شي يدعو رئيس الوزراء الكندي لزيارة الصين في أول لقاء منذ 8 سنوات

أ ف ب-الامة برس
2025-10-31

صورة مركبة بتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2025 تجمع الرئيس الصيني شي جينبينغ (يمين) في بوسان في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2025 ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني على هامش قمة آسيان في كوالالمبور في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2025 (ا ف ب)بكين- دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ الجمعة 31 اكتوبر 2025، رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إلى زيارة بكين، في أول لقاء رسمي بين مسؤولَين على هذا المستوى من البلدين منذ 2017 عقد في كوريا الجنوبية الجمعة.

كما التقى شي في وقت لاحق رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي للمرة الأولى منذ تعيينها هذا الشهر.

والعلاقات بين كندا والصين من الأسوأ في صفوف الدول الغربية، لكنهما مستهدفتان بشدة في حملة الرسوم الجمركية التي يشنها دونالد ترامب، حتى بعد الاتفاق الذي أبرمه شي مع الرئيس الأميركي الخميس لتهدئة التوترات.

وقال شي لكارني خلال لقائهما في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية "في الآونة الأخيرة وبفضل الجهود المشتركة للجانبين، أظهرت العلاقات الصينية الكندية انتعاشا نحو اتجاه التطور الإيجابي"، ودعاه إلى زيارة الصين.

وأكد شي جينبينغ أن "الصين مستعدة للعمل مع كندا لإعادة العلاقات الصينية الكندية إلى المسار الصحيح".

وقال كارني "في السنوات الأخيرة، لم يكن مستوى التعاون بيننا كما ينبغي" ورحب "بالدعوة إلى زيارة الصين لتعميق الحوار"، مؤكدا أنه يتطلع قدما للقيام بهذه الزيارة.

وأشار الزعيم الكندي إلى أن "الحوار البناء والبراغماتي" هو السبيل لمعالجة "القضايا الراهنة".

كما اعتبر الحوار وسيلة "للمساعدة في بناء نظام دولي أكثر استدامة واحتواء للجميع".

وتدهورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير في العام 2018 بعد توقيف مسؤولة تنفيذية صينية رفيعة المستوى في قطاع الاتصالات بناء على مذكرة توقيف أميركية في فانكوفر، واحتجاز الصين ردا على ذلك مواطنَين كنديَين بتهمة التجسس.

في تموز/يوليو، أعلن كارني فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على واردات الصلب التي تحتوي على صلب مُصنّع في الصين.

وأعلنت بكين في الشهر التالي أنها ستفرض رسوما جمركية موقتة باهظة بنسبة 75,8% على واردات بذور الكانولا الكندية.

وكندا من أكبر منتجي الكانولا في العالم، وهي نبتة زراعية يُستخرج منها زيت الطهو وأعلاف الحيوانات ووقود الديزل الحيوي.

لكنّ البلدين مستهدفان بشدة في حملة ترامب التجارية العالمية.

وقال ترامب الخميس إنه سيخفض الرسوم الجمركية المتعلقة بالفنتانيل على الصين إلى النصف لتصل إلى 10%، بينما وافق شي على مواصلة صادرات المعادن النادرة وزيادة واردات فول الصويا الأميركي.

لكن معدل الرسوم الجمركية الأميركية لا يزال 47%، حسبما قال ترامب.

وقال الرئيس الأميركي السبت إنه سيرفع الرسوم الجمركية على السلع الكندية بنسبة 10% إضافية وأنهى كل المحادثات التجارية.

وجاء ذلك عقب ما وصفه ترامب بحملة إعلانية "مزيفة" مناهضة للرسوم الجمركية ظهر فيها الرئيس السابق الراحل رونالد ريغن.

وقال كارني خلال اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "لقد ولّى عالم التوسع المطرد للتجارة والاستثمار الليبراليين القائمين على القواعد، وهو العالم الذي يعتمد عليه الكثير من ازدهار دولنا، بما فيها كندا، بشكل كبير".

كما تحدث عن إمكانات كندا كـ"قوة عظمى في مجال الطاقة" ومورد رئيسي للغاز الطبيعي المسال إلى آسيا.

- اليابان -

والتقى شي جينبينغ في وقت لاحق رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي للمرة الأولى منذ تعيينها هذا الشهر.

ونقلت وسائل الإعلام الحكومية الصينية عن شي قوله إن الصين مستعدة للعمل مع اليابان من أجل علاقات ثنائية بناءة ومستقرة تلبي متطلبات حقبة جديدة.

وتُعدّ تاكايتشي التي تزور بانتظام ضريح ياسوكوني المثير للجدل والذي يكرّم ذكرى قتلى الحرب اليابانيين، من المتشددين تجاه الصين وإن كانت خففت من حدة تصريحاتها أخيرا.

لكنها في أول خطاب سياسي لها الجمعة الماضي، أعلنت أن النشاطات العسكرية للصين وكوريا الشمالية وروسيا "أصبحت مصدر قلق بالغ".

وأعلنت أن اليابان ستنفق 2 % من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام المالي، قبل عامين من الموعد المحدد، ما أثار انتقادات من الصين.

وهي أيضا من أشد المؤيدين لتايوان وتدعم التعاون الأمني مع الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي.

وأوردت وسائل إعلام يابانية أن من المتوقع أن تنقل تاكايتشي إلى شي مخاوف جدية بشأن سلوك الصين، بما في ذلك ما يتعلق بجزر سينكاكو المتنازع عليها، والمعروفة باسم جزر دياويو في الصين.

وأضافت التقارير أن من المتوقع أن تضغط من أجل الإفراج المبكر عن المواطنين اليابانيين المحتجزين في الصين وأن تطلب ضمان سلامة المغتربين اليابانيين في الصين.

وتناولت تصريحاتها العلنية في بداية الاجتماع فقط تقليل "المخاوف" وزيادة "التفاهم والتعاون المتبادل".

كما يحرص القطاع الصناعي الياباني على ضمان استمرار تدفق إمدادات المعادن النادرة من الصين، والتي أصبحت ورقة مساومة في النزاع التجاري بين شي وترامب.

وقال الأستاذ في كلية الدراسات العليا للسياسة العامة في جامعة طوكيو يي كوانغ هنغ لوكالة فرانس برس "قد يكون اجتماعا فاترا للتعارف، إذ إن شي جينبينغ لم يوجه رسالة تهنئة إلى تاكيتشي، خشية من سمعتها كمتشددة تجاه الصين".

وأضاف "مع ذلك، يبقى الاستقرار أولوية مشتركة".











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي