مكملات البروتين.. (قاتل صامت) في نظامك الغذائي؟

أطلق الدكتور جيمس كينروس، جرّاح القولون والمستقيم في كلية لندن الإمبراطورية، تحذيرًا طبيًا من العيار الثقيل بشأن الشعبية المتزايدة لمكملات البروتين، مؤكدًا أنها تُعد "خبرًا سيئًا جدًا للأمعاء"، وقد تُفاقم خطر الإصابة بسرطان القولون، أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا وانتشارًا لدى فئة الشباب.

وأوضح كينروس أن عملية التمثيل الغذائي للبروتينات تولّد مواد سامة تُثير الالتهاب في الجهاز الهضمي، وتُدمّر التوازن الدقيق لبكتيريا الأمعاء المعروفة بـ"الميكروبيوم"، ما يؤدي إلى سلسلة من التغيرات التي قد تنتهي بتحوّل الخلايا إلى سرطانية، بحسب الرجل.

وأشار إلى أن مساحيق البروتين، رغم رواجها في الأوساط الرياضية، تغيّر بشكل عميق التركيب البكتيري في الأمعاء، وتُطلق مركبات ضارة تهاجم الحمض النووي للخلايا، ما يُمهّد للإصابة بالسرطان.

لا تتوقف التحذيرات عند مكملات البروتين فقط، بل تمتد إلى قائمة الأغذية المعالجة صناعيًا، مثل اللحوم المصنعة (النقانق، اللحم المقدد)، والحلويات، والوجبات الجاهزة، والمشروبات التي تحتوي على مستحلبات غذائية مثل "كاراجينان"، وهو مكون يُستخدم بكثرة في مشروبات البروتين الجاهزة، وقد أظهرت الدراسات أنه يتحلل داخل المعدة إلى مادة سامة تُسبب قرحًا معوية والتهابًا مزمنًا.

وفي هذا السياق، كشفت مراجعة علمية نُشرت عام 2024 في مجلة Nutrients، أن هذا المستحلب يؤثر سلبًا على تنوع بكتيريا الأمعاء، ويُضاعف احتمالية الإصابة بالسرطان.

وفي سياق متصل، كشفت دراسة عُرضت في مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية (ASCO) أن الالتزام بنظام غذائي مضاد للالتهاب ساهم في خفض خطر انتشار سرطان القولون بنسبة 38% لدى المرضى المصابين.

بروتين الشوكولاتة؟ الموت الصامت

من المفارقات المثيرة، أن دراسة حديثة من مؤسسة أوزوالدو كروز البرازيلية قارنت بين مشروب البروتين الجاهز (مثل Muscle Milk) وبيضة شوكولاتة "كيندر جوي"، فوجدت أن كليهما يحتوي على نحو 160 سعرة حرارية ويُصنف ضمن فئة "الأطعمة المعالجة للغاية"، مع نتائج صحية كارثية على المدى الطويل.

وأكد الباحث الرئيسي الدكتور إدواردو نيلسون أن استهلاك هذه المنتجات بكثرة يرتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة، مشيرًا إلى أن نسبة الأطعمة الفائقة المعالجة في النظام الغذائي الأمريكي تُشكّل أكثر من 50% من مجموع السعرات اليومية، وتُسهم بما يُقدّر بنحو 124,000 حالة وفاة مبكرة سنويًا في الولايات المتحدة وحدها.

وشدد الدكتور كينروس على أهمية العودة إلى مصادر البروتين الطبيعية، مثل البقوليات والأسماك والدجاج، مشيرًا إلى أن تناول اللحوم الحمراء يجب أن يقتصر على مرة واحدة أسبوعيًا وبجودة عالية، محذرًا من الإفراط في تناولها مع كل وجبة.