على المدنيين".

وأطلقت "مؤسسة غزة الإنسانية" نداء مشابها مساء الثلاثاء في بيان قالت فيه "لا يمكن لأي منظمة بمفردها أن تواجه هذا التحدي. ما زلنا نناشد المجتمع الإنساني العالمي، بما في ذلك الأمم المتحدة، للتدخل والمساعدة في توسيع نطاق عملياتنا لإطعام عدد أكبر من الناس".

وترفض الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العمل مع المؤسسة بسبب مخاوف بشأن حيادها ومصادر تمويلها.

والأربعاء، قالت المنظمات غير الحكومية ومن بينها "أطباء بلا حدود"، و"منظمة العفو الدولية"، و"أوكسفام إنترناشونال" وفروع من منظمتي "أطباء العالم" و"كاريتاس" إنّه "مع انتشار مجاعة جماعية في قطاع غزة، يعاني زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم من الهزال".

ودعت المنظمات في بيانها المشترك إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفتح كلّ المعابر البرية للقطاع، وضمان التدفق الحرّ للمساعدات الإنسانية إليه.

- مقتل أكثر من ألف -

ويأتي هذا البيان غداة اتّهام المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية أيار/مايو، غالبيتهم كانوا قرب مواقع تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل وتمويلها غامض.

من جهتها، تتّهم إسرائيل حركة حماس باستغلال معاناة المدنيّين، لا سيّما عبر نهب المساعدات الإنسانية من أجل إعادة بيعها بأسعار باهظة أو عبر إطلاق النار على منتظري هذه المساعدات.

بدورها، تُحمّل "مؤسسة غزة الإنسانية" حماس المسؤولية عن الوضع الإنساني في القطاع.

وتؤكّد السلطات الإسرائيلية أنها تسمح بشكل منتظم بمرور كميات كبيرة من المساعدات، لكن المنظمات غير الحكومية تندد بوجود العديد من القيود.

وقالت المنظمات الإنسانية في بيانها إنّه "خارج قطاع غزة مباشرة، في المستودعات - وحتى داخله - لا تزال أطنان من الغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود غير مستخدمة، في ظلّ عدم السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إليها أو تسليمها".

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء أن الأهوال التي يشهدها قطاع غزة بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، خصوصا على صعيد أعداد القتلى والدمار الواسع النطاق، "لا مثيل لها في التاريخ الحديث".

- "قفز الجنين من بطن أمه"-

ميدانيا، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل الأربعاء أن حصيلة القتلى بلغت 12 أشخاص الأربعاء.

وأفاد بصل بـ"نقل 9 شهداء بينهم عدد من الأطفال، بينهم جنين، وعدد من الإصابات إلى مستشفى الشفاء بغزة جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت شقة سكنية لعائلة الشاعر في مبنى يؤوي عشرات النازحين".

وتابع أن الجهاز قام بنقل "شهيد ومصابين اثنين إلى مستشفى المعمداني بغزة جراء استهداف إسرائيلي في محيط مسجد الإيبكي في حي الدرج وسط مدينة غزة".

وأضاف أنه في بلدة بني سهيلة شرق خان يونس، استهدفت طائرة مسيرة مجموعة من المواطنين أسفر عنها "نقل شهيدين على الاقل وخمسة مصابين".

وقال الناطق باسم حركة فتح في غزة منذر الحايك لفرانس برس "بات أطفال غزة ضحايا المجازر الإسرائيلية ووقودا للحرب... الاحتلال ارتكب مجزرة فجر اليوم في حي تل الهوا بمدينة غزة، حيث قفز الجنين من بطن أمه من شدة القصف".

- لا تقدم في المفاوضات -

وبعد أكثر من 21 شهرا من الحرب، تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات قصف يومية على القطاع الذي تسيطر عليه حماس منذ العام 2007.

ولم تحقق المفاوضات غير المباشرة الأخيرة بين إسرائيل وحماس بشأن التوصل إلى هدنة أي تقدم.

وفي هذا الإطار، أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أن ويتكوف سيتوجّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على "ممر" للمساعدات الإنسانية الى قطاع غزة.

وقال مسؤول أميركي مشترطا عدم كشف هويته إن ويتكوف سيسافر هذا الأسبوع إلى وجهة أوروبية لإجراء محادثات حول غزة.

وقالت الناطقة باسم الخارجية تامي بروس للصحافيين إن ويتكوف سيتوجّه إلى المنطقة "وأمله كبير بأن نطرح وقفا جديدا لإطلاق النار وممرا إنسانيا لدخول المساعدات، وهو أمر، في الواقع، وافق عليه الطرفان".

وتقول إسرائيل إنها تريد إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة وطرد حماس من القطاع والسيطرة عليه في حين تطالب الحركة بالانسحاب الاسرائيلي من غزة وإدخال كميات كبيرة من المساعدات كبيرة وإنهاء الحرب.

وأسفر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

ومن بين 251 رهينة خطفوا أثناء الهجوم، لا يزال 49 محتجزين، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا مصرعهم.

وردّت إسرائيل بشنّ حرب مدمّرة قُتل فيها 59106 فلسطينيين في قطاع غزة، غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقا بها.

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي