واشنطن بوست: الأمريكيون مَنَحوا ترامب فرصة ثانية فبدّدها في الهواء

2025-05-01

الرئيس الامريكي دونالد ترامب (ا ف ب)نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالًا للمعلق فيليب بامب قال فيه إن الأمريكيين منحوا دونالد ترامب فرصة ثانية، لكنه بدّدها.

وللحظة بعد انتخابه كانت شعبية الرئيس في ارتفاع، وكان هذا كل شيء.

وقال الكاتب إن هناك لحظات قليلة يبدو فيها تجاهل الرئيس ترامب للواقع واضحًا جدًا، وأكثر من عرضه لنتائج استطلاعات الرأي.

ولكي يُعتبر استطلاع رأي ما صالحًا بالنسبة لترامب، فيجب أن يستوفي معيارًا واحدًا فقط: يجب أن تكون النتائج مقبولة له. فإذا لم تجعله استطلاعات الرأي يبدو جيدًا، أو لا قدّر الله، جعلته يبدو سيئًا! فعندها يُصر أمام أنصاره على أن الاستطلاع غير نزيه، وأن الجهة التي نظمت الاستطلاع غير نزيهة، وربما الأرقام في حد ذاتها مشكوك فيها.

وكما هو متعارف عليه في الدورة السياسية الأمريكية، فمرور 100 يوم على تولي الرئيس المنصب يولّد سلسلة من الاستطلاعات الجديدة التي تقيم وجهات النظر حول أداء الرئيس.

وكما هو الحال مع ترامب عادة، فقد أعلن، وبصوت عالٍ، أن هذه الاستطلاعات، ربما عن عمد، تفشل في التقاط شعبيته المذهلة.

وكتب على منصته “تروث سوشيال”: “فشل استطلاع نيويورك تايمز وإي بي سي/واشنطن بوست حول شخص اسمه دونالد ترامب، هذه استطلاعات مزيفة من منظمات إخبارية مزيفة”. و”يجب التحقيق مع هؤلاء الناس بتهمة التزوير الانتخابي”، وقال إن المنظمين للاستطلاعات هم “مجرمون سلبيون يحاولون الاعتذار للمشتركين معهم وقرّائهم بعد فوزي الكبير في الانتخابات، وأكبر مما أظهرته استطلاعاتهم بأنني سأفوز، وخسرت مصداقية، ثم تمضي في الغش والكذب للدورة المقبلة، بل وأسوأ”.

ومن الواضح أن هذا كلام لا معنى له، كما أصبح واضحًا في اقتراحه بأن إجراء استطلاع رأي في نيسان/أبريل 2025 يتعارض بطريقة ما مع انتخابات غير موجودة، حيث كان الشخص المسمى دونالد ترامب مرشحًا فيها.

ويعلق بامب بأن ترامب أصبح متمكنًا أكثر من أي وقت مضى في فقاعته من النفاق، وهو يعبّر عن إحباطه إزاء حقيقة أن هذه الفقاعة لها حدود خارجية. وما تظهره سلسلة استطلاعات الرأي الأخيرة أن “شهر العسل” الذي قضاه ترامب بعد الانتخابات قد ذهب وجف وتحطم وجرفته الريح. واختفى بالضرورة السرد المركزي لانتخابات 2024: وهو أن انتصاره كان إنجازًا سياسيًا وثقافيًا هائلًا وغير مسبوق، وليس فوزًا ضيقًا يعتمد بشكل كبير على المخاوف بشأن التضخم.

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” وشركاؤها “إي بي سي نيوز” و”إيبسوس” نتائج استطلاع يوم الأحد، وجد أن نسبة 39% من الأمريكيين يوافقون على رئاسة ترامب. ولكن الاستطلاع يُظهر أن الأمريكيين يرفضون مبادراته ويشعرون بالقلق من المقترحات الأخرى ذات التأثير الواسع.

ولكن علينا التركيز في الوقت الحالي على نسبة تأييده، وكيف تغيّرت منذ استطلاع الصحيفة الأخير في شباط/فبراير. فالتحولات الجديدة في مواقف الرأي العام تتسم بالتجانس على نطاق واسع عبر مختلف الأعمار والجنسين والحزب والعرق: حيث بات يُنظر إلى رئاسة ترامب الآن بشكل أكثر سلبية مما كانت عليه آنذاك.

