هل فعلاً تقلبات الطقس وراء تغير مزاج الإنسان؟

الأمة برس
2024-12-17

هل فعلاً تقلبات الطقس وراء تغير مزاج الإنسان؟ (زهرة الخليج)يشعر البعض بتقلبات مزاجية مع دخول فصل الشتاء، وبدء تساقط المطر، ففكرة المطر والبرد القارس وضرورة الاحتماء بمنطقة دافئة، تبعث لهم أجواء الحزن والاكتئاب، في الوقت الذي يشعرون فيه بالانطلاق والراحة والسعادة، في فصل الصيف مثلاً، إذ يشعرون بأنهم أكثر نشاطاً واستقلالية، بحسب زهرة الخليج.

موقع «Psychology Today»، الأميركي، نشر دراسة بحثية نفسية، أجرتها أستاذة علم النفس، الدكتورة كيم ميدنباور، وفريقها المساعد في جامعة «واشنطن دي سي»، ربطت فيها بين الظروف الجوية وتقلبات الطقس، ومدى تأثيرها على الأفراد الذين خضعوا للدراسة البحثية.

وفاجأت الدكتورة كيم من يعتقدون أن للطقس علاقة مباشرة لدخولهم في مرحلة الحزن والاكتئاب شتاءً، أو السعادة والمرح صيفاً، إذ قالت إن نتائج الدراسة، التي شملت نحو 700 شخص من الجنسين، ومن أعمار متباينة، ومن مستويات اجتماعية مختلفة، أظهرت وجود علاقة ضعيفة بين تقلبات الطقس، وتغير الحالة المزاجية للإنسان.

وأشارت الدراسة إلى أن معظم الأشخاص، الذين يعبرون عن ضيقهم أو فرحهم، ويربطون ذلك بالطقس، يقلدون أشخاصاً آخرين، وأن مشاعر الانزعاج والاكتئاب أو الفرح والسعادة، ليست لها علاقة بالطقس، والأمر لا فقط اضطرارهم لتغيير روتين حياتهم لعدة أشهر، وهم يربطون ذلك باضطرارهم إما للتخلي عن طقوسهم التي عاشوها خلال عدة شهور، أو لكون طبيعة أعمالهم لا تتلاءم مع حلول فصل معين، وقد تسبب لهم الأمطار مثلاً صعوبات في تأدية أعمالهم ونشاطاتهم على أكمل وجه.

لكن الدكتورة كيم قالت: إن الأبحاث في هذا المجال يجب أن تستمر، للوصول إلى تفسير علمي دقيق، حول هذه الحالات التي قد تعتبر نفسية، خاصة أن الكثيرين يعيشون وفق أوهام إصابتهم بالاكتئاب والحزن نتيجة تغير الطقس، حتى لو لم تكن حقيقية، من باب انسجامهم مع الآراء المتناقلة حوله، وحول رغبتهم بالانعزال نتيجة سقوط المطر مثلاً.

ودللت خبيرة علم النفس على ذلك الأمر، بالقول: إن الشخص المكتئب أو الحزين بسبب سقوط المطر، الذي يؤكد عدم رغبته بالخروج في مثل هذا الطقس، سيغير قناعته مثلاً، إذا فاز بجائزة، أو حصل على تذاكر سفر، أو دعوة على العشاء من شخص مفضل لديه، وهذا يدل على استعداده الداخلي للتعامل مع تقلبات الطقس، حالما حظي بفرصة للسعادة والمرح.

وبينت الدكتورة كيم أن السمات الشخصية لكل فرد، فضلاً عن محيطه وبيئته الثقافية ووضعه الاجتماعي، تختلف في طريقة التعاطي مع تقلبات الطقس، مؤكدة أن الذين يتمتعون بالثراء المادي تختلف طريقة استقبالهم لفصل الشتاء والمطر والأجواء الباردة، عن الفقراء الذين يعتبرون قدوم فصل الشتاء فألاً سيئاً، لاضطرارهم للبحث عن طرق ومواد تدفئة في الطقس والأجواء الباردة، ما يؤثر في نفسيتهم.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي