بكين - عشية حلول العام القمري ألقى الزعيم الصيني شي جينبينغ الإثنين خطابا طغت عليه نبرة متفائلة بعد أن أقرّ بوجود "مواقف معقدة وصعبة" في الأشهر الأخيرة.
وخاطب شي تجمعا لكبار مسؤولي الحزب الشيوعي فيما تستعد الصين لأكبر عطلة لديها وتستمر هذا العام من 28 كانون الثاني/يناير حتى 4 شباط/فبراير يودع فيها الصينيون عام التنّين ويستقبلون عام الثعبان.
ويقود شي دولة لا تزال تواجه صعوبة في ترسيخ تعافيها الاقتصادي من جائحة كوفيد-19 وتعاني من أزمة في قطاع العقارات وانخفاض مزمن في مستوى الاستهلاك وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.
ويُتوقع أن يسجل اقتصاد الصين نموا بنسبة خمسة بالمئة في 2024، في أبطأ معدل له منذ 1990 باستثناء سنوات الجائحة المضطربة ماليا.
ولتحفيز الاقتصاد المتعثر، أعلنت بكين في الأشهر الأخيرة عن تدابير دعم قوية تشمل خفض أسعار الفائدة الرئيسية وتخفيف الدين الحكومي المحلي وتوسيع برامج الدعم للسلع المنزلية.
وقال شي "خلال العام الماضي وفي مواجهة مواقف معقدة وصعبة، استجبنا للأحداث بهدوء ونفذنا التدابير بشكل شامل وتغلبنا على الصعوبات وآزر بعضنا بعضا للمضي قدما".
وأضاف أن بكين "كثفت جهودها لدفع سلّة من السياسات التدريجية لتعزيز التعافي الاقتصادي".
وقال "أثبتنا مرة أخرى أنه بالعمل الجاد والنضال لا يمكن لأي صعوبات أو عقبات أن تمنع الشعب الصيني من السعي لحياة أفضل، أو... العملية التاريخية للتجديد الوطني".
وحذر خبراء من أن التعافي لا يزال غير متكافئ ومن أن بكين قد تواجه مزيدا من الرياح المعاكسة هذا العام إذا نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهداته بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية ردا على ممارسات تجارية غير عادلة مزعومة.
كما نبهوا للحاجة إلى مزيد من الجهود لتعزيز الاستهلاك المحلي مع تزايد الغموض بشأن آفاق الصادرات الصينية.
وبجوار بحيرة متجمدة يرتادها متزلجون في وسط بكين التاريخي أبدى عدد من المتواجدين بمناسبة رأس السنة القمرية الجديدة تفاؤلا حذرا في أن تعيد تدابير التحفيز البلاد إلى المسار الصحيح في عام الثعبان.
وقالت تشونج هايبينغ وهي تاجرة تبلغ 27 عاما من مقاطعة كوانغدونغ (جنوب) لوكالة فرانس برس "الآن أصبحت سياسات الصين تجاه التصدير والتجارة منفتحة جدا".
ورأت ان تلك السياسات تهدف للتغلب على "بعض الصعوبات" في العمل في العام المقبل معبرة عن الأمل في أن "يكون عام الثعبان أفضل من عام التنّين".
ويستعد الطالب لي بوشوان القادم من مدينة شيآن بشمال غرب البلاد لتجربة حظه في سوق العمل الصيني حيث ترتفع معدلات البطالة بين الشباب.
وقال الشاب البالغ 25 عاما لوكالة فرانس برس "ينبغي أن أتخرج العام المقبل، لذا آمل أن أتمكن من إيجاد وظيفة مناسبة".
وأضاف "آمل أن أتمكن من التقدم مع بلدنا، وأن نتمكن من تحقيق أحلامنا".