
القدس - تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن تسمية قائد البحرية السابق نائب الأدميرال إيلي شارفيت رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) بعد انتقادات وجهها خصوصا السناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام حليف دونالد ترامب.
وأعلن نتانياهو تسمية شارفيت الاثنين، متجاوزا قرار المحكمة العليا بتجميد قرار الحكومة الإسرائيلية إقالة المدير الحالي للجهاز رونين بار.
وكُشف لاحقا أن قائد البحرية السابق انتقاد في العلن سياسات حكومة نتانياهو ودونالد ترامب.
وقال مكتب نتانياهو في بيان "شكر رئيس الوزراء نائب الأدميرال شارفيت على استعداده للاستدعاء للخدمة لكنه أبلغه بأنه قرر النظر في أسماء أخرى".
وأثار قرار نتانياهو إقالة رونين بار إدانة من جانب المعارضة.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد إن "رئيس الشاباك ليس مجرد تعيين آخر. هذه ليست وظيفة تُعلنها ثم تندم عليها بعد 24 ساعة بسبب بضع صيحات اعتراضية".
وأضاف على مواقع التواصل الاجتماعي "هذا أقدس الأقداس، هذا انتهاك لأمن الدولة".
بدوره، قال وزير الدفاع السابق بيني غانتس إن نتانياهو "أثبت" مجددا أن "بالنسبة إليه، الضغط السياسي فوق مصلحة الدولة وأمنها".
وأعلن نتانياهو إقالة بار في 21 آذار/مارس، مشيرا إلى "انعدام الثقة" بينهما، لكن المحكمة العليا علقت القرار حتى تبت طعونا قدمت في مهلة أقصاها 8 نيسان/أبريل.
وأكد خبراء قانونيون لوكالة فرانس برس الاثنين أن نتانياهو لم ينتهك أي قانون حتى الآن في مساعيه لإيجاد بديل لبار، ولكن إعلان إقالته أثار احتجاجات يومية حاشدة في القدس.
والاثنين، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن شارفيت كان من بين عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين خرجوا إلى الشوارع عام 2023 احتجاجا على الإصلاحات القضائية التي طرحتها حكومة نتانياهو.
وأشارت تقارير إعلامية إسرائيلية أيضا إلى أن شارفيت الذي خدم في الجيش 36 عاما، أيَّد عام 2022 اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان التي عارضها نتانياهو، علما بأن الأخير كان خارج السلطة في ذلك الحين.
- "إشكالية" -
وكتب الضابط البحري مقالة انتقد فيها سياسات ترامب بشأن تغير المناخ، وهو ما دفع السيناتور ليندسي غراهام، أحد أقرب حلفاء الرئيس الأميركي، إلى انتقاد تعيينه في منشور على منصة إكس حيث كتب "إن كان من المؤكد أن أميركا ليس لديها صديق أفضل من إسرائيل، فإن تسمية إيلي شارفيت رئيسا جديدا للشين بيت (الشاباك) تطرح إشكالية كبرى".
وتابع "نصيحتي لأصدقائي الإسرائيليين أن يبدلوا الوجهة ويدققوا أكثر" في ماضي مرشحهم، مشيرا إلى أن "تصريحات شارفيت عن الرئيس ترامب وسياسته ستثير توترا غير مفيد في لحظة حرجة".
نُشرت انتقادات شارفيت للرئيس الأميركي في صحيفة كالكاليست المالية الإسرائيلية في 23 كانون الثاني/يناير تحت عنوان "ليس مجرد خطأ سياسي: ترامب يدفع كوكب الأرض إلى الهاوية".
من جانبهم، حذّر قادة المعارضة الإسرائيلية من أزمة دستورية في حال إلغاء المحكمة العليا قرار إقالة بار.
وقال غانتس إن البلاد قد تكون مقبلة على أزمةٍ بسبب المواجهة بين القضاء والسلطة التنفيذية، مشددا على وجوب عدم اتخاذ أي قرارٍ بشأن قيادة الشاباك إلا بعد قرار المحكمة العليا.
توترت علاقة بار بحكومة نتانياهو بعدما حمّلها المسؤولية في الهجوم الذي نفذته حركة حماس في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبعد فتح جهاز الأمن تحقيقا بشأن تلقي أحد مساعدي رئيس الحكومة أموالا من قطر.
والاثنين، أعلنت الشرطة الإسرائيلية توقيف مساعدَين لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في إطار تحقيقات "قطر غيت"، هما يوناتان أوريخ وإيلي فيلدشتاين.
وأشار نتانياهو الإثنين إلى أنّه أدلى بشهادته في هذه القضية، واصفا التحقيقات بأنّها ذات دوافع سياسية ومستنكرا توقيف اثنين من مساعديه.
والثلاثاء، مددت محكمة إسرائيلية احتجاز المشتبه بهما لمدة ثلاثة أيام إضافية، حتى الخميس.