رحلتك العطرية عبر السنين.. كيف تختار عطرك الأفضل وفق عمرك؟

تتمتّع كلّ بشرة برائحة خاصّة وفريدة، تمامًا كبصمات الأصابع، وتكشف عن نمط حياة صاحبها ونظامه الغذائيّ ونشاطه البدنيّ، وكما تتطوّر البشرة مع كلّ مرحلة عمريّة، هكذا هو العطر يتطوّر وينسجم ويتبدّل معها، حتّى يعكس شخصّية مستخدمه ويليق بها، فيما يعدّ العطر البشرة الثانية، التي توزّع مثلًا عبقًا من ورد وخشب وعنبر وياسمين.

وبانضمام العمر إلى قائمة المعايير الأساسيّة، التي يجب أخذها في الاعتبار لدى الانتقاء النهائيّ لأيّ عطر، فإن هناك مؤشّرات لا بدّ من الانتباه لها عند الاختيار.

العطر المناسب لمرحلة العشرينيات

تليق العطور بخلاصة خشب العنبر والرحيق الشرس للنضارة البحريّة، أو بنوتاتها الخضراء والمائيّة، والمرتكزة على تركيبات النعناع أو الريحان أو اليانسون، بديناميكيّة الشباب العشرينيّين الفائقة القوّة.

كما تتماهى مع شخصيّاتهم الحيويّة، التي يسودها شعور قويّ بالحريّة والطاقة والنشاط، فهؤلاء الشباب مغامرون لا يهابون شيئًا، يتطلّعون إلى التأنق والتميّز بشكل مغاير، ولا يكونون مخلصين بعد لرائحة محدّدة، فهم في الغالب يختبرون ويتأثّرون بمن حولهم، أو بممثّليهم المفضّلين أو بمثلهم الأعلى في الرياضة.

عطره يشبهه.. الثلاثينيّ كيف يختار؟

تُعرف عن الرجل الثلاثينيّ ثقته بنفسه وطموحه، فعطره يشبهه، وهو يأبى أن يختاره، إلاّ بما يتماشى مع سمات شخصيّته الناضجة، الواثقة بنفسها، والأكثر وضوحًا، سواء كانت مرحة أم جادّة، هادئة أم حيويّة، وسواء كان رياضيًّا أم فنّانًا أم طبيبًا أم رجل أعمال أم مصمّم أزياء أم حِرفيًّا، وما إلى ذلك.

يتعطّش هذا الرجل، لا سيّما إذا كان رياضيًّا وديناميكيًّا في سنّ الثلاثين، دائمًا إلى تركيبات: المريميّة، إكليل الجبل، الخزامى، اللافندر، النعناع والفانيلاّ، فهي تناسبه جدًّا، وتجلب له الحيويّة والانتعاش.

أمّا العطور الخشبيّة التي ترتكز على خشب الصندل، الباتشولي، الأرز، نجيل الهند، فتناسب الثلاثينيّين الذين يسعون إلى التميّز، ويتطلّعون إلى إبراز رجولتهم وديناميكيّتهم وأناقتهم.

للأربعينيّ.. التركيبات المرهفة

أمّا الرجل الأربعينيّ، وهو في مرحلة الاتّزان، فأكثر ما يبحث عنه التكلّل برموز الجاذبيّة الآسرة، لذا، فهو في شوق دائم إلى النوتات العطريّة الراقية، كمسحوق السوسن الممزوج مع نكهة الكاكاو اللذيذة والعطور الخشبيّة والجلديّة والحسيّة والدافئة، إضافة إلى التركيبات المنعشة والديناميكيّة.

كما يبحث عن تركيبة مرهفة ترتكز على موادّ الليمون، والزيزفون، والجريب فروت، والبرجموت الصقلي، وبرتقال اليوسفي، والفلفل الورديّ، والعنبر الأبيض والكشمش.

العطور الشرقيّة للخمسينيّ

لا شكّ في أن سحر الرجل الخمسينيّ، يكمن في تطلّعه إلى اختبار أمور لم يختبرها فيما مضى، لذا، فهو أكثر ميلًا إلى عطر استثنائيّ، يمتزج فيه العنبر مع جوزة الطيب أو القرفة أو الهيل، فانجذابه إلى هذه العطور الشرقيّة والخشبيّة تجعله وقورًا وغامضًا.

كما أنّ اختياره من قوائم العطور الفاخرة التي ترتكز على تركيبة التوابل، وتعكس الحرارة والجاذبيّة والسحر، تجعله مثاليًّا في إطلالاته خلال المناسبات الخاصّة والسهرات الليليّة.

وفي بحثه عن التجدّد والتميّز أيضًا، تغريه نوتات الفانيليا التي تلتقي مع الباتشولي أو خشب الصندل أو نجيل الهند، كما رائحة اللوز الغامضة.

عطر الستينييّ ينهل من ذكرياته

وبدءًا من عمر الستّين وما بعده، يطوق الرجل إلى العطور المليئة بالذكريات، التي تستحضر عاطفة من الماضي.

كما يتوق هذا الرجل خصوصًا إلى الروائح الأصيلة والطبيعيّة والكلاسيكيّات العطريّة، إضافة إلى تلك التي ترتكز على الجلد، النوتات الحمضيّة وخلاصات النباتات كالجلبانوم، والنرجس البريّ، والميموزا، والزنبق، والأزهار، والإيلنج إيلنج.