باريس - يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وارسو الخميس لبحث تعزيز الدعم لأوكرانيا في ظل مؤشرات إلى مفاوضات سلام مستقبلية، فيما تتواصل الأزمة السياسية الحكومية في فرنسا.
ومن المنتظر أن يعلن ماكرون مع عودته إلى فرنسا بعد ظهر الخميس مرشحه لتولي رئاسة للوزراء بعد حجب الثقة عن حكومة ميشال بارنييه.
ويستضيفه رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عند الساعة الثانية عشرة ظهرا (11,00 ت غ) لعقد اجتماع ثنائي يليه غداء عمل، قبل اجتماع مع الرئيس أندري دودا.
ويعتزم إيمانويل ماكرون الاستفادة من لقائه السبت الماضي في قصر الإليزيه مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لفرض حضور فرنسا والدول الأوروبية في المفاوضات المستقبلية.
ورغم فقدانه السيطرة على الوضع السياسي في فرنسا منذ حل الجمعية الوطنية في حزيران/يونيو وإجراء انتخابات تشريعية جديدة، ما زال مصمما على التأثير على الساحة الدولية، من الشرق الأوسط إلى أوروبا.
وسيستعرض الرئيس الفرنسي "نتائج مناقشاته" مع ترامب وزيلينسكي، وفق ما أفاد رئيس الوزراء البولندي واصفا اللقاء بأنه "موجز لكنه مهم".
- ضمانات أمنية -
وأضاف الإليزيه أنه سيتم تقييم "الدعم الأوروبي" لأوكرانيا في ظل "السياق الجديد عبر الأطلسي".
"الموقف الثابت" لفرنسا هو أنه "يجب علينا مواصلة دعم أوكرانيا بشكل مكثف ولأطول فترة ضرورية حتى تتمكن من التعامل مع المفاوضات من موقع القوة عندما يحين الوقت"، وفق ما أفادت مصادر في باريس.
وسيكون الوضع في أوكرانيا على رأس جدول أعمال القمة الأوروبية المقررة في 19 كانون الأول/ديسمبر في بروكسل. وكانت بولندا التي ستتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من العام 2025، في طليعة الداعمين لأوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي عليها في شباط/فبراير 2022.
ودعا دونالد ترامب الذي سيؤدي اليمين في 20 كانون الثاني/يناير، إلى "وقف فوري لإطلاق النار" ومفاوضات لإنهاء النزاع في أوكرانيا بعد لقائه السبت مع فولوديمير زيلينسكي.
وأشار الرئيس الأوكراني من جانبه إلى استعداده للانتظار قبل استعادة المناطق التي يحتلها الجيش الروسي (نحو خُمس البلاد)، لكنه يطالب بضمانات أمنية "فعالة" من حلفائه لمنع أي هجوم روسي جديد.
وفي غياب احتمال انضمام أوكرانيا بسرعة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بظل معارضة واشنطن وبرلين، يمكن أن ترسل دول غربية قوات إلى أوكرانيا، وهي فكرة سبق أن طرحها الرئيس الفرنسي في شباط/فبراير.
- قوات في أوكرانيا -
وقال فولوديمير زيلينسكي إلى جانب زعيم المعارضة الألمانية والمستشار المستقبلي المحتمل فريدريش ميرتس الاثنين في كييف، "بصراحة، يمكننا التفكير والعمل على موقف إيمانويل".
وأضاف "اقترح أن تكون قوات من دولة واحدة موجودة على أراضي أوكرانيا، وهو ما سيضمن لنا الأمن طالما أن أوكرانيا ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي".
الوضع حاليا صعب للغاية بالنسبة إلى أوكرانيا التي يتراجع جيشها على الجبهة الشرقية أمام قوات روسية أكثر عددا وأفضل تسليحا.
ووفق العديد من وسائل الإعلام الأوروبية، من الممكن أن يناقش إيمانويل ماكرون ودونالد توسك إرسال مهمة حفظ سلام أوروبية.
لم يؤكد الإليزيه هذه المعلومة، وقد أشار مصدر دبلوماسي إلى أنهما "سيتحدثان عن الضمانات الأمنية و+عن الخطوة التالية+ نعم، أي ما يمكن أن يبدو عليه الغد، بالشروط التي يضعها الأوكرانيون".
وقال إيلي تيننباوم، خبير الدفاع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، لوكالة فرانس برس إن "فرنسا وبريطانيا من جهة، ومن ثم بولندا ودول البلطيق والدول الإسكندنافية التي لا تزال منخرطة للغاية، وربما حلفاء آخرين مثل دول البنلوكس" يمكن أن تشارك في مثل هذه المهمة "الجوية-الأرضية على الأقل" التي يحتمل أن يبلغ عديدها "40 ألف عنصر".
ومن المقرر أن يناقش إيمانويل ماكرون ودونالد توسك أيضا اتفاقية التجارة الحرة التي توصلت لها الجمعة المفوضية الأوروبية ودول ميركوسور في أميركا الجنوبية ويعارضها البلدان باسم الدفاع عن مصالحهما الزراعية.