
بيروت - قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، الاثنين، إن بلاده "لا تملك خيارًا سوى التفاوض" مع إسرائيل.
جاء ذلك خلال لقائه شخصيات لبنانية بينهم نقابيون في القصر الرئاسي شرق بيروت، الاثنين، وفق بيان للرئاسة، وصل الأناضول نسخة منه.
وصعدت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة هجماتها على لبنان بما يشمل عمليات اغتيال لعناصر تدعي أنهم من "حزب الله"، وشن أحزمة نارية في مناطق شرق وجنوب البلاد.
والخميس، أصدر عون، للمرة الأولى، أوامر للجيش بالتصدي لأي توغل عسكري إسرائيلي في الأراضي اللبنانية المحررة جنوبي البلاد.
وفي سياق حديثه عن المفاوضات مع إسرائيل، قال عون، الاثنين، إنه "ليس أمام لبنان إلا خيار التفاوض"، وفق بيان الرئاسة.
وأضاف أن "أدوات السياسة ثلاث: الدبلوماسية والاقتصاد والحرب، وعندما لا تحقق الحرب نتيجة، يبقى التفاوض هو الطريق الوحيد".
وأشار إلى أن "نهاية كل حرب في العالم كانت التفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق بل مع خصم أو عدو" معتبرا أن "لغة التفاوض أهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا".
والجمعة، قال الرئيس اللبناني، إن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة أراضيها.
ومنتصف الشهر الماضي، شدد عون على أنه "لا بد من التفاوض" مع إسرائيل لحلّ المشاكل "العالقة" بين الطرفين، بالتزامن مع بدء تطبيق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة.
ويقود المبعوث الأمريكي توماس باراك مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، حيث زار البلد العربي عدة مرات قدم خلالها مبادرة لحكومة بيروت في 19 يونيو/ حزيران الماضي، تنص على أن تكون جميع الأسلحة تحت إشراف الدولة اللبنانية فقط كهدف أولي.
وبيروت وتل أبيب في حالة حرب وعداء رسمي، لذلك لا تتفاوضان بشكل مباشر، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا الحكومة اللبنانية في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى بدء مفاوضات مباشرة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.
ورغم التوصل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، فإن تل أبيب خرقته أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى.
وفي تحد للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع دمشق، أعلن عون أن "لبنان بدأ معالجة ملف العلاقات مع سوريا بشكل إيجابي"، لافتًا إلى وجود "نوايا جدية لتشكيل لجان مشتركة لحل مسألة ترسيم الحدود وعودة النازحين السوريين"، بحسب بيان الرئاسة اللبنانية.
وخلال الأشهر الأخيرة، صعّد لبنان وسوريا حالة التنسيق الدبلوماسي بينهما في قضايا جوهرية، أبرزها ملف المفقودين وترسيم الحدود البرية، فضلا عن مساعٍ لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما.
وفي الشأن الداخلي، أوضح الرئيس اللبناني أن الحكومة "تعمل منذ تشكيلها (في فبراير/شباط الماضي) على تنفيذ إصلاحات جوهرية".
وأشار إلى أن "المؤشرات الاقتصادية إيجابية جدًا"، متوقعا أن تبلغ نسبة النمو "نحو 5 بالمئة بنهاية العام الجاري".
وختم الرئيس اللبناني بالتأكيد على أن "البلاد تمتلك فرصًا كبيرة للنهوض، شرط الابتعاد عن الطائفية والمذهبية"، داعيًا جميع القوى إلى "العمل المشترك من أجل مصلحة لبنان".