طموحات ترامب.. بين "عالم بلا حروب" ومطالبات إسرائيل بإسقاط حماس  

الامة برس-متابعات:
2025-01-30

 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أ ف ب)النتيجة الآخذة في التبلور في ذروة صفقة تحرير المخطوفين، أنه لا مناص من استئناف العملية البرية في غزة لإسقاط حكم حماس. هذا ما يتضح من محادثات مع جهات سياسية وأمنية. وهذا الاستنتاج يتناقض مع عنوان الأسبوع الماضي بأن ترامب يعتبر الصفقة الحالية نهاية للحرب. هذا التناقض يحاول نتنياهو حله مع ترامب في اللقاء المتوقع بينهما قريباً، لذلك يدفع نحو تبكيره بقدر الإمكان.

مصدر دبلوماسي سعودي قال في محادثة بأن “الكارثة التي انزلتها حماس على الفلسطينيين في غزة أمر لا يمكن إصلاحه، لذلك عليها التنازل عن الحكم. المجانين في حماس لا يدركون ذلك. ليس لديهم قيمة لحياة الإنسان واحتياجات شعبهم، ولذلك يجب استئصالهم من الجذور”.

والسلطة الفلسطينية أيضاً تعارض بشدة أي تدخل لحماس في اليوم التالي. روحي فتوح، العضو في اللجنة التنفيذية في م.ت.ف، أرسل رسالة حاسمة في مصر أثناء زيارته للقاهرة قبل أسبوعين. وبحسبها، لحماس أجندة إيرانية للتقويض ونشر الفوضى. موقف السلطة أن على حماس دفع الثمن عن أحداث 7 أكتوبر والخروج إلى المنفى. مصدر فلسطيني رفيع قال إن السلطة عملت على نزع سلاح التنظيمات المارقة في مخيم جنين، لكنها لا تستطيع فعل ذلك في قطاع غزة، لوجود مليون مخيم مثل مخيم جنين”.

البروفيسور كوبي ميخائيل، من معهد بحوث الأمن القومي، قال إنه “لضمان محيط أمني ثابت، يجب تفكيك القسم السلطوي والعسكري لحماس”. وحسب قوله، فإن تجربة سنوات عملية أوسلو تثبت أنه يجب عدم وضع الصلاحية الكاملة على عملية إعادة الإعمار في أيدي الفلسطينيين، والمطلوب “تدمير فكرة النضال الفلسطيني والتحرر من التمسك بنموذج حل الدولتين في الإطار المعروف”.

إن تدمير سلطة حماس قد يحصل بطريقتين: الأولى، اتفاق يبعد رؤساء حماس إلى دول لجوء مثل الجزائر وتونس وتركيا، ويشمل نزع سلاحها. ولكن في حين تستعد حماس الخارج لمناقشة ذلك، فإن محمد السنوار ورجاله ليسوا مع هذا التوجه. الصفقة أعطتهم أوكسجين التنفس وبدأوا يعرضون رواية النصر، التي تتكرر في معظم وسائل الإعلام العربية، على رأسها قناة “الجزيرة” التي أصبحت قناة تدعم حماس بشكل كامل. والثانية عسكرية. يقول مصدر أمني إن ذلك هو توصية الجيش، لأن بقاء حماس في السلطة يعني العودة إلى الوضع الذي كان قبل 7 أكتوبر، ولكن ترسخ لدى الجيش الإسرائيلي رؤية عملية برية، ومشكوك أن تؤدي إلى المأمول. “جز العشب” الذي يتم تنفيذه في “يهودا والسامرة” غير مناسب هنا. والدخول الأخير إلى جباليا وبيت حانون أظهر قدرة إعادة ترميم سريعة لحماس. السؤال هو: هل سيغير رئيس الأركان القادم هذه الرؤية؟ في المقابل، أي عملية برية حاسمة وشاملة تضع تحديات كثيرة، سواء بسبب القوات الكثيرة المطلوبة أو بسبب المخطوفين الذين بقوا أو بسبب السيطرة على الأرض والمسألة الإنسانية.

أجرى المستوى السياسي نقاشات قليلة حول “اليوم التالي”. وتم الاتفاق على أن السلطة الفلسطينية لن تكون شريكة مباشرة. والولايات المتحدة والسعودية والإمارات توافق على ذلك، التي تطالب بتغيير دراماتيكي في السلطة. مع ذلك، قد تدخل قيادة مدنية غزية لديها تجربة في إدارة الحياة المدنية في القطاع، وإشارة ذلك نراها في إشراكها بإدارة معبر رفح. في السطر الأخير، لا توجد دولة من الدول المشاركة في خطة “اليوم التالي” تقترب من قطاع غزة إلى أن يدمر الجيش الإسرائيلي حماس. حينها، ستكون جميع هذه الدول سخية فيما بعد على حساب سفك دماء الإسرائيليين الآن.

 

 داني زاكين

إسرائيل اليوم 29/1/2025

 

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي