كشفت دراسة حديثة عن أن هناك علاقة بين استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية وزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية، ما دفع عددا من الخبراء المختصين إلى التعليق على نتائج تلك الدراسة، بحسب سبوتنيك.وبحسب موقع "Science media center"، فرغم أن الدراسة أظهرت زيادة طفيفة في خطر السكتة الدماغية والنوبات القلبية لدى مستخدمات وسائل منع الحمل الهرمونية، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الخطر يظل منخفضًا، وينصحون النساء بمناقشة الخيارات مع أطبائهن واتباع نمط حياة صحي لتقليل المخاطر.
تقول الدكتورة سونيا بابو-نارايان، مديرة طبية في مؤسسة القلب البريطانية وطبيبة قلب استشارية، إن النساء لا ينبغي أن يشعرن بالقلق المفرط من هذه النتائج، مشيرة إلى أن الخطر الإضافي للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية يظل منخفضًا جدًا، حيث يعادل حالة إضافية واحدة لكل 10,000 امرأة تستخدم وسائل منع الحمل الهرمونية لمدة عام.
وأضافت أن الحمل نفسه يزيد من خطر تجلط الدم والسكتة الدماغية والنوبات القلبية، ونصحت النساء بمناقشة المخاطر والفوائد مع أطبائهن لاتخاذ قرار مناسب، خاصة إذا كن يعانين من عوامل خطر مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو التدخين.
وحثت بيكي ماوسون، محاضرة سريرية في الرعاية الأولية بجامعة شيفيلد، النساء على عدم التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل بناءً على هذه الدراسة، مشيرة إلى أن خطر السكتة الدماغية والنوبات القلبية أثناء الحمل وفترة ما بعد الولادة أعلى بكثير من المخاطر المرتبطة بوسائل منع الحمل، وأكدت أن الدراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكنها إثبات السبب والنتيجة، لكنها تضيف إلى المعرفة الحالية في هذا المجال.
من جانبها، وصفت الدكتورة كلير أرنوت، أستاذة مشاركة وأخصائية قلب في معهد جورج للصحة العالمية، الدراسة بأنها مهمة وحديثة، مشيرة إلى أنها سلطت الضوء على عوامل خطر أمراض القلب والأوعية الدموية الخاصة بالنساء، وأوضحت أن الدراسة أظهرت زيادة في خطر السكتة الدماغية والنوبات القلبية لدى مستخدمات حبوب منع الحمل المركبة، لكن الخطر المطلق يظل منخفضًا.
وأشارت إلى أن الدراسة استبعدت النساء اللاتي لديهن تاريخ من تجلط الدم الشرياني، مما يعني أن النتائج لا تنطبق على هذه الفئة عالية الخطورة.
وأشادت بروفيسور أنجيلا كليرك، أستاذة العلوم الطبية الحيوية بجامعة ريدينغ، بالدراسة واعتبرتها شاملة وقوية، لكنها حذرت من تعميم النتائج على فئات أخرى ذات خلفيات عرقية وثقافية مختلفة، مؤكدة أن أي زيادة في المخاطر تظل صغيرة جدًا مقارنة بفوائد منع الحمل الهرموني في تجنب الحمل غير المخطط له.
واختتمت الدكتورة تشانا جاياسينا، أستاذة الغدد الصماء التناسلية في إمبريال كوليدج لندن، بأن وسائل منع الحمل الهرمونية تعمل باستخدام جرعات عالية من الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجسترون، مما قد يزيد من خطر تجلط الدم.
وأشارت إلى أن الدراسة أكدت زيادة خطر السكتة الدماغية والنوبات القلبية لدى مستخدمات حبوب منع الحمل، لكن الخطر المطلق يظل منخفضًا. ونصحت النساء باتباع نمط حياة صحي لتقليل المخاطر، مع النظر في استخدام اللولب الهرموني كبديل آمن.
