
واشنطن - يصوت أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي السبت 5ابريل2025،على توفير تريليونات الدولارات لاقتطاعات ضريبية واسعة وعد بها الرئيس دونالد ترامب رغم خلافات داخلية حادة بين الأغلبية الجمهورية حول المبالغ اللازمة لتمويلها.
ويأتي هذا الخلاف على وقع انهيار بورصة وول ستريت العالمية في ظل معاناة دول العالم من حرب ترامب التجارية. ويقول الديموقراطيون إن الوقت ليس مناسبا لآن لمناقشة اقتطاعات كبيرة في الإنفاق الحكومي.
لكن القيادة الجمهورية في مجلس الشيوخ تشعر بالقلق إزاء "نيران صديقة" من أعضائها الغاضبين، بينما تستعد للتصويت الحاسم على "قانون الميزانية" المدعوم من ترامب، والذي يُطلق مفاوضات حول كيفية تحويل أجندة الرئيس الداخلية إلى قانون.
ويشهد مجلسا الشيوخ والنواب خلافات بين الجمهوريين حول مدى شدة الاجراءات التي ينبغي اتخاذها، وسط خشية المشرعين من الغضب الشعبي إزاء تقليص غير مسبوق للبيروقراطية الفدرالية بقيادة مستشار ترامب، الملياردير إيلون ماسك.
ويحتاج كلا المجلسين إلى اعتماد نسخ متطابقة من مسودة الميزانية، وهي مهمة عجزا عنها خلال أشهر من المحادثات الشاقة، قبل أن يتمكنا من صوغ مشروع قانون ترامب الضخم لتمديد تخفيضات الضرائب التي نفذها في ولايته الأولى، وتعزيز أمن الحدود وإنتاج الطاقة.
وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ جون ثون إن "هذا القرار يمثل الخطوة الأولى نحو قانون نهائي يجعل الإعفاء الضريبي المطبق في 2017 دائما، ويُحقق استثمارا تحويليا في أمننا الحدودي والوطني وأمن الطاقة، كل ذلك مصحوبا بتوفير مالي كبير".
وشارك أعضاء مجلس الشيوخ في جلسة استمرت طوال الليل للتصويت على عشرات التعديلات المقترحة على الخطة، بعضها يهدف إلى إجبار الجمهوريين على الاعتراف رسميا برسوم ترامب الجمركية على الواردات من دول حول العالم.
- "تصويت جماعي" -
وكان أعضاء مجلس الشيوخ يأملون في الانتقال إلى التصويت على الموافقة النهائية في وقت لاحق السبت، رغم أن الجدول الزمني يعتمد على مدى سرعة الكونغرس في إتمام ماراثونه المعروف باسم "التصويت الجماعي" على التعديلات.
وإذا صادق مجلس الشيوخ على القانون فسيظل بحاجة إلى موافقة مجلس النواب، مع سعي قادة الجمهوريين جاهدين لإيصاله إلى مكتب ترامب قبل أن يبدأ الكونغرس عطلة عيد الفصح التي تستمر أسبوعين يوم الجمعة المقبل.
وانتقد الديموقراطيون الصيغة معتبرين أنها ستؤدي إلى تخفيضات كبيرة أخرى في الخدمات الأساسية.
وسيرفع المقترح سقف اقتراض البلاد بمقدار 5 تريليونات دولار لتجنب التخلف عن سداد الديون هذا الصيف، ما يلغي الحاجة إلى زيادة أخرى حتى بعد انتخابات التجديد النصفي في 2026.
ويقول خبراء إن التخفيضات الضريبية، التي ستوسع بشكل كبير نطاق الإعفاء المتفق عليه في 2017، قد تضيف أكثر من 5 تريليونات دولار إلى الدين الوطني على مدى العقد المقبل.
واعتبر معهد كاتو للأبحاث القانون بمثابة "كارثة مالية ... تُفاقم مسار ديون أمتنا".
وعبر ترامب، الذي دأب على الترويج للمشروع على وسائل التواصل الاجتماعي، عن "دعمه الكامل والشامل" للنص في فعالية في البيت الأبيض الأربعاء.
لكن مواقف الجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب متباعدة جدا بشأن اقتطاعات الإنفاق، مع سعي الكونغرس إلى توفير مبالغ متواضعة قدرها 4 مليارات دولار، بينما تطالب قيادة مجلس النواب بخفض قدره 1,5 تريليون دولار.
وعندما سُئل عضو الكونغرس الجمهوري رالف نورمان عن ولاية كارولاينا الجنوبية عن دعمه لقرار مجلس الشيوخ، قال للصحافيين "بالنسبة الي، القرار سيولد ميتا".