القدس المحتلة - قالت وكالة الدفاع المدني في غزة، الأربعاء 1يناير2025، إن غارة جوية إسرائيلية على شمال القطاع أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينياًعلى الأقل، فيما وصفه رجال الإنقاذ بأنه أول هجوم مميت في العام الجديد.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس "استقبل العالم العام الجديد بالاحتفالات والمسرات، بينما شهدنا بداية عام 2025 مع أول مجزرة إسرائيلية في بلدة جباليا بعد منتصف الليل".
وقال إن "15 شخصا استشهدوا وأصيب أكثر من 20 آخرين" في الغارة على منزل يقطنه نازحون.
وقال الجيش الإسرائيلي، عند الاتصال به، إنه يبحث في الغارة المزعومة.
منذ السادس من أكتوبر/تشرين الأول، يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً وجوياً واسع النطاق في شمال غزة، مستهدفاً بشكل خاص جباليا ومخيم اللاجئين المجاور لها.
وتقول القوات المسلحة إنها تهدف إلى منع مسلحي حماس من إعادة تنظيم صفوفهم هناك، وإنها قتلت مئات المقاتلين، في حين يقول رجال الإنقاذ في المنطقة إن آلاف المدنيين لقوا حتفهم.
وقال خبراء حقوقيون في الأمم المتحدة يوم الاثنين إن "الحصار" يبدو جزءا من جهد "لتهجير السكان المحليين بشكل دائم تمهيدا لضم غزة".
وقال بسال إن سكان المنزل هم من أفراد عائلات بدرة وأبو وردة وطروش الذين لجأوا إلى هناك.
وقد نزح ما يقرب من جميع سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة مرة واحدة على الأقل منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وقال المسعف محمد الذي لم يكشف سوى عن اسمه الأول، إن القتلى والجرحى جراء الغارة على جباليا تم نقلهم إلى مستشفى الممداني.
وقال إنه "تم انتشالهم من تحت أنقاض المنزل المستهدف".
وقال أحد الأقارب إن رجال الإنقاذ ما زالوا يبحثون عن أي ناجين.
وقال الجبري أبو وردة إن "المنزل تحول إلى كومة من الأنقاض"، مضيفا أن الضربة وقعت حوالي الساعة الواحدة صباحا (2300 بتوقيت جرينتش الثلاثاء).
وأضاف أن الانفجارات هزت المنطقة، ولم يصل رجال الإنقاذ إلى المنزل المستهدف إلا في الصباح.
وقال أبو وردة "كانت مجزرة، حيث تناثرت أشلاء الأطفال والنساء في كل مكان. كانوا نائمين عندما تم قصف المنزل".
"لا أحد يعرف لماذا استهدفوا المنزل، كلهم كانوا من المدنيين".
- الخوف من البرد والصواريخ -
وقد امتد الهجوم العسكري، الذي بدأ في السادس من أكتوبر/تشرين الأول، منذ ذلك الحين إلى المناطق الشمالية من الأراضي الفلسطينية، واستهدف الأسبوع الماضي مستشفى كبيرا أصبح الآن خاليا من موظفيه ومرضاه.
وأغارت قوات الاحتلال، الجمعة، على مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، ووصفتها بأنها "واحدة من أكبر" العمليات التي تستهدف النشطاء منذ بدء الحرب.
وقد لفتت عملية مداهمة مدير المستشفى واعتقاله انتباه العالم إلى نظام الرعاية الصحية المنهار في غزة.
وقال الجيش إنه قتل أكثر من 20 مسلحا واعتقل أكثر من 240 آخرين، بمن فيهم مدير المستشفى، الذي وصفه بأنه يشتبه في أنه من نشطاء حماس.
وطالبت منظمة الصحة العالمية ومنظمة العفو الدولية وآخرون بالإفراج الفوري عن المدير حسام أبو صفية (51 عاما)، وهو طبيب أطفال.
واتهم الجيش الإسرائيلي حماس بانتظام باستخدام المستشفيات كمراكز قيادة، وهو ما ينفيه المسلحون.
وقال تقرير نشره مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الثلاثاء إن "معلومات غير كافية" أتيحت لإثبات الاتهامات الإسرائيلية "الغامضة" باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية.
قالت الدفاع المدني إن غارة إسرائيلية منفصلة، الأربعاء، استهدفت مجموعة من الأشخاص في حي المنارة بخان يونس جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل.
وقال العديد من النازحين من غزة إنهم لا يواجهون القصف الإسرائيلي فحسب، بل يواجهون أيضا انخفاض درجات الحرارة والأمطار الغزيرة، التي أغرقت آلاف الخيام في جميع أنحاء القطاع.
وقالت سماح درابيه، وهي امرأة نازحة من دير البلح وسط قطاع غزة وتعيش الآن في بيت لاهيا، "لم ننم منذ ثلاثة أيام خوفاً من أن يمرض أطفالنا بسبب الشتاء، فضلاً عن خوفنا من سقوط الصواريخ علينا".
"قبل يومين قصفوا مستشفى الوفاء الذي يقع خلفنا وسقطت الشظايا هنا".
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس إن سبعة أطفال لقوا حتفهم بسبب البرد خلال أسبوع.
بدأت الحرب في غزة عندما هاجمت حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، مما أسفر عن مقتل 1208 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وأسفر الرد الإسرائيلي عن مقتل 45553 شخصا على الأقل في غزة، أغلبهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة في غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.