القدس المحتلة - أدان خبراء الأمم المتحدة، الخميس2يناير2025، الغارة الإسرائيلية على مستشفى محاصر في شمال قطاع غزة، مطالبين بإنهاء "الاعتداء الصارخ" على الحقوق الصحية في الأراضي الفلسطينية المحاصرة.
وفي تكرار لاتهامات بأن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" في غزة ـ وهو ما تنفيه الحكومة الإسرائيلية بشدة ـ قال خبيران مستقلان في مجال حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إنهما "شعرا بالفزع" إزاء الغارة التي شنتها إسرائيل يوم الجمعة الماضي على مستشفى كمال عدوان، آخر مستشفى رئيسي عامل في شمال غزة.
وقال الخبراء: "بعد مرور أكثر من عام على الإبادة الجماعية، فإن الاعتداء الصارخ الذي تشنه إسرائيل على الحق في الصحة في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة يؤدي إلى مستويات جديدة من الإفلات من العقاب".
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة المستقلة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، وتلالينج موفوكينج، المقرر الخاص المعني بالحق في الصحة.
ورفضت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف هذا البيان ووصفته بأنه "بعيد كل البعد عن الحقيقة"، وقالت إنه "يتجاهل تماما الحقائق الحرجة والسياق الأوسع لاستغلال حماس للبنية التحتية المدنية لأغراض عسكرية".
واتهم الجيش الإسرائيلي حماس مرارا وتكرارا باستخدام المستشفيات كمراكز قيادة، وهو الأمر الذي تنفيه حماس.
وقالت البعثة الإسرائيلية إن الجيش "بذل كل جهد ممكن لحماية المدنيين"، مؤكدة أن "أفعاله تسلط الضوء على التزام إسرائيل بالقانون الدولي وحماية البنية التحتية المدنية، حتى في ظل الظروف الأكثر تحديا".
- "قلق بالغ" -
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 20 مسلحا مشتبها به واعتقل أكثر من 240 شخصا، بمن فيهم مدير المستشفى حسام أبو صفية، ووصفه بأنه مسلح مشتبه به من حركة حماس.
وفي بيانهما، قال ألبانيز وموفوكينج إنهما "قلقان للغاية" إزاء اعتقال صفية وطالبا "بالإفراج الفوري عنه".
وقالوا إن "طبيباً آخر يتعرض للمضايقة والخطف والاعتقال التعسفي من قبل قوات الاحتلال".
"وهذا جزء من النمط الذي تنتهجه إسرائيل للقصف المتواصل والتدمير والقضاء الكامل على تحقيق الحق في الصحة في غزة".
وفي بيان لوكالة فرانس برس، أصر الجيش الإسرائيلي على أنه "تم توثيق أن حماس تستخدم المستشفيات والمراكز الطبية في أنشطتها الإرهابية من خلال بناء شبكات عسكرية داخل المستشفيات وتحتها، وشن هجمات وتخزين الأسلحة داخل حدود المستشفيات، واستخدام البنية التحتية للمستشفيات والموظفين في الأنشطة الإرهابية".
وأضافت: "نواصل دعوة المجتمع الدولي إلى مطالبة حماس بشكل لا لبس فيه بالتوقف فوراً عن استخدام المستشفيات في مختلف أنحاء قطاع غزة كدرع لأنشطتها الإرهابية".
- مقتل الأطباء -
المقررون الخاصون للأمم المتحدة هم خبراء مستقلون يتم تعيينهم من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولكنهم لا يتحدثون نيابة عن الهيئة العالمية.
وسلط الخبراء الضوء أيضاً على "تقارير مثيرة للقلق" تفيد بأن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات إعدام خارج نطاق القضاء لبعض الأشخاص بالقرب من المستشفيات، بما في ذلك رجل فلسطيني يقال إنه كان يحمل علماً أبيض.
وأشاروا إلى أرقام قدمتها وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تقوده حماس، والتي تشير إلى أن ما لا يقل عن 1057 من العاملين في المجال الطبي والصحي الفلسطينيين قتلوا منذ اندلاع الحرب في أعقاب الهجوم الذي شنته الجماعة المسلحة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 داخل إسرائيل.
وقد نددت منظمة الصحة العالمية مراراً وتكراراً بالعدد المرتفع من الهجمات على العاملين والمرافق الصحية خلال الحرب: فقد تم تسجيل 1273 هجوماً على الرعاية الصحية في غزة والضفة الغربية منذ بدء الحرب.
وحذر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على قناة X من أن وتيرة عمليات الإجلاء الطبي التي تشتد الحاجة إليها من غزة كانت "بطيئة للغاية".
وقال إنه "تم إجلاء 5383 مريضا فقط بدعم من منظمة الصحة العالمية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، منهم 436 فقط منذ إغلاق معبر رفح" في مايو/أيار الماضي.
وأضاف أن أكثر من 12 ألف شخص ينتظرون الإجلاء الطبي من غزة.
وأضاف أنه "بهذا المعدل، فإن إجلاء كل هؤلاء المرضى المصابين بأمراض خطيرة، بما في ذلك آلاف الأطفال، سيستغرق ما بين 5 إلى 10 سنوات".
"وفي هذه الأثناء، تتدهور حالتهم ويموت بعضهم."