نشر موقع “أكسيوس” تقريرا أعده مراسله في تل أبيب باراك رافيد، قال فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، طلبت من إسرائيل الموافقة على مساعدات عسكرية أمريكية عاجلة لقوات الأمن الفلسطينية من أجل عملياتها في الضفة الغربية، وذلك وفقا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وفلسطينيين.
وأضاف أن العملية لاستعادة السيطرة على مدينة جنين ومخيم اللاجئين فيها من المسلحين، هي الأكبر التي تنفذها قوات الأمن الفلسطينية منذ سنوات.
وقال مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون، إن العملية تركز على جماعة مسلحة تضم مسلحين تابعين لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس، وهما ممولتان من إيران كما زعم المسؤولون.
وأوضح مسؤول فلسطيني: “هذه العملية هي لحظة حاسمة للسلطة”. وبحسب المسؤولين، فقد قررت القيادة الفلسطينية إطلاق العملية خوفا من محاولة المسلحين الإطاحة بالسلطة، وذلك بعد نجاح المقاتلين المعارضين لنظام بشار الأسد في الإطاحة به قبل أسبوع.
وقد تدهور الوضع الأمني في جنين منذ شهور مع ضعف سيطرة السلطة الفلسطينية عليه تدريجيا. ويسيطر مسلحون على مخيم جنين للاجئين منذ أكثر من عام، وامتنعت قوات الأمن التابعة للسلطة عن دخوله.
وفي الأسبوع الماضي، حاولت قوات الأمن الفلسطينية اعتقال عدد من مسلحي الجهاد الإسلامي وحماس الذين سيطروا على عربات تابعة لقوات الأمن واستخدموها في عرض مسلح عبر المخيم. وفشلت محاولة الاعتقال بعد اندلاع أعمال عنف بين المسلحين وقوات الأمن. وبعد يوم واحد، فجر المسلحون سيارة مفخخة بالقرب من مركز للشرطة في جنين، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من رجال الشرطة ومدنيين اثنين.
وعلى مدار الـ72 ساعة الماضية، أرسلت قوات الأمن الفلسطينية عددا كبيرا من عناصرها إلى جنين، وحاصرت المخيم وبدأت بمداهمته حيث قُتل ثلاثة مسلحين على الأقل، من بينهم قائد تابع لحركة الجهاد الإسلامي، وأصيب نحو 20 شخصا. كما قُتل مدني واحد على الأقل برصاص قوات الأمن إلى جانب إصابة العديد من العناصر الأمنية.
وقال المسؤول الفلسطيني ومسؤول أمريكي، إن مقاطع فيديو للعرض المسلح، والتي تم تداولها على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، وهجوم السيارة المفخخة، أصابت القيادة الفلسطينية في رام الله بالدهشة. وعليه، أمر الرئيس محمود عباس قادة الأجهزة الأمنية بشن عملية في جنين والسيطرة على مخيم اللاجئين.
وقال المسؤولان الفلسطيني والأمريكي، إنه بعد أن أبدى بعض رؤساء أجهزته الأمنية تحفظات، أخبرهم عباس أن من يخالف أمره سيتم فصله.
وقال مسؤولون فلسطينيون وأمريكيون، إن مساعدي عباس أطلعوا إدارة بايدن ومستشاري الرئيس المنتخب دونالد ترامب مسبقا على العملية. وقال المسؤول الفلسطيني إن المنسق الأمني الأمريكي الجنرال مايك فينزل التقى برؤساء الأجهزة الأمنية الفلسطينية قبل العملية لمراجعة خططهم.
وقال المسؤول إن السلطة الفلسطينية أعطت فينزل قائمة بالمعدات والذخيرة التي تحتاجها قوات الأمن بشكل عاجل. ويجب الحصول على موافقة إسرائيل لإرسال أي مساعدة عسكرية للسلطة.
وأفاد المسؤول الفلسطيني أن المسلحين في جنين، الذين زعم أنهم ممولون من إيران، مسلحون ومجهزون بشكل أفضل من قوات الأمن. وأضاف: “لو كانت قوات الأمن الفلسطينية لديها الأسلحة الكافية، لكانت العملية قد انتهت بالفعل”.
وأشار مسؤولون فلسطينيون وأمريكيون وإسرائيليون، إلى أن فينزل والسفير الأمريكي في إسرائيل جاك لو، ومسؤولين آخرين في إدارة بايدن، طلبوا من الإسرائيليين الموافقة على التسليم العاجل للذخيرة والخوذ والسترات الواقية من الرصاص وأجهزة اللاسلكي ومعدات الرؤية الليلية وبدلات التخلص من المتفجرات والسيارات المدرعة، لأجهزة الأمن الفلسطينية.
وقال مسؤولون فلسطينيون وأمريكيون إن الإسرائيليين وافقوا على الشحنة عندما تم طلبها لأول مرة في العام الماضي، لكن الحكومة الإسرائيلية جمدتها بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وطلبت إدارة بايدن أيضا من الحكومة الإسرائيلية الإفراج عن بعض عائدات الضرائب (المقاصة) للسلطة التي جمدتها حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من دفع رواتب قوات الأمن.
وعقد المجلس الوزاري الأمني المصغر الإسرائيلي، الأحد، اجتماعا لبحث الوضع الأمني في الضفة الغربية.
وأضاف كاتب التقرير أن الموافقة على تسليم المعدات العسكرية للسلطة الفلسطينية تشكل قنبلة سياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأشار الموقع إلى أنه لا البيت الأبيض ولا السفارة الأمريكية في إسرائيل، استجابوا لطلبات التعليق، فيما رفض مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي التعليق.
ولكن السبب وراء قرار عباس القيام بالعملية في جنين كما قال مسؤولون فلسطينيون وأمريكيون، هو أولا، إرسال رسالة إلى إدارة ترامب القادمة بأن السلطة الفلسطينية شريك موثوق فيه. وثانيا، محاولة منع ما حدث في سوريا بالضفة الغربية.
وقال أحد المسؤولين الفلسطينيين: “لقد كان الأثر السوري كبيرا، كان عباس وفريقه قلقين من أن ما حدث في حلب ودمشق قد يلهم الجماعة الإسلامية الفلسطينية”.
وأضاف المسؤول الفلسطيني إن مصر والأردن والسعودية تدعم العملية في جنين لأنها لا تريد أن ترى “أسلوب الإخوان المسلمين أو استيلاء ممولا من إيران” على السلطة الفلسطينية. وقال: “إنها لحظة محورية للسلطة، إما أن تتصرف كدولة، أو تعود إلى كونها منظمة مسلحة”.