
يلتقي وزراء خارجية مجموعة العشرين في جوهانسبرغ الخميس 20فبراير2025، في اجتماع تهيمن عليه أجندة عالمية مزدحمة لكن في ظل غياب أو شبه غياب للأميركيين الذين قرروا عدم إرسال ممثل رفيع المستوى.
ويجتمع وزراء الخارجية لإجراء محادثات على مدى يومين، تعقد للمرة الأولى في إفريقيا، تمهيدا لقمة مجموعة العشرين المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر.
ويبدأ الاجتماع عند الثانية بعد الظهر (12,00 ت غ) بكلمة يلقيها الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامابوزا.
وتولت جنوب إفريقيا، وهي أول دولة إفريقية تقود المنتدى، رئاسة مجموعة العشرين العام الماضي، في خطوة تهدف إلى حمل الدول الغنية على الاستماع للدول الأقل ثراء.
وتضم المجموعة حاليا 19 بلدا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، ما يمثّل أكثر من 80 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلثي سكان العالم.
لكن الولايات المتحدة، أغنى عضو في المجموعة، لن تشارك في المحادثات الممتدة على يومين بعدما أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنه لن يحضر واتهم بريتوريا بأجندة "مناهضة للولايات المتحدة".
وقال السفير ونائب الممثل الدائم لجنوب إفريقيا لدى الأمم المتحدة كوليسا مابهونغو الأربعاء، إن الحروب والصراعات في إفريقيا وأوروبا ستكون مواضيع مشتركة.
لكن بريال سينغ، الباحث في معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا، قال لوكالة فرانس برس إن "المسألة الأبرز ستكون السياق الجيوسياسي الذي يجري فيه هذا الاجتماع".
وتأتي المحادثات وسط تصاعد التوترات بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا بعدما بدا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يلوم كييف على الحرب التي تشنها عليها روسيا منذ حوالى ثلاث سنوات.
وأتت تصريحات ترامب بعد ساعات من محادثات بين وفدين روسي وأميركي في السعودية حول الحرب في أوكرانيا من دون مشاركة الأخيرة.
وقال سينغ إن "الصدع الذي يتشكّل بين الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين" أصبح واضحا، مضيفا أن هذا يهدد "بعرقلة" قدرة جنوب إفريقيا على المضي قدما في "أجندة تنموية مشتركة".
- "رسالة رمزية" -
وأكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيراه الصيني وانغ يي والهندي سوبرامنيام جاي شانكار حضورهم.
كما سيكون دبلوماسيون أوروبيون من بينهم الفرنسي جان نويل بارو والبريطاني ديفيد لامي من بين الحاضرين.
لكن الولايات المتحدة ستتمثّل في دانا براون، نائبة رئيس البعثة في السفارة الأميركية في بريتوريا.
وأكّد وزير خارجية جنوب إفريقيا رونالد لامولا في مؤتمر صحافي الأربعاء "قد يكون على المستوى الأدنى، لكن سيكونون ممثلين. إنها ليست مقاطعة كاملة لمجموعة العشرين في جنوب إفريقيا".
ومع ذلك، حذّر وليام غوميدي، أستاذ الإدارة العامة في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ، من أن غياب روبيو سيزيد من "تشتت التركيز في الاجتماع".
وقال "إن ذلك يبعث برسالة رمزية إلى الأفارقة مفادها أن الولايات المتحدة لا تأخذ إفريقيا على محمل الجد".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، جمدت الولايات المتحدة المساعدات التي كانت تحتاج إليها إفريقيا بشدة، ما دفع بالعديد من الحكومات إلى البحث عن تمويل للخدمات بما فيها الصحية.
وكانت جنوب إفريقيا في مرمى واشنطن التي قطعت الدعم المالي لها بسبب سياسة الأراضي المثيرة للجدل والشكوى التي قدمتها ضد إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، في محكمة العدل الدولية.
وأعلن ترامب مطلع الشهر أن الولايات المتحدة لن تقدم مساعدات أو معونات لجنوب إفريقيا بعد الآن، منفذا بذلك تهديده الذي يسعى من خلاله الى التنديد بقانون لمصادرة الممتلكات يعتبره تمييزيا بحق المزارعين البيض.
وقال ترامب إن هذا القانون "سيسمح لحكومة جنوب إفريقيا بالاستيلاء على الممتلكات الزراعية للأقلية العرقية الأفريكانية دون تعويض"، وأصدر أمرا تنفيذيا بتجميد أي تمويل طالما استمرت حكومة جنوب إفريقيا في "ممارساتها الظالمة وغير الأخلاقية".
ورفضت بريتوريا الاتهام قائلة إنه مضلل وأعلنت أنها "لن تتعرض للترهيب أو التخويف لإجبارها على الخضوع".
والخميس، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إنه لن يحضر اجتماع وزراء المال ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين المقرر في كيب تاون الأسبوع المقبل.