هل استخدم نتنياهو حماس للقضاء على "الخطر الأكبر".. السلطة الفلسطينية؟  

الامة برس-متابعات:
2025-03-07

 

بنيامين نتنياهو (ا ف ب)منذ 7 أكتوبر وحكومة نتنياهو تبيع لنا وهم “النصر المطلق”. أما عملياً، فلا توجد خطة حقيقية لهزيمة حماس لأن فكرة غزة بدون حماس، تحت حكم سلطة فلسطينية متجددة وبدعم إقليمي، تهدد نتنياهو أكثر من أي شيء آخر. وحماس تعرف أنه في اللحظة التي تدخل فيها قوة عربية/فلسطينية أخرى إلى غزة، فإنها ستفقد قبضتها ليس فقط في الحكم، بل أيضاً في أوساط الجمهور الفلسطيني في غزة، الذي ينتظر اللحظة التي يتحرر فيها من قبضة حماس.

هكذا نشأ حلف يائسين، يدفع ثمنه المخطوفون والمواطنون والجنود.

المخطوفون ليسوا على رأس اهتمام نتنياهو، بل يتخوف من أي تغيير سياسي يؤدي إلى تفكيك حكومته. كلما مرت السنين، يطور نتنياهو صيغة: مع التوصل إلى وقف نار، يبذل كل ما في وسعه لمنع الانتقال إلى مسيرة سياسية. ووقت الحرب يتحدث عن “الحسم” الذي لا يمكن تحقيقه.

كان يمكن لإسرائيل أن تختار شيئاً آخر. كان يمكن إدخال كيان فلسطيني بالتنسيق مع الدول العربية المعتدلة، وخلق آلية حكم جديدة في غزة. لكن كي يحصل هذا، على الحكومة أن تدير مسيرة سياسية حقيقية، مسيرة لن يسمح بها نتنياهو أبداً لأنها ستدمر الأساس الأيديولوجي لحكمه في العقود الأخيرة: إضعاف السلطة الفلسطينية، ومحو الخط الأخضر وضم فعلي للضفة الغربية.

حماس ستنجو ما لم تكن هناك قوة أخرى تحكم غزة. ولخلق قوة كهذه، على إسرائيل التوقف عن أي عمل عسكري، وبلورة رؤية سياسية بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والدول العربية المعتدلة، ما سيؤدي إلى إقامة آلية حكم مدنية – أمنية تدير غزة في اليوم التالي. هذا هو الحل الوحيد الذي لن يؤدي إلى جولة دموية أخرى في غضون بضع سنوات.

بدلاً من مواصلة اللعب في خدمة مخططات حماس، على إسرائيل العودة إلى طاولة المباحثات مع الدول العربية المعتدلة، كما حصل في فترة اتفاقات إبراهيم. غير أن خطوة كهذه يجب هذه المرة أن تتضمن السلطة الفلسطينية، مع آليات تضمن بأن تصبح هيئة أكثر فاعلية. ما دامت كانت غزة تحت حماس فستبث رسالة واحدة إلى العالم: نحن المقاتلون ضد الاحتلال الصهيوني”. الطريق إلى تغيير هذا لا يكون بمزيد من القصف، بل بخلق واقع جديد على الأرض: بنى تحتية، اقتصاد، مستقبل آخر لسكان غزة.

من يتحدث اليوم عن “تصفية حماس” في الوقت الذي يتآمر فيه على خلق حكم بديل في غزة، يكذب بوقاحة. إسرائيل تحت حكم نتنياهو لن تهزم حماس – بل يستخدمها. الطريق الوحيد للتحرر من دائرة الدم هو التوقف عن إدارة النزاع والعمل بشكل يخلق واقعاً لا تعود فيه حماس لتكون جهة ذات صلة. وليس مؤكداً حصول هذا تحت قيادة نتنياهو.

 

 نداف تمير

معاريف 6/3/2025









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي