هآرتس: إسرائيل تغلف موقفها بالغموض إزاء الصفقة.. ماذا بين ترامب ونتنياهو؟

2025-02-14

ترامب ونتنياهو (ا ف ب)أعلنت أمس حماس أنها ستحرر مخطوفين وفقاً للجدول الزمني الذي تقرر في اتفاق وقف النار. هذه أنباء طيبة لا مثيل لها. على خلفية بيانات حماسية ومهددة للرئيس الأمريكي ورئيس وزراء إسرائيل ووزير الدفاع بفتح بوابات الجحيم إذا لم تحرر حماس كل المخطوفين، جاء بيان المنظمة وترك فتحة للأمل.

حسب اتفاق وقف النار، يفترض أن يتحرر ثلاثة مخطوفين إسرائيليين آخرين وبضع عشرات السجناء الفلسطينيين. وعلى إسرائيل أن تتمسك بالاتفاق كما هو، وأساساً بعد أن أعلنت حماس تمسكها به. غير أن إسرائيل تؤخر جوابها، وتلف موقفها بالغموض بشأن مواصلة تنفيذ الاتفاق. هذه لعبة خطيرة.

ترامب هو من افترس المنظومات وهز استقرار الاتفاق الهش، وهدد حماس هذا الأسبوع عدة مرات كي تحرر كل السجناء حتى الغد. هذا طلب يتعارض والاتفاق الموقع، وقابلية تنفيذه مشكوك فيها. يصعب التصديق استجابة المنظمة له. يتبقى خياران في وضع الأمور هذا: الأول، مواصلة المنحى المتفق عليه، والثاني تفجير الاتفاق وترك كل المخطوفين لمصيرهم.

لا مكان لإنذارات “الكل وإلا لا شيء”، لأن ذلك يوقع كارثة على الكل. يجب الحفاظ على الاتفاق الهزيل من كل شر خشية أن يحل محله استئناف الحرب وضياع الفرصة الأخيرة لتحرير مخطوفين أحياء.

كل مخطوف يتحرر على قيد الحياة وينجو من اللظى يفوق في قيمته خيار المغامرة والزعرنة التي يعرضانهما ترامب ونتنياهو. كل مخطوف يتحرر هو عالم بكامله. والآن، ينبغي عمل كل شيء لإنقاذه.

إن فكر ترامب ونتنياهو يثير اشتباهاً شديداً بأنهما يسعيان لعرقلة مواصلة تنفيذ الصفقة. محظور السماح لهما بذلك. على المحك مصائر بشر حياتهم في خطر حقيقي وفوري.

رغم الإغراء، محظور السماح لتهديدات ترامب وإيهامنا بنجاح تلك التهديدات من أجل تحرير كل المخطوفين، فهذا خداع لإسرائيل، ومن شأن ذلك تخريب الصفقة التي لم ينته قسمها الأول: لاحقاً يفترض أن يتحرر ثلاثة مخطوفين في كل دفعة. وفي الأسبوع الأخير من الاتفاق، سيتحرر 11 مخطوفاً آخر بينهم من ليسوا على قيد الحياة.

إسرائيل ملزمة بالإعلان أن وجهتها نحو استمرار الصفقة التي هي الفرصة الوحيدة لتحرير المخطوفين على قيد الحياة.

 

أسرة التحرير

هآرتس 14/2/2025









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي