
واشنطن- أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة 23 مايو 2025، عملية تبادل "كبيرة" للأسرى بين أوكرانيا وروسيا، مهنئا البلدين وطارحا إمكان أن تفضي هذه الصفقة إلى "أمر مهم"، في إشارة محتملة إلى مفاوضات بين الطرفين المتحاربين.
وكتب ترامب على منصته تروث سوشال "اتفاق للتو على عملية تبادل أسرى كبيرة بين روسيا وأوكرانيا"، مؤكدا أنه "سيدخل حيّز التنفيذ قريبا".
وأضاف "تهانينا للطرفين على هذه المفاوضات. هل يُفضي هذا إلى أمرٍ مهم؟"، من دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
ولم تؤكد موسكو أو كييف هذه المعلومات.
وقال مسؤول كبير مطلع على الملف لوكالة فرانس برس إن "التبادل نفسه لم يحدث بعد" وأن "العملية قيد الإنجاز".
ويُعتبر هذا النوع من التبادل حساسا جدا بين دولتين في حالة حرب، وعادة ما يبقى سريا حتى اكتماله، وقد يستغرق الأمر ساعات.
واتفق الروس والأوكرانيون في 16 أيار/مايو على تبادل ألف أسير من كل جانب خلال محادثات في إسطنبول هي الأولى المباشرة بينهما منذ العام 2022، ولكن من دون التوصل إلى هدنة.
ويحتجز البلدان آلاف أسرى الحرب جراء القتال المتواصل منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن عددهم المحدد غير معروف.
وقال مفوض أوكرانيا لشؤون المفقودين أرتور دوبروسردوف في نيسان/أبريل الماضي "لدينا تأكيد بوجود نحو 10 آلاف أسير لدى روسيا".
وأكد مسؤول أوكراني رفيع لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه أن روسيا تقدم معلومات قليلة جدا عن مصير الأسرى الأوكرانيين وأن كل عملية تبادل تحمل مفاجآت.
وأضاف "في كل تبادل تقريبا، يكون هناك أشخاص لا يعرف أحد عنهم شيئا. أحيانا يعيدون إلينا أشخاصا مدرجين ضمن قائمة المفقودين أو اعتبروا متوفين".
وتشكل قضية أسرى الحرب أحد الملفات القليلة التي تمكنت كييف وموسكو من التوصل الى اتفاقات بشأنها منذ بدء الغزو، مما ادى إلى عمليات محدودة لتبادل الأسرى.
وتنتظر آلاف الأسر في البلدين أخبارا عن أحباء مفقودين.
- مفاوضات أوكرانية روسية جديدة؟ -
تتبادل كييف وموسكو اتهامات بانتهاك اتفاقية جنيف التي تحدد قواعد معاملة أسرى الحرب.
وتجري روسيا محاكمات لأسرى الحرب الأوكرانيين، ما يشكل انتهاكا للقانون الدولي.
ويتم الإبلاغ عن حالات تعذيب بشكل منتظم، وقضى العديد من الأسرى العسكريين والمدنيين أثناء الاحتجاز.
ونددت منظمة العفو الدولية في تقرير نشرته في آذار/مارس بـ"التعذيب المنهجي والحرمان من الرعاية الطبية" للأسرى الأوكرانيين في روسيا.
وأكد عدد من أسرى الحرب الأوكرانيين السابقين لوكالة فرانس تعرضهم للتعذيب أثناء فترة الاحتجاز.
وأعادت روسيا مؤخرا جثمان الصحافية الأوكرانية فيكتوريا روشتشينا التي توفيت أثناء الاحتجاز.
وأكد تحقيق صحافي أنها تعرضت للتعذيب لافتا إلى ان بعض أعضاء جسدها مفقود.
وأكد ترامب خلال حملته الانتخابية أنه سيضع حدا سريعا للغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في العام 2022. ويحاول منذ أسابيع التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين البلدين.
وتسري تكهنات حول إمكان عقد اجتماع ثانٍ بين روسيا وأوكرانيا اثر محادثات اسطنبول.
وشددت موسكو على أن المحادثات مع كييف لا يمكن أن تستأنف إلا بعد تبادل الأسرى المتفق عليه بواقع ألف أسير روسي مقابل ألف أسير أوكراني.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف "تدرس كل الاحتمالات" بشأن مكان عقد اجتماع ثنائي جديد مع الروس، ولا سيما "تركيا والفاتيكان وسويسرا".
وأثار البابا لاوون الرابع عشر والولايات المتحدة وإيطاليا احتمال إجراء المفاوضات المقبلة في الفاتيكان.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبدى الجمعة شكوكا في أن يكون الفاتيكان مكانا محتملا لاستضافة محادثات السلام مع أوكرانيا.
وقال لافروف "سيكون من غير اللائق كثيرا بالنسبة إلى دول أرثوذكسية أن تناقش على أرض كاثوليكية مسائل تتعلق بإزالة الأسباب الجذرية" للنزاع في أوكرانيا.