وبالتأكيد، فهذا ليس أمرًا غير شائع، ومن المعتاد أن يحظى الرؤساء الجدد بشهر عسل إيجابي من الناخبين. إلا أن هناك عدة اختلافات هنا، على الرغم من ذلك.

الفارق الأول هو أن نسبة تأييد ترامب المرتفعة في وقت سابق من هذا العام كانت منخفضة بشكل لافت للنظر وفقًا للمعايير التاريخية. وخلال الأشهر القليلة الأولى من ولايته الثانية، كان ترامب هو الرئيس الوحيد الذي نُظر إليه بشكل أكثر سلبية، في نفس المستوى لما نُظر إلى الشخص الذي يُدعى دونالد جيه ترامب في عام 2017، وقد انخفضت شعبية ترامب منذ توليه الحكم إلى ما كانت عليه مستوياته في عام 2017.

الفرق الثاني هو أن شعبية ترامب تراجعت بشكل حاد، وهو ما يقودنا إلى الأمر الثالث، وهو أن ترامب، على النقيض من الرؤساء السابقين غير الشعبيين نسبيًا، يزعم أو يطالب بتفويض كاسح متجذر في شعبية هائلة.

ولكن حتى في ما يتصل بالقضية التي طرحها بنشاط ودافع عنها ومنحه الأمريكيون عليها أعلى الدرجات في وقت سابق من هذا العام، أي الهجرة، فقد تحوّلت أرقام تأييده من إيجابية إلى سلبية عبر المجموعات الديموغرافية.

وكان انتخاب ترامب في عام 2024 يعتمد على مفهوم أنه قادر على بناء اقتصاد قوي، خلافًا لبايدن وكامالا هاريس. لكن مواقف الرأي العام من طريقة تعامله مع الاقتصاد تراجعت كثيرًا وبشكل متساوق بين الفئات الديموغرافية، وأكثر من طريقة معالجته للهجرة.

وفي استبيان أجرته شركة يوغوف لاستطلاع رأي الأمريكيين حول أداء الرئيس في عمله، وُجد نمط مشابه، أي مع مرور الوقت، انخفض معدل التأييد له. ومنذ نهاية شهر كانون الثاني/يناير، انخفضت نسبة تأييده بين جميع البالغين بنحو 13 نقطة.

ومن المثير للاهتمام مقارنة هذا المعيار بكيفية نظر الأمريكيين إلى ترامب شخصيًا. ولفهم هذا، يمكننا أن ننظر إلى استطلاعات الرأي حول مدى تأييد ترامب، ونسبة المشاركين في الاستطلاع الذين ينظرون إلى ترامب بشكل إيجابي، خلافًا لكونه رئيسًا. وما نراه هو أن شعبية ترامب ارتفعت بعد الانتخابات، كما هو شائع، ثم أخذت بالتلاشي منذ ذلك الحين.

وأجرت شبكة “سي إن إن” وشريكتها “أس أس أر أس” استطلاعات للرأي حول مدى شعبية ترامب والدعم له على مدى عدة أشهر. وإذا قارنا شعبيته في تشرين الأول/أكتوبر وتأييده في شباط/فبراير باليوم، فسوف نرى أن هناك تحولًا أكبر بكثير في التأييد عبر المجموعات الديموغرافية مقارنة بالتحول في التأييد.

وبالمحصلة، فالقصة التي تحكيها هذه الرسوم البيانية واضحة. لقد كان ترامب دائمًا موضع شك من قبل الأمريكيين، لكنه جاء إلى منصبه، حسبما يعتقد، بأرقام قوية ومقاييس أقوى. ومع تقدم رئاسته، عادت تلك الشكوك حول ترامب شخصيًا، وتبخّرت الثقة، وفترة ولايته الثانية في المنصب سوف تعكس فترة ولايته الأولى، التي يبدو أن الناخبين في عام 2024 يتذكرونها. لكن ترامب يرى أن كل استطلاع كلام زائف، مع أن الأرقام هي أرقام، مهما كنت تريد أو تتمنى.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي