
الدوحة - بدأت قطر تزويد سوريا بالغاز الطبيعي عبر الأردن، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية في الدولة الخليجية الخميس 13 مارس 2025، فيما تسعى القيادة الجديدة في دمشق إلى معالجة الانقطاع المزمن للكهرباء والتعافي الاقتصادي بعد أعوام النزاع.
وأفادت وكالة أنباء "قنا" بأنه تنفيذا لتوجيهات أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "بدأت دولة قطر اليوم في تقديم إمدادات معتمدة من الغاز الطبيعي إلى الجمهورية العربية السورية عبر أراضي المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة".
وأضافت أن الخطوة "تهدف إلى معالجة النقص الحاد في إنتاج الكهرباء وتحسين أداء البنية التحتية".
وتسعى الإدارة السورية إلى إعادة بناء البنية التحتية والاقتصاد في البلاد بعد نحو 14 عاما من النزاع وإطاحة حكم الرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
ونقلت الوكالة عن بيان لـ"صندوق قطر للتنمية" قوله إن "الإمدادات القطرية ستتيح توليد ما يصل إلى 400 ميغاواط من الكهرباء يوميا في المرحلة الأولى، على أن ترتفع القدرة الإنتاجية تدريجيا في محطة +دير علي+ بسوريا".
وأضاف البيان أنه سيتم توزيع الكهرباء على مناطق عدة في سوريا من بينها العاصمة دمشق وريفها والسويداء ودرعا والقنيطرة وحمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور.
من جهته، أكد وزير الكهرباء السوري عمر شقروق لوكالة "سانا" الرسمية أن قطر ستساهم "بدعم قطاع الطاقة في سوريا عبر توفير 2 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا"، مضيفا أن هذه المساهمة ستؤدي إلى "تحسين التغذية الكهربائية وزيادتها بمعدل ساعتين إلى 4 ساعات يوميا".
ولفت شقروق إلى أن هذه الإمدادات ستنتقل "عبر الخط العربي للغاز الذي يمر من أراضي المملكة الأردنية الهاشمية".
وكانت قطر ثاني دولة بعد تركيا أعادت فتح سفارتها في دمشق عقب سقوط الأسد إثر هجوم مباغت أطلقته فصائل بقيادة هيئة تحرير الشام في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، وسيطرت خلاله على مدن رئيسية وصولا الى دخول دمشق فجر الثامن من كانون الأول/ديسمبر.
وأغلقت الدوحة بعثتها الدبلوماسية في دمشق واستدعت سفيرها في تموز/يوليو 2011، بعد أشهر من اندلاع حركة احتجاجية ضد الأسد تحوّلت إلى نزاع دامٍ بعدما واجهتها السلطات بالقمع.
على عكس دول عربية أخرى، لم تستأنف قطر العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في عهد الأسد الذي عاد الى الحاضنة العربية وشارك في القمة العربية في مدينة جدة في أيار/مايو 2023.
وكان أمير قطر أول زعيم دولة يزور دمشق في كانون الثاني/يناير بعد إطاحة الأسد، وتعهد بدعم إعادة تأهيل البنية التحتية السورية.
وأكد المدير العام لصندوق قطر للتنمية فهد بن حمد السليطي أن "هذه المبادرة تمثل خطوة محورية نحو تلبية احتياجات الشعب السوري من الطاقة وتعكس التزاما مشتركا بين جميع الأطراف للعمل معا من أجل مصلحة المنطقة".
وفي عمّان، أعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة أنّ الوزارة "وقّعت اتفاقية منحة مقدّمة من صندوق قطر للتنمية" تهدف لتزويد سوريا بالغاز عبر الأراضي الأردنية.
وقال إنّ "صندوق قطر للتنمية يموّل المشروع بالكامل"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
وأشار إلى أنّ "الاتفاقية تتضمّن استخدام سفينة التغييز العائمة الموجودة في مدينة العقبة لاستلام الغاز المسال وتحويله وضخّه إلى الجانب السوري عبر خط الغاز العربي".
ولفت الوزير الأردني إلى أنّ الاتّفاقية تهدف إلى "تعزيز الطاقة الكهربائية ما يصل إلى 400 ميغاواط من الكهرباء يوميا في المرحلة الأولى، على أن ترتفع القدرة الإنتاجية تدريجيا في محطة دير علي بسوريا".