جمعية تحاول إنقاذ الغزلان من نفايات البلاستيك في متنزه ياباني  

أ ف ب-الامة برس
2025-02-15

 

 

غزلان في متنزه نارا الياباني في 27 كانون الثاني/يناير 2025 (أ ف ب)   يتجول السياح مبتسمين فيما تطاردهم الغزلان في متنزه نارا، جنبا إلى جنب مع يابانيين صامتين يركّزون على مهمتهم، وهي جمع النفايات البلاستيكية التي تشكل خطرا على هذه الحيوانات.

على غرار مدينة كيوتو المجاورة، تُعدّ نارا وجهة سياحية رئيسية في اليابان، وتشتهر بمعابدها ومتنزهاتها وخصوصا بحيواناتها التي تجذب الزائرين المولعين بالصور والشبكات الاجتماعية.

يتجول حوالى 1300 غزال بري في الحديقة الواسعة، وتقول الروايات المتداولة إنها استوطنت هناك في القرن الثامن، بعد إرسالها إلى المنطقة لمراقبة ضريح للشينتو.

ولا تشعر الحيوانات بالخوف، لا بل تضايق الزوار حتى من أجل شطائر كعك بالأرز تباع في الموقع، وهو الطعام الوحيد الذي يُسمح للسياح بإعطائه للحيوانات.

ولكن في بعض الاحيان، تصبح النفايات البلاستيكية جزءا من قائمة طعام هذه الحيوانات عن طريق الخطأ. ويقول نوبويوكي يامازاكي، أحد أعضاء مؤسسة الحفاظ على الغزلان في مدينة نارا "يتزايد عدد الأشخاص الذين يلقون ببقايا طعامهم أو أغلفة أغراضهم في الحديقة".

- مثل السمك -

وكما يحدث في المحيطات مع الأسماك، فإن "النفايات البلاستيكية يمكن أن تتراكم في معدة الغزلان على المدى الطويل، ما يؤدي إلى موتها"، كما يقول يامازاكي لوكالة فرانس برس.

وقد عُثر على قطع من النفايات البلاستيكية أيضا في جيف غزلان موجودة في الحديقة.

ولهذا السبب قررت جمعية "بيوتيفل دير" ("الغزلان الجميلة") التحرك.

يرتدي بعض أعضاء الجمعية سترات خضراء زاهية، وقفازات، وملاقط، ومكانس، غير مبالين بهتافات الزائرين، ويجمعون القمامة.

ويقول ماساهيتو كاوانيشي المشرف على الفريق الذي يضم عددا من ذوي الإعاقات بين أعضائه المدفوعي الأجر "إن فكرة تحقيق منفعة للمجتمع تكمن في قلب دوافعهم".

وكُتب على لافتة في الحديقة "احذروا من الغزلان الذكور - خطر"، مع بقعة من الطلاء الأحمر تشبه الدم، مطبوعة بجوار صورة غزال، للإشارة إلى أن هذه الحيوانات قد تهاجم البشر في بعض الأحيان.

وبفضل ضعف الين على وجه الخصوص، زار اليابان 36,8 مليون أجنبي في العام الماضي، وهو رقم قياسي جديد تأمل الحكومة في مضاعفته تقريبا إلى 60 مليونا بحلول عام 2030.

لكن السكان والسلطات في الأماكن السياحية الأكثر شهرة، مثل كيوتو أو حول جبل فوجي المهيب، يعبّرون بشكل متزايد عن انزعاجهم، وحتى عن قلقهم، في مواجهة ظاهرة السياحة المفرطة، ومخالفات المرور، وتجاوزات بعض الزوار.

- لا صناديق قمامة -

ولا يعد متنزه نارا استثناءً، خصوصا على صعيد إدارة النفايات. لا توجد صناديق قمامة عامة في الحديقة، وهي سياسة بدأ اعتمادها قبل حوالى أربعة عقود لمنع الغزلان من البحث عن الطعام بين المخلفات.

وبدلا من ذلك، يتم تشجيع الزوار على أخذ نفاياتهم معهم إلى منازلهم: وهي عادة راسخة بين السكان اليابانيين ولكنها لا تنتشر دائما بين الأجانب، ما يزعج البعض منهم.

ويقول غاويل غوليكي، وهو بولندي يبلغ من العمر 40 عاما ويسافر بانتظام إلى اليابان، لوكالة فرانس برس إنه يحتفظ الآن بقمامته معه، على الرغم من أن "الأمر غريب بعض الشيء بالنسبة لنا" لأن في أوروبا "هناك دائما مكان للتخلص منها".

يقول أرنو بيليكي، وهو فرنسي يبلغ 56 عاما، إنه "سعيد بوجود برنامج" من قبيل "الغزلان الجميلة" لأنه "من المؤسف أن تأكل الغزلان البلاستيك الذي يتركه الزوار".

وفي مواجهة هذه السلوكيات السلبية، "من الصعب أن نتخيل أن تظل الحديقة بلا صناديق قمامة إلى أجل غير مسمى"، وفق نوبويوكي يامازاكي.

وتدرس سلطات مدينة نارا أيضا تركيب صناديق قمامة تعمل بالطاقة الشمسية عالية التقنية بالقرب من الحديقة.

تتميز هذه الصناديق، التي تحمل شعار "أنقذوا الغزلان في نارا من النفايات البلاستيكية"، بالقدرة على ضغط النفايات تلقائيا ومنعها من التحول إلى طعام قاتل.

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي