فانس يزور غرينلاند على وقع الغضب حيال مساعي ترامب لضمها  

أ ف ب-الامة برس
2025-03-28

 

 

   نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في واشنطن بتاريخ 12 آذار/مارس 2025 (أ ف ب)   واشنطن - يقوم نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس بجولة الجمعة 28مارس2025، في قاعدة عسكرية أميركية في غرينلاند، في زيارة تعتبرها كل من كوبنهاغن ونوك استفزازية في ظل مسعى الرئيس دونالد ترامب لضم الجزيرة الدنماركية ذات الموقع الاستراتيجي والغنية بالموارد.

شدد ترامب الأربعاء على أن الولايات المتحدة تحتاج إلى الجزيرة الشاسعة الواقعة في المنطقة القطبية الشمالية من أجل أمنها القومي والدولي، وسبق أن رفض استبعاد السيطرة عليها بالقوّة. وقال "علينا الحصول عليها".

من جانبه، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس قناعته بأن خطط ترامب "جديّة".

وقال إن "الاعتقاد بأن هذا مجرد كلام مبالغ فيه من قبل الإدارة الأميركية الجديدة هو خطأ كبير. إنه ليس كذلك إطلاقا".

وشدد مسؤولون دنماركيون ومن غرينلاند، بدعم من الاتحاد الأوروبي، على أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تسيطر على غرينلاند.

ونددت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن بخطط الوفد الأميركي لزيارة الجزيرة القطبية رغم عدم تلقيه دعوة بذلك، معتبرة أن الخطوة تشكل "ضغطا غير مقبول" على غرينلاند والدنمارك. وكان من المقرر في البداية أن تكون الزيارة أوسع لمجتمع غرينلاند.

وأفاد مواطنو غرينلاند الذين يعارض معظمهم مقترح الضم الأميركي بحسب استطلاع أجري في كانون الثاني/يناير، بأنهم سيستقبلون الوفد بشكل فاتر، مع توقعات بخروج عدد من التظاهرات.

وتقرر في نهاية المطاف أن يكتفي فانس وزوجته أوشا بزيارة قاعدة بيدوفيك للفضاء التي تديرها الولايات المتحدة في شمال غرب الجزيرة، مصحوبين بوزير الطاقة الأميركي كريس رايت.

وأقلعت الطائرة التي تقل جاي دي فانس وزوجته مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ووزير الطاقة كريس رايت، من واشنطن بعيد الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (10,00 بتوقيت غرينتش)، بحسب صحافيين مرافقين لهم.

ومن المقرر أن يجتمع الوفد مع أعضاء "قوة الفضاء الأميركية" و"الاطلاع على ما يجري في ما يتعلق بأمن" غرينلاند، بحسب ما أفاد فانس في تسجيل مصوّر.

وأثار نائب الرئيس الأميركي حفيظة الدنماركيين مطلع شباط/فبراير عندما قال إن الدنمارك "لا تقوم بواجبها (في حماية غرينلاند) ولا تتصرف كحليف جيد".

وسارعت فريدريكسن للرد بأن الدنمارك لطالما كانت حليفا وفيا للولايات المتحدة إذ قاتلت إلى جانب الأميركيين على مدى "عقود طويلة جدا" بما في ذلك في العراق وأفغانستان.

- جزء رئيسي من نظام الدفاع الصاروخي -

وتعد قاعدة بيدوفيك جزءا رئيسيا من البنى التحتية الأميركية للدفاع الصاروخي إذ يضعها موقعها في المنطقة القطبية الشمالية على أقصر طريق للصواريخ التي يتم إطلاقها من روسيا باتّجاه الولايات المتحدة.

وكانت القاعدة المعروفة بـ"قاعدة توله الجوية" حتى العام 2023 عبارة عن منصة تحذير من أي هجمات محتملة من الاتحاد السوفياتي خلال فترة الحرب الباردة.

كما أنها موقع استراتيجي للمراقبة الجوية والبحرية في نصف الكرة الأرضية الشمالي، تتهم واشنطن الدنمارك بإهماله.

وقال المحاضر لدى "كلية الدفاع الملكية الدنماركية" مارك جايكوبسن لفرانس برس إن فانس "محق في أننا لم نستجب للرغبات الأميركية بتعزيز الوجود، لكننا اتّخذنا خطوات باتّجاه تحقيق هذه الرغبة".

وأفاد بأن على واشنطن تقديم مطالب محددة أكثر إذا كانت تسعى لاستجابة دنماركية مناسبة.

وأعلنت كوبنهاغن في كانون الثاني/يناير أنها ستخصص مبلغا مقداره حوالى ملياري دولار لتعزيز حضورها في المنطقة القطبية الشمالية وشمال الأطلسي عبر شراء مراكب متخصصة ومعدات مراقبة.

وأعرب بوتين عن قلقه الخميس من أن بلدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) "بالمجمل، تصنّف أقصى الشمال بشكل متزايد على أنه نقطة انطلاق لصراعات محتملة".

- تقلبات سياسية -

تعد غرينلاند 57 ألف نسمة معظمهم من شعب الإنويت ويعتقد أنها تحتوي على احتياطات هائلة غير مستغلة من المعادن والنفط، رغم أن التنقيب عن النفط واليورانيوم محظور.

وقال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، وهو مسؤول تنفيذي سابق في قطاع التعدين، لشبكة "فوكس نيوز" الخميس إنه يأمل في أن تتعاون الولايات المتحدة وغرينلاند في مجال التعدين من أجل "توفير الوظائف والفرص الاقتصادية لغرينلاند والمعادن والموارد الحيوية للولايات المتحدة".

ورفض أهالي غرينلاند والسياسيون في الجزيرة إلى جانب المسؤولين الدنماركيين مساعي ترامب للسيطرة على المنطقة المتجمدة الساعية للاستقلال عن الدنمارك.

وقالت فريدريكسن الأربعاء إن الولايات المتحدة "تعلم أن غرينلاند ليست للبيع. وتعلم أن غرينلاند لا تريد أن تكون جزءا من الولايات المتحدة. وأُبلغت بذلك بشكل لا لبس فيه، ومباشر وعلني".

وأدلى ملك الدنمارك فريدريك العاشر بتصريح نادر الجمعة أكد فيه تعلّقه بالجزيرة. وقال عبر قناة "تي في 2"، "لا ينبغي أن يكون هناك شك في حبي لغرينلاند، وعلاقاتي بشعب غرينلاند سليمة".

وبينما تؤيد جميع الأحزاب السياسية في غرينلاند الاستقلال، لم يؤيد أي منها فكرة الانضمام إلى الولايات المتحدة.

وتأتي زيارة جاي دي فانس في وقت تشهد غرينلاند تقلبات سياسية.

وبعد الانتخابات التي جرت في آذار/مارس، لم تتشكل في المنطقة غير حكومة انتقالية، فيما ما زالت الأحزاب تتفاوض على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة.

وذكّرت الحكومة بأنها "لم توجّه أي دعوات سواء لزيارات خاصة أو رسمية".

اعتُبرت زيارة قام بها نجل ترامب، دونالد جونيور، في السابع من كانون الثاني/يناير خطوة استفزازية أيضا.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي