لا تزال لدى حماس قدرات سياسية، إدارية وعسكرية وبدون تقويضها لا يمكن حسم المعركة  

الامة برس-متابعات:
2025-01-03

 

الضربة التي تلقتها حماس من إسرائيل أثناء الحرب هي قاسية وأليمة، لكنها ليست قاضية ويمكن أن ترد (أ ف ب)سلسلة الإطلاقات من غزة إلى إسرائيل، وتصفية قائد وحدة النخبة، الذي كان ممن قادوا الاجتياح لنير عوز في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وواصلوا العمل ضدنا حتى من داخل المجال الإنساني في خانيونس، ومئات مخربي حماس الذين قاتلوا، أسروا أو صفوا في جبهة جباليا في الأسبوع الماضي هم الجواب لمن يدعي بأن “ليس هنا ما نبحث عنه أكثر في قطاع غزة”.

الضربة التي تلقتها حماس من إسرائيل أثناء الحرب هي قاسية وأليمة، لكنها ليست قاضية ويمكن أن ترد. منظمة الإرهاب الاجرامية ما زالت تشكل عامل القوة المركزي في قطاع غزة. تحت تصرفها آلاف من المقاتلين والنشطاء الذين حتى وإن كانوا لا يعملون الآن في أطر عسكرية منظمة، فانهم يبقون الإمكانية الكامنة لذلك، ينتظرون “اليوم التالي” وفي هذه الأثناء يلحقون ضررا وخسائر بقواتنا في عمليات حرب عصابات محلية.

حتى بعد الإنجازات المبهرة في أعمال الجيش الإسرائيلي، يمكن التقدير أنه تبقى لحماس كيلومترات عديدة أخرى من الأنفاق التي لم تعالج بعد، وسائل قتالية عديدة بل وربما قدرة إنتاج معينة لقنابل وذخائر. رجالها يتحكمون في كل مكان لا يكون فيه تواجد عسكري إسرائيلي، وكذا أيضا بقسم كبير من المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع.

قيادة المنظمة تنجح في اجراء تنسيق، على الأقل في المستوى الأساسي بين كل عناصرها. الشكل الذي تقود فيه المفاوضات في موضوع صفقة المخطوفين تدل على وجود تنسيق ناجع في مستوى القيادة أيضا، بينها العناصر في الخارج وأولئك الذين في الميدان.

العودة من خلال صفقة

القدرة المتبقية لدى المنظمة الإرهاب الآن، إلى جانب سيطرتها العميقة على أجهزة الحكم ومنظومات الحياة في غزة، ومع التأييد لها من جانب قسم كبير من الجمهور الفلسطيني، تعزز إيمان زعمائها أن عصر حماس في غزة لم ينتهِ. أملهم الكبير يعلقونه بما سينجحون بانتزاعه في إطار اتفاق المخطوفين، وقف الحرب، إخراج قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع، إعادة السكان إلى المناطق التي نزحوا منها، تعهد بالسماح بإعادة بناء مدني وتحرير مئات المخربين من السجون في إسرائيل. بالنسبة لقادة حماس، هذه الظروف ستسمح لنقطة انطلاق لمسيرة تعيد المنظمة إلى المكان الجدير بها. بغياب جهة داخل المنطقة تهدد احتكار حماس، مضاف إلى ذلك دعم قطر وتركيا اللتين تشكلان لاعبتين أساسيتين في المحور السُني الإقليمي المتبلور، يمكن لهذه المسيرة أن تتطور حتى بوتيرة أسرع ممن يتوقع.

هذه هي خلاصة المأزق الإسرائيلي: مسألة المخطوفين تعزز لدى حماس الأمل أن تبقى عامل القوة المركزي في غزة في اليوم التالي أيضا. ويساعد هذا الأمل في البقاء كما يساهم في تصليب موقفها. من أجل تحقيق إعادة المخطوفين وتقويض حماس أيضا، إسرائيل مطالبة بالحد الأقصى من الضغط، في وقت واحد، في ثلاثة مسارات: في المستوى الأمني، في المجال المدني وفي قناة المفاوضات. روح ترامب تحوم منذ الآن في المنطقة وتضمن اسنادا لذلك.

خطة النقاط الخمسة

إذن ما هو الصواب عمله؟

أولا، تشديد أعمال الجيش الإسرائيلي داخل القطاع. هذا ضروري، أولا وقبل كل شيء لأجل تقليل التهديد الأمني المستقبلي على إسرائيل. يجب تدمير ليس فقط وحوش النخبة، بل وأيضا قادتهم، مساعديهم وتلاميذهم – ومخازن السلاح ووسائل القتال. العملية لتطهير منطقة بيت حانون من المخربين هي خطوة واجبة في رؤية أمن سكان الغلاف.

ثانيا، تصفية القادة وكبار المسؤولين، في غزة وفي الخارج. معرض القادة الكبار وإن كان تقلص، لكنه لا يزال يضم بضعة قادة ألوية ناجعين، قائمين بأعمال ونواب وكذا غير قليل من كبار المسؤولين في المكتب السياسي للمنظمة ممن يديرون شؤونها بلا عراقيل.

ثالثا، مصادرة السيطرة التي في يد حماس على المساعدات الإنسانية. هذا مصدر حرج لحكومتها. البدائل للوضع القائم معروفة والبحث فيها لن يستنفد في أي مرة. يجب الحسم والتنفيذ.

رابعا، ضرب الأجهزة والقدرات الحكومية التي تحت سيطرة حماس. وحدة “سهم” في وزارة الداخلية من حماس، أو “مكتب الإعلام الحكومي لحماس” هما مثلان على الشكل الذي تصمم فيه منظمة الإرهاب الواقع المدني في غزة. ضربهما ضروري لأجل تحقيق أحد الأهداف المعلنة للحرب: تقويض القدرات السلطوية لحماس.

خامسا، استنفاد النفوذ الأمريكي على الوسطاء في قناة المفاوضات. نفوذ قطر ومصر على حماس ليس غير محدود، لكن لا بأس به أيضا. في ضوء تصريحات دونالد ترامب في موضوع المخطوفين، من الصواب التوقع أن يجدوا كل الروافع التي لديهم لأجل الوصول إلى نتائج مع حماس.

 

مئير بن شباط

إسرائيل اليوم – 2/1/2025









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي