وحشية لاتصدق : قصص مأساوية داخل السجون.. طفل يفك “غرز” الجرح بمفرده.. والأسرى يموتون جوعا ويتعرضون للتنكيل

الأمة برس - وكالات
2025-02-17

قصص مأساوية داخل السجون الاسرائيلية (الاناضول)
غزة (الأراضي الفلسطينية) - أكد نادي الأسير الفلسطيني أن منظومة السجون وأجهزة الاحتلال بكافة مستوياتها، تواصل ممارسة جرائمها الممنهجة بحق الأسرى، وأنه بعد مرور أكثر من عام على “حرب الإبادة” وآثارها الكارثية وما رافقها من عمليات محو استعمارية ممنهجة، ما تزال سجون ومعسكرات الاحتلال وجها للحرب.

وأوضح أنه استنادا لعشرات الزيارات التي أجراها محامو نادي الأسير الفلسطيني، خلال شهر يناير الماضي، لا يزال مستوى الجرائم لم تختلف، بل إن بعض السجون تصاعدت فيها حدة الاقتحامات ووتيرتها، في وقت تزداد فيه الحالات المرضية داخل السجون.

واستعرض النادي عددا من الإفادات التي وثقها محاموه من عدد من السجون، والتي قال إنها “عكست مجدداً مستوى جرائم التعذيب والجرائم الطبيّة وجريمة التجويع، وعمليات الاعتداء والضرب”.

وأفاد الأسير (أ.د) من سجن (عوفر)، أن وتيرة الاقتحامات والاعتداءات والقمعات مستمرة للأقسام وتزداد مؤخراً، باستخدام الكلاب البوليسية، والتعمد في ضرب القنابل مؤخرا، وهو أمر أكده الأسير (ت.ب)، بالقول: “إنّ عمليات الاقتحام مستمرة، ولا يوجد أي تغيير على تعامل إدارة السجن حيث تمارس عمليات الإذلال والتنكيل بحق الأسرى، وأنها بشكل متكرر تتعمد إدارة السجن ضرب القنابل داخل الأقسام”.

وفي إفادة أخرى حول عمليات القمع، أفاد الأسير (ن،ح)، أنه بتاريخ 12 يناير اقتحمت قوات القمع القسم الذي يتواجد فيه الأسير، وتم الاعتداء بالضرب المبرح على الأسرى، ورشهم بالغاز، وهو كان من بين الأسرى الذين تعرضوا للضرب المبرح، والتي تسببت بإصابته بكسور بأصابع اليد وكدمات.

واستنادا للمحامية التي قامت بزيارته، فإن الكدمات كانت واضحة عليه، فيما لم تكتف إدارة السجن بذلك بل قامت بنقله إلى الزنازين لمدة 14 يوما، وخلالها كان يوميا يتعرض للضرب المبرح، وبحسب إفادته فإنه تعرض للضرب بالهراوات، حيث فقد الوعي، وتسبب الضرب بجروح ونزف من وجهه وأذنه، وحرم من الطعام لمدة 3 أيام، وتم سحب الفرشة منه، وكذلك تم تجريده من ملابسه.

وفي شهادة أخرى، للأسير (ر.ي): قال إنه تم الاعتداء عليّ بالضرب المبرح، أثناء عملية نقلي من معتقل (عتصيون)، إلى سجن (عوفر)، مما سبب لي جرح عميق في الرأس، ولم يكتفوا بذلك بل حتى بعد خياطة الجرح، لم يتم تنظيف الجرح، ولم يقدموا العلاج اللازم له”.

أما الطفل (م.و)، فقد قال إنه عند اعتقاله كان في مرحلة علاج لأسنانه، وكان عدد من الضروس قد أجريت لها جراحة، حيث طالب مرات عديدة من إدارة السّجن أن يتم فك (الغرز)، خاصة أنه مر عليها فترة، إلا أنّ ذلك كان دون أي استجابة، الأمر الذي دفعه بمساعدة الأطفال في السجن إلى فك (الغرز)، بطريقة بدائية.

وفي إفادة لطفل آخر، اضطر الأطفال للطرق على الأبواب والجدران، بعد تدهور الوضع الصحي لأحد الأطفال في القسم، حيث كان يعاني من مشاكل في التنفس والحلق، وبعد عدة محاولات تم إخراج الطفل إلى العيادة.

أما الأسير محمد خضيرات، وهو أحد الأسرى المصابين بمرض السرطان، فكان نموذجاً عكس مستوى الجرائم الطبية التي تمارس بحقّ الأسرى، حيث اعتقل من بلدة الظاهرية، في تاريخ الأول من حزيران 2024، وذلك بعد فترة وجيزة على إجرائه عملية زراعة نخاع، وكان ما يزال يخضع للبروتوكول الخاص بعلاجه، وقد تقرر قبل اعتقاله، أنّ يتم تزويده بجرعات علاج بيولوجي، حصل على اثنتين من أصل 14 جرعة، ومع ذلك يواصل الاحتلال اعتقاله في ظروف قاسية ومأساوية.

واستنادا إلى زيارة أجرتها محامية نادي الأسير له، إلى جانب مجموعة من المعتقلين والأسرى في سجن (عوفر)، ووفقا لإفادة الأسير خضيرات للمحامية قال: “وضعي الصحيّ يتفاقم، وتحديداً بعد إصابتي بمرض الجرب، الذي حوّلته منظومة السّجون إلى أداة لتعذيبنا، وأصبح كابوسا يخيم على الزنزانة التي نقبع فيها، وأنا ومجموعة من الأسرى، جميعنا نعاني من حكة شديدة والدماء تنزل من أجسادنا نتيجة للحكة، هذا عدا عدم قدرتنا على النوم”.

ويؤكد أن الأمر لم يعد مقتصرا على عدم توفير العلاج الخاص بالجرب، بل حتى علاجه من السرطان، وأنه منذ شهر أكتوبر الماضي، خضع لصورة رنين بعد مطالبات عديدة، وقال: “حتى اليوم لا أعلم ما النتيجة، رغم مطالبتي العديدة بشرح التطورات على وضعي الصحي، أو حتى عرضي على طبيب لكن دون فائدة، حيث يتم التعامل مع حالتي باستهتار، وإلى جانب كل ذلك فإن سوء التغذية تخيم كذلك على الزنازين”.

ويوضح أن الأسرى فعليا يموتون جوعا، ولا يسمح لنا بتخزين الطعام المتبقي من شرحات الخبز، ومن يجدون لديه شرحات خبز متبقية يتم اقتحام الزنزانة والاعتداء على الأسرى، ويؤكد أن مجمل هذه الأوضاع أثرت على وضعه الصحي، حيث يعاني من البرد الشديد، لعدم امتلاكه الملابس الكافية، عدا عن حالة الاكتظاظ التي تزداد يوما بعد يوم.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي