ترامب يلمح إلى اتفاق نووي قريب مع إيران خلال جولته الخليجية  

أ ف ب-الامة برس
2025-05-15

 

الرئيس الإماراتي الرئيس محمد بن زايد آل نهيان يستقبل نظيره الأميركي دونالد ترامب في أبوظبي في 15 أيار/مايو (أ ف ب)واشنطن - ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس 15 مايو 2025، إلى أن اتفاقا بشأن البرنامج النووي الإيراني قد يكون وشيكا، وذلك في تصريحات أدلى بها في قطر، قبيل وصوله إلى أبوظبي المحطة الأخيرة من جولته الخليجية التي قال إنها حصدت صفقات بتريليونات الدولارات.

ورافقت مقاتلات إف-16 أميركية الصنع هبوط الطائرة الرئاسية في أبوظبي، بينما كان في استقبال ترامب نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وبعد زيارته السعودية وقطر هذا الأسبوع، يأمل ترامب في إبرام مزيد من الصفقات في الإمارات الغنية بالنفط والساعية إلى الريادة في التكنولوجيا وخصوصا مجال للذكاء الاصطناعي.

وتحدّث ترامب الخميس في قطر عن التوصل لاتفاق مع طهران قائلا "أعتقد أننا نقترب ربما من إبرام اتفاق (مع إيران) دون الحاجة للقيام بذلك (في إشارة إلى العمل العسكري).

وأضاف أن على طهران أن "تشكر جزيل الشكر" أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي ضغط على الرئيس الأميركي لتفادي أي عمل عسكري ضد جارته.

وبدأت واشنطن وطهران في نيسان/أبريل مباحثات تهدف للتوصل الى اتفاق جديد بشأن برنامج إيران النووي، بعدما لوّح ترامب باحتمال اللجوء الى الخيار العسكري في حال فشل التفاوض.

وخلال كلمته في الدوحة التي أدت دور وساطة رئيسيا في محادثات الهدنة في غزة، قال ترامب إنه يريد أن "تأخذ" الولايات المتحدة القطاع وتحوّله إلى "منطقة حرية"، في ظل استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس.

ولم يخض الرئيس الأميركي في تفاصيل بهذا الشأن، علما بأنه سبق له ان طرح استحواذ بلاده على القطاع وتحويله "ريفييرا الشرق الأوسط" ونقل سكانه الى دول أخرى، ما لقي إدانات دولية.

كما أشار ترامب إلى أن بلاده قد تستأنف العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، في حال شنوا هجوما جديدا عقب الاتفاق المبرم بينهما برعاية عُمانية في أيار/مايو.

وزار ترامب الخميس أيضا قاعدة العديد الجوية، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وأعلن عن استثمار قطري فيها بقيمة 10 مليارات دولار.

وكان في انتظاره حشد من الجنود الأميركيين على المدرجات وخلفهم لافتة كبيرة كُتب عليها "السلام من خلال القوة".

وخلال مخاطبته لهم، أكّد ترامب أن أولويته "إنهاء النزاعات لا إشعالها"، مضيفا "لن أتردد أبدا في استخدام القوة الأميركية إذا لزم الأمر للدفاع عن الولايات المتحدة أو شركائنا".

واستغل ترامب الفرصة خلال كلمته للتلميح مجددا الى امكان سعيه لولاية ثالثة.

وبعد محطته الأولى في السعودية وبعدها قطر، من المرتقب أن يتوجه ترامب في وقت لاحق الخميس إلى أبوظبي.

وأكّد ترامب خلال حديثه الخميس، تزامنا مع وصول وفد روسي إلى إسطنبول للمشاركة في أول محادثات سلام مباشرة مع أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، أن احتمال توجهه إلى تركيا الجمعة قائم إذا ما أحرزت المحادثات تقدما.

- سخاء الخليج -

وصف الرئيس الأميركي جولته في الخليج الغني بالنفط بـ"القياسية".

وقال خلال اجتماع مع رجال أعمال في الدوحة الخميس "لم يسبق أن جمعت جولة ما بين 3,5 و4 تريليونات دولار خلال هذه الأيام الأربعة أو الخمسة فقط".

وتخللت المحطة السعودية من الجولة وعودا من الرياض باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار، من ضمنها صفقة أسلحة قال عنها البيت الأبيض إنها "الأكبر في التاريخ".

ولم يتردد ترامب الذي اختار السعودية أيضا محطته الخارجية الأولى خلال ولايته الأولى، في السعي للحصول على أموال الخليج، وأشاد بتأثيرها على خلق فرص العمل في الداخل الأميركي.

لكن سخاء قادة الخليج أثار جدلا قبيل زيارة ترامب إلى قطر التي عرضت عليه طائرة فاخرة للاستخدام الرئاسي، في ما اعتبره منافسوه الديموقراطيون فسادا صارخا.

وأشاد الرئيس الأميركي من الدوحة بما وصفه "صفقة قياسية" بقيمة 200 مليار دولار لشراء طائرات بوينغ.

وينهي ترامب جولته من الإمارات التي تسعى إلى الريادة في مجال التكنولوجيا، لا سيما الذكاء الاصطناعي، لتنويع مداخيل اقتصادها المعتمد على النفط.

لكن تتوقف هذه الطموحات على الوصول إلى التقنيات الأمريكية المتقدمة بما في ذلك رقائق الذكاء الاصطناعي الخاضعة لقيود التصدير، والتي أفادت تقارير أن شقيق الرئيس الإماراتي مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد ضغط من أجلها خلال زيارته لواشنطن في مارس/آذار.

- صمت حيال حقوق الإنسان -

وفي خطابه في الرياض، لم يكتف ترامب بمهاجمة الديموقراطيين، بل أيضا الجناح التقليدي لحزبه الجمهوري الذي دافع عن التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان والعراق.

وأشاد بأفق العاصمة السعودية الصحراوية، قائلا "لم يصنع ما يُسمى بـ+بناة الأمم+ أو +المحافظين الجدد+ أو +المنظمات الليبرالية غير الربحية+ روائع الرياض وأبوظبي، مثل أولئك الذين أنفقوا تريليونات الدولارات دون أن يطوروا كابول وبغداد".

وأضاف "شعوب المنطقة نفسها هي التي ساهمت في ولادة شرق أوسط حديث".

وتجنب الرئيس الأميركي التلميح لانتقاد الأنظمة الملكية بشأن حقوق الإنسان.

وكان سلفه الديموقراطي جو بايدن تعهّد في حملته الانتخابية بجعل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "منبوذا"، عقب تقارير أفادت بأنه أمر بقتل الصحافي والكاتب السعودي المعارض جمال خاشقجي في العام 2018، والذي كان يعيش في الولايات المتحدة.

وبدلا من ذلك، أشاد ترامب ببن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، باعتباره صاحب رؤية نظرا للاستثمارات الاقتصادية السريعة في المملكة.

كما لبّى ترامب طلبا رئيسيا لبن سلمان بإعلانه رفع العقوبات عن سوريا، وذلك بعد أشهر من إطاحة فصائل معارضة بالرئيس بشار الأد من الحكم.

وفرضت الولايات المتحدة قيودا شاملة على المعاملات المالية مع دمشق خلال النزاع الدامي الذي اندلع في 2011. ولم يتطرق ترامب إلى ما اذا كانت بلاده سترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو إجراء اتخذ في 1979 بسبب دعم دمشق للمسلحين الفلسطينيين، ويُعيق الاستثمار بشدة.

والتقى ترامب في الرياض بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام التي قادت هجوم الإطاحة بالأسد. وقال الرئيس الأميركي عن الشرع المدرج في قائمة بلاده للمطلوبين، إنه "شاب جذّاب. رجل قوي. ماض قوي. ماض قوي جدا. مقاتل".

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي