
إسلام أباد - قُتل ثلاثة أشخاص يشتبه بأنهم مقاتلون متمردون الثلاثاء 13 مايو 2025، في الجزء الهندي من كشمير في اشتباك بالأسلحة النارية مع جنود، في أول حادث من نوعه منذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل 26 شخصا في المنطقة وأدى لاندلاع أخطر مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان منذ عقود.
وأسفرت هجمات بمسيّرات وضربات صاروخية وقصف مدفعي متبادل بين القوتين النوويتين اللتين تتنافسان منذ تقسيمهما في عام 1947، عن مقتل أكثر من 70 شخصا، بينهم نحو 15 جنديا، قبل الاتفاق على وقف لإطلاق النار مساء السبت.
ومذاك، ظلت الهدنة صامدة على الرغم من توعّد الجانبين بـ"الرد" على أي اعتداءات جديدة.
أعلن الجيش الهندي الثلاثاء أن ثلاثة متمردين قُتلوا في اشتباك مسلح مع جنود من فرقة مكافحة التمرد التي تلقت معلومات تفيد بوجودهم في غابة كيلر في شرق ولاية جامو وكشمير.
- رد "حازم" -
مساء الاثنين، وفي أول خطاب له إلى مواطنيه منذ بدء الأعمال العدائية، وعد رئيس الوزراء الهندوسي القومي المتطرف ناريندرا مودي برد "حازم" في حال "استهدف هجوم إرهابي آخر الهند".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في 22 نيسان/ابريل والذي نسبته الهند إلى اسلام آباد المتهمة بدعم المقاتلين الكشميريين الذين ينشدون الاستقلال أو الالتحاق بباكستان.
ونفت باكستان أي علاقة لها بالهجوم الذي خرج خلاله مسلحون من الغابة وقتلوا 26 رجلا، معظمهم من الهندوس، في موقع سياحي.
وصباح الثلاثاء، قال الجيش الباكستاني "فليكن الأمر واضحا، أي محاولة أخرى لتحدي سيادة باكستان أو سلامة أراضيها ستقابَل برد سريع وشامل وحاسم".
- "الخسائر جزء من المعركة" -
وأعلن الجيش الباكستاني عن خسائره العسكرية لأول مرة منذ بدء الأعمال العدائية قبل أسبوع، وقال إن "11 جنديا قتلوا وأصيب 78 آخرون" في الجيش والقوات الجوية.
ولفت إلى أنه سجل "مقتل 40 مدنيا، بينهم سبع نساء و15 طفلا، وإصابة 121 آخرين، بينهم 10 نساء و27 طفلا" في الضربات الهندية على مدن عدة في الجزء الباكستاني من كشمير وفي ولايات باكستانية عدة.
من جانبها، سجلت نيودلهي مقتل 15 مدنيا وخمسة جنود.
ومساء الأحد، أصدر كبار الضباط من الجانبين مواقف علنية أكدوا فيها إنجاز المهمة التي أُسندت إليهم، ونشروا صورا ومقاطع فيديو لدعم كلامهم.
وأقر الجنرال إيه كي بارثي من القوات الجوية الهندية في تصريحات للصحافيين بأن "الخسائر جزء من المعركة"، "لكن السؤال الوحيد هو: هل حققنا هدفنا؟ والإجابة على هذا السؤال هي: نعم بكل تأكيد".
ورفض التعليق على مزاعم باكستان بأنها أسقطت خمس مقاتلات هندية، بينها ثلاث طائرات "رافال" فرنسية الصنع. وأكد ببساطة أن "جميع طيارينا عادوا".
- ترامب والطاقة النووية -
ومثلما تبادل الطرفان الردود في ساحة المعركة، فإنهما يخوضان حربا إعلامية.
ومساء الاثنين، تفقد قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير الذي يعتبره الخبراء الرجل القوي في البلاد، الجنود الجرحى في المستشفى.
وأعرب رئيس الوزراء الهندي مودي صباح الثلاثاء عن "امتنان لامتناه" للقوات التي زارها في قاعدة جوية.
في حين لا تزال الخطابات العدائية تهيمن على الأجواء بين البلدين، لم يتم الإبلاغ عن أي حادث كبير على أرض الواقع على طول "خط السيطرة" الذي يفصل كشمير التي تتنازع عليها الجارتان.
في تشاكوتي، وهي قرية باكستانية تقع على طول خط السيطرة، عاد الأطفال إلى المدارس بعد إغلاقها لأيام بسبب تبادل مكثف لإطلاق النار بين القوات الهندية والباكستانية، وأحيانا على بعد عشرات الأمتار فقط منها في كشمير.
وأكد ترامب الاثنين أنه نجح في منع وقوع "حرب نووية".
وقد انطلقت الجولة التصعيدية الأخيرة قبل فجر الأربعاء عندما دمرت الصواريخ الهندية مساجد ومدارس قرآنية على الأراضي الباكستانية تصفها نيودلهي بأنها "معسكرات إرهابية". وأسفرت هذه الغارات عن مقتل نحو عشرين مدنيا.
وردت باكستان على الفور، ما أعاد الجارتين إلى أسوأ ساعات صراعهما المفتوح الأخير في عام 1999.