كوريا الشمالية تطلق صاروخا وبلينكن يحذّر في سيول من تعاونها مع روسيا

أ ف ب-الامة برس
2025-01-06

أشخاص بتابعون بثا لاختبار صاروخي كوري شمالي عبر تلفزيون في سيول بتاريخ 6 كانون الثاني/يناير 2025 (أ ف ب)   أطلقت كوريا الشمالية صاروخا الاثنين 6 يناير 2025، تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كوريا الجنوبية حيث حذّر من أن بيونغ يانغ تتعاون إلى حد غير مسبوق مع روسيا في مجال تكنولوجيا الفضاء.

تأتي زيارة بلينكن بينما يحاول محققون توقيف الرئيس المحافظ يون سوك يول الذي تحصّن في منزله منذ أن تم عزله على خلفية محاولة فاشلة لفرض الأحكام العرفية.

وأطلقت كوريا الشمالية الصاروخ الذي سقط في البحر أثناء عقد بلينكن محادثات مع المسؤولين في سيول، في إطار مساعيه لتشجيع كوريا الجنوبية على المحافظة على سياسة يون القائمة على تعزيز التعاون مع اليابان.

وحلّق الصاروخ على مسافة 1100 كيلومتر تقريبا، بحسب الجيش الكوري الجنوبي.

وقال بلينكن إن إطلاق الصاروخ "اليوم تذكير لنا جميعا بمدى أهمية عملنا الجماعي"، في إشارة إلى المناورات الثلاثية بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة التي تجري بشكل متزايد ومشاركة المعلومات الاستخباراتية بشأن كوريا الشمالية.

دان بلينكن ونظيره الكوري الجنوبي شو تاي-يول إطلاق الصاروخ في مؤتمر صحافي حذّر وزير الخارجية الأميركي خلاله من أن روسيا تكثّف الدعم لكوريا الشمالية مكافأة لها على المساندة التي تقدمها لها في حربها على أوكرانيا.

وقال بلينكن إن كوريا الشمالية "تتلقى بالأساس معدات وتدريبات عسكرية روسية، ولدينا الآن ما يدعو إلى الاعتقاد بأن موسكو تعتزم تشارك تكنولوجيا متطورة في مجال الفضاء والأقمار الصناعية مع بيونغ يانغ".

وعبر مجددا عن مخاوفه من إمكانية قبول روسيا التي تشغل مقعدا في مجلس الأمن الدولي حيث تملك حق النقض، بكوريا الشمالية كدولة نووية، وهو أمر سيشكل ضربة كبيرة للتوافق الدولي بأن على بيونغ يانغ وضع حد لبرنامجها الذري.

يعتقد مسؤولون استخباراتيون أميركيون وكوريون جنوبيون بأن كوريا الشمالية أرسلت العام الماضي آلاف الجنود لقتال أوكرانيا وسجلّت سقوط مئات القتلى في صفوف قواتها.

وفي طوكيو، حيث يتوجه بلينكن في وقت لاحق الاثنين، عبر رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا عن قلقه من أن "تكنولوجيا (كوريا الشمالية) تتحسن".

- تغيرات متوقعة في عهد ترامب -

يأتي الاختبار قبل أسبوعين على تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي سعى في ولايته الأخيرة لاستمالة كوريا الشمالية عبر اتباع دبلوماسية فريدة تركّز على العلاقة الشخصية.

وبعدما هدد كوريا الشمالية، اجتمع ترامب ثلاث مرات مع زعيمها كيم جونغ أون وقال إنهما "وقعا في حب بعضهما بعضا".

تبنى الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن نهجا تقليديا أكثر قائما على محادثات على مستوى العمل تركز على وضع حد لبرنامج كوريا الشمالية النووي.

ودافع بلينكن عن مقاربة إدارته التي تنتهي ولايتها هذا الشهر، مشيرا إلى أنها حاولت مد يدها لكوريا الشمالية لكنها لم تقابل إلا "بمزيد من الخطوات الاستفزازية، بما في ذلك إطلاق الصواريخ".

وفي ظل الاحتجاجات التي تشهدها سيول والتي يمكن سماع هتافاتها من فندق بلينكن، تجنّب الوزير الأميركي الخوض في المسائل السياسية المحلية.

وكرر الحديث عن المخاوف الأميركية حيال فرض يون الأحكام العرفية لمدة وجيزة في الثالث من كانون الأول/ديسمبر وأشاد بـ"صمود الديموقراطية" في كوريا الجنوبية من دون التعليق على المساعي لتوقيف الرئيس.

وقال "لدى الولايات المتحدة ثقة كاملة بمؤسسات كوريا الجنوبية ونؤكد على دعمنا الثابت للشعب الكوري بينما يعمل من دون كلل للمحافظة على هذه المؤسسات".

- وعود بالاستمرارية -

وبقي يون مدللا لدى إدارة بايدن بفضل سياساته الداعمة للولايات المتحدة في الساحة العالمية، إلى أن فرض الأحكام العرفية لمدة وجيزة في الثالث من كانون الأول/ديسمبر.

وشعرت واشنطن برضا كبير عن يون لسعيه لطي صفحة عقود من التوتر مع اليابان، الحليفة الأخرى للولايات المتحدة وحيث ينتشر الآلاف من عناصرها.

في 2023، انضم يون إلى بايدن ورئيس الوزراء الياباني حينذاك فوميو كيشيدا في قمة ثلاثية تاريخية عقدت في منتجع كامب ديفيد الرئاسي الأميركي.

وقال شو للوزير الأميركي إن "توجّهات السياسة الخارجية (الكورية الجنوبية) ستبقى على حالها. أوضحت ذلك".

التقى بلينكن أيضا الرئيس بالوكالة تشوي سانغ-موك الذي يتولى المنصب منذ أكثر من أسبوع بقليل والذي قال مكتبه إن كوريا الجنوبية ستبقى ملتزمة بـ"المبادئ والاتفاقيات التي أثمرت عنها قمة كامب ديفيد" وبـ"التحالف القوي بين كوريا والولايات المتحدة".

تاريخيا، تتبنى المعارضة الكورية الجنوبية التقدمية التي كانت في المرصاد ليون في البرلمان وصعدت إلى الواجهة منذ إعلانه الأحكام العرفية، مقاربة أكثر تشددا حيال اليابان.

وتفضّل إقامة علاقة أكثر دبلوماسية مع كوريا الشمالية من يون المتشدد.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي